جمع المذكر السالم
تعريفه : هو ما دل على أكثر من
اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ،
أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند
الجمع .
نحو : سافر
المحمدون . وفاز المجتهدون .
الاّية : {
وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 .
إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل
المسافرون .
الاّية : {
هم فيها خالدون }4 .
وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين .
45 ـ ومنه
الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }.
ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين .
الاّية : {
فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }
شروط جمعه :
يشترط فيما
يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية :
1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب
.
فلا يصح جمع
مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس
. فلا نقول : رجلون ، وغلامون .
فإذا كان علما
غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما .
وكذلك إذا
كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون .
ومثله العلم
المذكر العاقل المختوم بتاء التأنيث ، فلا يجمع جمع مذكر سالما .
فلا يقال في
" طلحة " طلحون ، ولا في " معاوية " معاويون ، ولا في "
عبيدة " عبيدون .
كما لا يجمع
العلم المركب بأنواعه المختلفة جمعا مذكرا سالما .
فلا يجمع :
عبد الله ، و سيبويه ، و جاد الحق ، و تأبط شرا ، و بعلبك ، ونظائرها .
2 ـ أ ـ أن يكون صفة لمذكر عاقل خالية من التاء ، وصالحة
لدخول التاء عليها .
نحو : ماهر
: ماهرون ، عاقل : عاقلون ، جالس ك جالسون .
والصفات السابقة
، وأشباهها صالحة لدخول التاء عليها . فنقول : ماهرة ، وعاقلة .
ب ـ أو وصف على وزن أفعل التفضيل . نحو : أعظم ، وأكبر ،
وأحسن وأفضل . نقول : أعظمون ، وأكبرون
، وأحسنون ، وأفضلون .
47 ـ ومنه
الاّية : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون }1 .
فإن كانت الصفة
على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء ، كأحمر حمراء ، وأخضر خضراء . امتنع جمعه جمع مذكر
سالما . فلا نقول : أحمرون ، وأخضرون .
وإن كانت الصفة أيضا على وزن فعلان فعلى ، كعطشان عطشى ،
وسكران سكرى .
فلا تجمع جمع
مذكر سالما . فلا يصح أن نقول : عطشانون ، وسكرانون .
وكذلك إذا
كانت الصفة مما يستوي فيها المذكر والمؤنث . مثل : صبور ، وغيور ، وغريق ، وجريح ،
وذلك لعدم قبولها تاء التأنيث .
فلا نقول :
صبورون ، وغيورون ، وقتيلون .
طريقة الجمع :
1 ـ يجمع الاسم الصحيح الآخر ، أو شبهه جمع مذكر سالما
بزيادة واو ونون ، أو ياء ونون على مفرده ، دون أن يحدث فيه تغيير .
نقول في جمع
معلم : معلمون ، ومعلمين ، ومذنب : مذنبون ، ومذنبين .
وفي جمع ظبي
علما لرجل : ظبيون ، وظبيين .
2 ـ يجمع الاسم المقصور ، بحذف ألفه ، وتبقى الفتحة قبل
الواو ، والياء دليلا على الألف
المحذوفة من المفرد .
نقول : مصطفى
: مصطفون ، الأعلى : الأعلون ، الأدنى : الأدنون ، منتدى : منتدون . نحو : عامل
الأدنين بالمحبة والرحمة .
48 ـ ومنه
الاّية : { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار }1 .
والاّية :
{ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون }2 .
ولا فرق بين
المقصور الثلاثي ، أو المزيد عند الجمع . فنقول في جمع " رضا " علم ثلاثي
لرجل : رضون . ونقول في " مرتضى " : مرتضون .
3 ـ يجمع المنقوص بحذف يائه ، وتبقى الكسرة قبل الياء ،
ويضم ما قبل الواو للمناسبة ، وذلك
في حال وجود الياء .
نحو : الشادي
: الشادون ، الغادي : الغادون ، الداعي : الداعون ، الراعي : الراعون.
نقول : هذا
داع ، وهؤلاء داعون .
وأنت قاض ،
وهم قاضون .
4 ـ عند جمع الممدود جمعا مذكرا سالما ينظر إلى همزته ،
وذلك على النحو التالي :
أ ـ إن كانت
أصلية بقيت . مثل : رفّاء : رفّاؤون . قرّاء : قراؤون .
نكّاء : نكّاؤون
. ملاّء : ملاّؤون .
نقول : الرفاؤون
ماهرون . والقراؤون مجيدون .
ب ـ وإن كانت الهمزة منقلبة عن أصل ، وهو الواو ، أو
الياء ، جاز أن تبقى في الجمع ، وأن تقلب واوا ، وقلبها أفصح .
نحو : بنّاء
: بنّاؤون ، وبناوون . وكسّاء : كسّاؤون ، وكساوون .
وعدّاء : عدّاؤون
، وعدّاوون .
ج ـ وإن سمي المذكر باسم ينتهي بألف التأنيث الممدودة
التي تليها الهمزة ، قلبت الهمزة واوا عند الجمع . مثل : " ورقاء " علم لمذكر عاقل ،
نقول : ورقاوون .
وزكرياء :
زكرياوون .
ما يلحق بجمع المذكر السالم :
يلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه ما ورد عن العرب مجموعا بالواو والنون ، ولكنه لم
يستوف الشروط السابق ذكرها ، وذلك مثل :
1 ـ ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين ، لأنه لا واحد له
من لفظه .
نحو : اشترك
في الرحلة عشرون طالبا .
الاّية : {
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }1 .
والاّية :
{ إن يكن منكم عشرون صابرون }2 .
والاّية :
{ إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة }1 .
2 ـ أهلون ، لأن مفرده أهل ، وأهل أسم جنس جامد كغلام ،
ورجل ، وفرس .
نحو : كان
أهلونا مهتمين بالحرف اليدوية .
الاّية : {
شغلتنا أموالنا وأهلونا }2 .
والاّية :
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا }3 .
3 ـ أولو ، لأنه لا واحد له من لفظه ، فهو أسم جمع لذوا
بمعنى صاحب .
نحو : جاء
أولو الفضل .
51 ـ ومنه
الاّية : { إنما يتذكر أولو الألباب }4 .
والاّية :
{ فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل }5 .
4 ـ عالمون ، جمع عالم ، وهو اسم جنس جامد كرجل ، وغلام
، وفرس ، وواحده أعم في الدلالة
من جمعه ، ويطلق على مجموع ما خلق الله ، ويطلق أيضا على كل صنف من أصناف
المخلوقات على حدة ، كعالم الأنس ، وعالم الجن ، وعالم الحيوان .
نحو
: خلق الله العالمين منذ الأزل .
الاّية : {
الحمد لله رب العالمين }6 .
والاّية :
{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }7 .
5 ـ علِّيون ، وهو اسم لأعلى الجنة ، ولا تنطبق عليه
شروط جمع المذكر السالم ، لكونه لما لا يعقل ، وليس له واحد من لفظه .
53 ـ نحو الاّية
: { وما أدراك ما علييون }8 .
نحو الاّية
: { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين }1 .
6 ـ أرضون ، اسم جنس جامد مؤنث . نحو : الله مالك
السموات والأرضين .
7 ـ سنون ، وعضون ، وعزون ، وتبون ، ومئون ، وظبون ،
وكرون ، ونظائرها . مفردها : سنة ، وعضة ، وعزة ، وتبة ، ومئة وظبة ، وكرة (2) .
والكلمات السابقة
لا تجمع جمع مذكر سالما ، لأنها غير مستكملة للشروط ، فهي أسماء أجناس جامدة مؤنثة
، وهي جموع تكسير لتغيير لفظ مفردها عند الجمع ، وقد أجريت مجرى جمع المذكر السالم
في الإعراب تعويضا عن الحرف المحذوف وهو " التاء " .
54 ـ نحو الاّية
: { في بضع سنين }3 .
والاّية :
{ أفرأيت أن متعناهم سنين }4 .
8 ـ بنون : جمع ابن ، اسم جنس جامد ، ويكسَّر مفرده عند
الجمع .
57 ـ كالاّية
: { المال والبنون زينة الحياة الدنيا }7 .
والاّية :
{ أم له البنات ولكم البنون }8 .
9 ـ يلحق بجمع المذكر السالم أيضا ما سمي من الأسماء
المجموعة بالواو والنون ، أو الياء
والنون .
مثل : عابدين
، وزيدين ، وعلبين . نقول : جاء عابدون ، وصافحت زيدين .
نون جمع المذكر :
الأصل في نون جمع المذكر السالم الفتح ، وقد أجمع النحويون على ذلك ، أما كسرها فضرورة
شعرية ، وليس لغة . 6 ـ كقول:
أكل الدهر حل وارتحال أما يبقي عليَّ ولا
يقيني
وماذا يبتغي الشعراء منِّي وقد جاوزت حد الأربعينِ
ومنه قول :
ما سدَّ حيٌّ ولا ميت مسدهما إلا الخلائف من بعد
النبيينِ
ونون جمع المذكر السالم عوض عن التنوين في الاسم المفرد
لذلك وجب حذفها عند الإضافة .
نحو : سافر معلمو المدرسة .
الاّية : {
وأعلموا أنكم غير معجزي الله }1 .
والاّية :
{ فظنوا أنهم مواقعوها }2 .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ ذكرنا
من الكلمات التي لا تجمع جمع مذكر سالما بعض الصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث
. مثل صبور ، وغيور . وهما صفتان على وزن فعول بمعنى فاعل لذلك يستوي فيهما التذكير
والتأنيث . نقول : رجل صبور ، وامرأة صبور ، بمعنى صابر .
ومنها : قتيل
وغريق وجريح ، وهن صفات على وزن فعيل بمعنى مفعول ، لذلك يستوي فيهن التذكير ، والتأنيث
.
نقول : رجل
قتيل ، وامرأة قتيل ، بمعنى مقتول .
فإن كان مفعول
بمعنى مفعول ، نحو : دابة ركوب ، أي : مركوبة ، أو كان فعيل بمعنى فاعل ، نحو :
أليم بمعنى مؤلم ، فلا يستوي فيهما التذكير والتأنيث .
نقول : عذاب
أليم ، وحادثة مؤلمة .
كما لا يستوي
التذكير والتأنيث في صبور ونظائرها إذا لم يذكر الموصوف .
نقول : هذا
صبور وصبورة . ورأيت جريحا وجريحة .
2 ـ جمعت الصفة
التي على وزن " أفعل " ومؤنثها " فعلاء " شذوذا .
كأسود وسوداء
، وأصفر وصفراء .
7 ـ ومنه قول
حكيم بن عياش :
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودينَ وأحمرينَ
الشاهد قوله
: أسودين ، وأحمرين ، حيث جمعهما جمع مذكر سالما شذوذا ، لأن مفرد كل منهما : أسود
، وأحمر ، ومؤنثها : سوداء ، وحمراء .
والصواب أن
يجمعا جمع تكسير ، فنقول : سُود ، وحُمر .
.
7 ـ يجوز في
اسم الجنس إذا صغر أن يجمع جمع مذكر سالما ، فلو صغرنا " رجل " لقلنا
" رجيل " ، وعندئذ يمكن جمعها بالواو والنون ، فنقول : رجيلون .
والعلة في
جمعه بعد التصغير أنه أصبح وصفا .
وكذلك الاسم
المنسوب ، نحو : مصري ، وسعودي ، وسوري ، وفلسطيني ، يجوز جمعه بالواو والنون .
نقول : مصريون ، وسعوديون ، وسوريون ، وفلسطينيون .
9 ـ جوز النحويون فيما سمي به من جمع المذكر السالم أن
يعرب إعرابه .
نحو : جاء
زيدون . وكافأت حمدين . وأثنيت على عابدين .
كما يجوز أن
تلزم مثل هذه الأسماء الياء والنون ، وتعرب بالحركات الثلاثة مع التنوين . نحو : جاء
زيدينٌ . وإن عابدينًا مجتهدٌ . وذهبت إلى حمدينٍ .
ويجوز أن تلازمها الياء والنون بدون تنوين ، وتعرب إعراب الممنوع من الصرف تشبيها لها
بـ " هارون " ، فتجري مجراه ، وتمنع من الصرف للعلمية والعجمة .
نحو : فاز
عابدينُ . وصافحت زيدينَ . وسافرت مع حمدينَ .
2
جمع المؤنث السالم
تعريفه :
هو ما دل على أكثر من اثنين
بزيادة ألف وتاء على آخره ، ولم يتغير مفرده عند الجمع . نحو : فاطمة : فاطمات ،
زينب : زينبات ، معلمة : معلمات ، طلحة : طلحات ، منتدى : منتديات .
شروط جمعه :
يشترط في
جمع المؤنث السالم أن يكون مفرده أحد الكلمات الآتية :
1 ـ العلم المؤنث تأنيثا معنويا .
نحو : مريم
: مريمات ، هند : هندات ، سعاد : سعادات ، زينب : زينبات .
2 ـ ما ختم بتاء التأنيث الزائدة علما كان ، أو غير علم
.
العلم ،
نحو : عائشة : عائشات ، فاطمة : فاطمات ، طلحة : طلحات .
وغير العلم
، نحو : شجرة : شجرات ، كراسة : كراسات ، حديقة : حديقات .
3 ـ ما ختم بتاء العوض ، أو تاء المبالغة .
مثال ما
كانت التاء فيه عوض عن محذوف : ثُبة : ثبات ، عدة : عدات .
فالتاء في
" ثبة " عوض عن الواو المحذوفة . فالأصل : ثُبَوٌ .
وفي عدة
عوض عن الواو المحذوفة من أول الكلمة ، فالأصل : وعد .
ومثال ما
كانت فيه التاء للمبالغة : قتَّالة : قتَّالات ، وعلاَّمة : علاَّماتا ،
وفهَّامة :
فهَّامات . فالتاء في قتالة ، وعلامة ، وفهامة للمبالغة .
4 ـ ما كان صفة لمؤنث . نحو : مرضع : مرضعات ، طالق :
طالقات ، عانس : عانسات ، نقول : هؤلاء مرضعات .
5 ـ ما كان صفة لمذكر غير عاقل . نحو : شاهق : شاهقات ،
شامخ : شامخات ، معدود : معدودات . نقول : جبال شامخات .
6 ـ ما كان مصغرا لمذكر غير عاقل . نحو : دريهم :
دريهمات ، نهير : نهيرات ، جبيل :
جبيلات . نقول : معي دريهمات قليلة .
7 ـ ما صدر بـ " ابن ، أو ذي " من الأسماء غير
العاقلة ، حيث تجمع صدورها . نحو : ابن آوى : بنات آوى ، وذو القرون : ذوات القرون .
8 ـ كل خماسي لم يسمع له عن العرب جمع تكسير .
نحو :
سرادق : سرادقات ، حمّام : حمامات ، إصطبل : إصطبلات .
وكذلك
الأسماء الأعجمية التي لم تجمع على غير جمع المؤنث السالم .
نحو :
تلفون : تلفونات ، تلفزيون : تلفزيونات ، تلغراف : تلغرافات .
9 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث المقصورة ، علما ، أو
غير علم مؤنثا ، ومذكرا . مثال الأعلام المؤنثة : ليلى : ليلات ، سعدى : سعدات .
مثال
الصفات : ذكرى : ذكرات ، نعمى : نعمات .
مثال
الأعلام المذكرة : رضوى : رضوات .
10 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث الممدودة ، علما ، أو
غير علم ، مؤنثا ومذكرا .
مثال
الأعلام المؤنثة : صحراء : صحراوات ، بيداء : بيداوات ، سناء : سناءات .
مثال
الصفات : حمراء : حمراوات ، حسناء : حسناوات ، شقراء : شقراوات .
مثال
الأعلام الذكور : مضاء : مضاءات ، ذكرياء : ذكرياءات .
كيفية الجمع أو طريقته :
لابد لجمع المفرد جمعا مؤنثا سالما أن نتبع الآتي :
أولا ـ جمع الاسم الصحيح :
1 ـ إذا كان المفرد مختوما بالتاء ، وجب حذفها عند الجمع
، تم تلحقه الألف والتاء الزائدتين ، للدلالة على الجمع .
نحو :
فاطمة : فاطمات ، ومعلمة : معلمات .
31 ـ ومنه
الاّية : { فالصالحات قانتات حافظات للغيب }1 .
2 ـ إذا كان الاسم المفرد صحيح الآخر ، فلا يحدث في أخره
تغيير .
نحو : زينب
: زينبات ، ومريم : مريمات .
3 ـ إذا كان الاسم مؤنثا لفظيا حذفت حذفت تاؤه أيضا .
نحو : طلحة
: طلحات ، معاوية : معاويات ، عبيدة : عبيدات .
4 ـ إذا كان الاسم ثلاثيا ساكنا ، وصحيح العين ، غير
مضعف ، مختوما ، أو غير مختوم بتاء
زائدة يراعى في جمعه جمعا مؤنثا سالما الآتي :
أ ـ إذا كان مفتوح الفاء وجب في جمعه فتح عينه إتباعا
لفائه .
نحو : تمرة
: تمرات ، ودعد : دعدات ، وجمرة : جمرات ، صخرة : صخرات .
32 ـ ومنه
الاّية : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم }3 .
ب ـ إذا كان مضموم الفاء جاز في جمعه ضم العين ، وفتحها
، وإسكانها .
نحو : غرفة
: غُرُفات ، غُرَفات ، غُرْفات . وحجرة : حُجُرات ، حُجَرات ،
حُجْرات .
وذلك بضم العين على الإتباع للفاء ، أو الفتح ، أو الإسكان .
الاّية : {
وهم في الغرفات آمنون }1 .
ج ـ وإذا كان المفرد مكسور الفاء جاز في عينه عند الجمع
الكسر على الإتباع ، أو الفتح ، أو
الإسكان . نحو : هند : هِنِدات بكسر العين ، وهِنَدات بفتحها ، وهِنْدات
بإسكانها .
وسِدرة : سِدِرات ، سِدَرات ، سِدْرات .
5 ـ وإذا كان المفرد ثلاثيا مفتوح الفاء ، ومفتوح أو
مضموم ، أو مكسور العين صحيحها يبقى في الجمع على حاله .
نحو : شجرة
: شَجَرات . وبقرة : بقرات . وثمرة : ثَمَرات . بفتح العين .
الاّية : {
وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان }4 .
ونحو :
سَمُرة : سَمُرات (5) . بضم العين . 4 ـ ومنه قول:
كأني غداة البين يوم ترحلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ونحو :
نَمِرة : نَمِرات . بكسر العين .
6 ـ إذا كان الاسم الثلاثي معتل العين ، بقى الإسكان في
الجمع .
نحو : تارة
: تارات . دولة : دولات . بيضة : بيضات .
7 ـ أما إذا كان الاسم مضغم العين " مشدد "
فلا تتغير حركته عند الجمع .
نحو : جنّة
: جنّات . حبّة : حبات . حيّة : حيّات ، خطّة : خطّات .
الاّية : {
وهو الذي أنشأ جنات معروشات }6 .
8 ـ وإذا كان المفرد صفة ساكنة العين ، سواء أكان مفتوح
الفاء ، أم مضمومها ، أم مكسورها ،
فليس في جمعه إلا تسكين العين .
نحو :
ضَخمة : ضخْمات ، حُلوة : حلْوات ، جِلفة : جلْفات .
ثانيا ـ جمع الاسم المقصور :
لجمع الاسم المقصور جمعا مؤنثا سالما حالتان : ـ
1 ـ إذا كانت ألف المقصور ثالثة ردت إلى أصلها واوا ، أو
ياء .
مثال ما
أصله واوا : عصا : عصوات . رضا : رضوات . شذا : شذوات .
ومثال ما
أصله ياء : هدى : هديات . مدى : مديات .
2 ـ إذا
كانت ألفه رابعة فأكثر قلبت ياء .
نحو : ذكرى
: ذكريات . منتدى : منتديات . مستشفى : مستشفيات .
ثالثا ـ جمع الممدود :
عند جمع الاسم الممدود جمعا مؤنثا سالما يراعى نوع الهمزة في آخره .
1 ـ إذا كانت الهمزة أصلية بقيت في الجمع على حالها .
نحو :
إنشاء : إنشاءات . إملاء : إملاءات .
2 ـ إذا كانت زائدة للتأنيث وجب قلبها واوا .
نحو :
صحراء : صحراوات . حمراء : حمراوات .
3 ـ إذا كانت مبدلة من حرف أصلي " واو ، أو ياء
" جاز بقاؤها ، أو إبدالها واوا . نحو : سماء : سماءات وسماوات . دعاء : دعاءات ودعاوات .
زكرياء :
زكرياءات وزكرياوات . وفاء : وفاءات ووفاوات .
رابعا ـ جمع المنقوص :
إذا
جمع الاسم المنقوص جمعا مؤنثا سالما فلا يتغير فيه شيء عند الجمع إذا كانت ياؤه
موجودة .
نحو :
الساعية : الساعيات . الرابية : الرابيات . الداعية : الداعيات .
وإذا كانت
ياؤه محذوفة ردت إليه عند الجمع .
نحو : قاض
: قاضيات . ساع : ساعيات : راس : راسيات .
الاّية : {
وجفان كالجواب وقدور راسيات }1 .
ملحقات جمع المؤنث السالم :
يلحق بجمع المؤنث السالم نوعين من الأسماء الشبيهة بجمعه ، وليس في الأصل جمعا
مؤنثا سالما ، وهي :
1 ـ الكلمات التي لها معنى الجمع ، ولكن لا مفرد لها من
لفظها .
نحو : أولات
: فهي يدل على جماعة الإناث ، ولكن مفردها " ذات " بمعنى صاحبة .
نقول :
المعلمات أولات فضل .
الاّية : {
وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }2 .
ونحو :
بنات ، وأخوات : هاتان الكلمتان من الكلمات التي لم يسلم فيها بناء المفرد من
التغيير عند جمعها جمعا مؤنثا سالما ، وهذا مخالف لقاعدة جمع السلامة ، إذ يجب عدم
تغيير صورة المفرد عند الجمع السالم ، لذلك ألحقت الكلمتان السابقتان ، ومثيلاتها
به .
نقول :
هؤلاء بنات مهذبات . وصافحت البناتِ والأخواتِ المهذبات .
وأثنت
المعلمة على البنات والأخوات المهذبات .
والاّية :
{ حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم }4 .
2 ـ بعض الألفاظ التي سمي بها من جمع المؤنث ، وصارت
أعلاما لمذكر أو لمؤنث بسبب
التسمية ، ولعل من أهم دواعي التسمية بجمع المؤنث ، أو المذكر السالمين ، أو
غيره من الجموع الأخرى هو المدح ، أو الذم ، أو التمليح (1) .
ومن هذه
الألفاظ : أذرعات (2) .
5 ـ قال :
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالِ
الشاهد " أذرعات " حيث أعربت إعراب جمع المؤنث السالم فجرت بتنوين الكسر
، لأن أصلها جمع مؤنث سالم ، ثم سمي بها بلد ، فهو في اللفظ جمع ، وفي المعنى مفرد
.
ومنه :
سادات ، وعنايات ، وسعادات ، وزينبات ، وعرفات ، وما شابه ذلك من الأسماء المسمى
بها لأسماء مفردة ، ولكنها في الأصل جموع مؤنثة ، فعوملت معاملة جمع المؤنث السالم
في الإعراب .
إعرابه :
يعرب جمع المؤنث السالم رفعا بالضمة
، ونصبا وجرا بالكسرة ، فهو من المعربات التي نابت فيها حركة عن حركة أخرى . فقد
نابت الكسرة عن الفتحة في حالة النصب . ففي الرفع نقول : جاءت الطالباتُ
مبكراتٍ .
فالطالبات
فاعل مرفوع بالضمة ، ومبكرات حال منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة . 39 ـ ومنه
الاّية : { والمحصنات من المؤمنات }3 .
والاّية :
{ والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره }4 .
وفي النصب
نقول : إن المعلمات مخلصات .
المعلمات
اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة .
ومنه
الاّية : { والذين يرمون المحصنات }1 .
المحصنات
مفعول به منصوب بالكسرة ، والغافلات صفة منصوبة بالكسرة .
40 ـ ومنه
الاّية : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات }2 .
وفي الجر
نقول : أثنيت على المربياتِ الفاضلاتِ .
41 ـ ومنه
الاّية : { لتخرج الناس من الظلمات }3 .
والاّية :
إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون }4 .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ هناك
بعض الكلمات المنتهية بالألف والتاء ، ولكنها في حقيقتها ليست جمعا مؤنثا سالما ،
إما لكون الألف فيها أصلية . نحو : قضاة ، وغزاة .
أو لأن
التاء فيها أصلية . نحو : أقوات وأبيات .
وهذه الكلمات عبارة عن جموع تكسير ، ترفع بالضمة ، وتنصب
بالفتحة ، وتجر بالكسرة . نقول
: جاء القضاةُ . إن القضاةَ عادلون . وسلمت على القضاةِ .
ونقول :
هذه أبيات شعرية جميلة . وقرأت أبياتا شعرية جميلة .
42 ـ ومنه
الاّية : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }5 .
"
فأمواتا " خبر كان منصوبة بالفتحة ، لأنها جمع تكسير والتاء فيه أصلية ،
وليست جمع مؤنث سالما .
ومنه
الاّية : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا }6.
2 ـ يجوز
في الأسماء المسماة بجمع المؤنث السالم ، والتي ذكرناها في موضعها ، ثلاثة أنواع
من الإعراب :
.
أ ـ النوع
الأول وهو أصحها : أن يعرب الاسم كما كان عليه قبل التسمية ، فيرفع بالضمة مع
التنوين ، لأن التنوين للمقابلة . نحو : هذه عناياتٌ .
وينصب ويجر
بالكسرة مع التنوين ، نحو : رأيت عناياتٍ ، ومررت بعناياتٍ .
ب ـ النوع
الثاني : أن يعرب الاسم رفعا بالضمة ، ونصبا وجرا بالكسرة بدون
تنوين .
نحو : هذه عرفاتُ . وزرت عرفاتِ . ووقفت في عرفاتِ .
ج ـ النوع الثالث : أن يعرب الاسم إعراب الممنوع من
الصرف ، فيرفع بالضمة بدون تنوين ،
وينصب ويجر بالفتحة .
نحو : هذه
أذرعاتُ . وسكنت أذرعاتَ . ورحلت إلى أذرعاتَ .
وأرى أن
هذا النوع من الإعراب حسن أيضا ، إلى اعتبار استعمال هذه الأسماء مفردة مؤنثة .
3 ـ لا يصح
جمع ما كان من الأسماء على وزن " فَعْلاء " مؤنث " أفعل " جمع
مؤنث سالما ، وإنما تجمع جمع
تكسير .
فنقول في
جمع حمراء مؤنث أحمر : حُمْر ، ولا نقول : حمراوات .
وفي خضراء
مؤنث أخضر : خُضْر ، ولا نقول : خضراوات .
4 ـ لا يصح
جمع " فعلى " مؤنث " فعلان " جمعا مؤنثا سالما ، وإنما تجمع
جمع تكسير . فلا نقول في : سكرى مؤنث سكرن : سكريات ، وإنما نقول : سُكارى .
كذلك لا
يجوز جمعها جمعا مذكرا سالما ، فلا نقول في سكرى : سكرانون .
5 ـ لا يصح في بعض الألفاظ أن تجمع جمعا مؤنثا سالما ،
وإنما الصحيح فيها أن تجمع جمع تكسير ، وأهم هذه الألفاظ : امرأة
، أَمة ، شاة ، أُمَّة ، شفة ، ملة .
فلا يقال
فيها : امرآت ، أمات ، شاهات ، أُمّات ، شفات ، مِلاّت .
لأن ذلك مناف لقواعد ، وأصول اللغة . وإنما نقول :
نساء ، إماء ، شياه ، أمم ، شفاه ملل .
تعليقات
إرسال تعليق