زيادة " ما " بعد بعض حروف الجر
تزاد كلمة " ما " بعد بعض أحرف الجر فلا تكفها عن العمل ، وتزاد بعد
البعض الآخر فتكفه عن العمل ، وذلك على النحو التالي :
أولا ـ
الحروف التي تزاد بعدها " ما " فلا تكفها عن العمل :
1 ـ تزاد
بعد " من " نحو { مما خطيئاتهم
أغرقوا }.
2 ـ تزاد
بعد " عن " نحو { عما قليل
ليصبحن نادمين } .
3 ـ تزاد
بعد الباء " : نحو { فبما نقضهم
ميثاقهم } .
و { فبما رحمة
من الله لنت لهم } .
ثانيا ـ
الحروف التي تزاد بعدها " ما " فتبطل عملها :
تزاد
" ما " بعد " رب " ، و " الكاف " فتبطل عملهما ،
وذلك بإجماع النحاة ، ويختص دخولهما على الجمل . مثال زيادتها على " رب
" :
12 ـ قول
الشاعر جذيمة الأبرش :
ربما أوفيت في علم ترْفَعَنْ ثوبي شمالاتُ
الشاهد
قوله : ربما ، حيث أوصل الشاعر " ما " بـ " رب " فكفتها عن
العمل ، واختص دخولها على الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل الماضي ، لأن الأصل في
" رب " التقليل ، أو التكثير ، وهما إنما يكونان فيما عرف حده ، ومن هنا
قل دخولها " رب " المكفوفة على الأفعال المضارعة ، فإن دخلت ظاهرا على
المضارع ، فإيما أن يكون الفعل مؤولا بالماضي ، وإما أن يقدر مدخولها ماضيا .
72 ـ ومنه { ربما يود الذين كفروا } .
ومثال
زيادتها على " الكاف " :
أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد كما سيف عمرو لم
تخنه مضاربه
فإن الحمر من شر المطايا كما الحَبِطات شرَّ
بني تميم
والشاهد في
البيتين قولهما : " كما سيف " ، و " كما الحبطات " فنلاحظ أن
كلمة سيف جاءت مرفوعة على الابتداء ، ولم تعمل فيها الكاف ، لكف عملها بـ "
ما " ، وكذلك الحال في " الحبطات " فقد رفعت على الابتداء ، ولم تعمل
فيها الكاف المكفوفة بـما ، ومن الملاحظ أن " كما " لا تختص بالدخول على
نوع معين من الجمل ، بل يشمل دخولها الجمل الاسمية ، والفعلية على حد سواء .
ملاحة
1 ـ جواز
حذف متعلق الجار والمجرور .
يجوز حذف
متعلق الجار والمجرور إذا دل عليه دليل ، وذلك في الإجابة على سؤال السائل الذي
يقول : من كم متجر اشتريت ؟ فتجيب " من متجرين " .
ومن كم
كتاب استقيت ؟ فتجيب : " من كتابين " .
والتقدير :
اشتريت من متجرين ، واستقيت من كتابين .
فحذف متعلق
الجار والمجرور وهو الفعل اشترى ، والفعل استقى لدلالة الفعل المذكور في السؤال
على المحذوف .
2 ـ وجوب
حذف متعلق الجار والمجرور ، إذا كان " كونا عاما " أي : مقدرا بمثل :
موجود ، ومستقر ، وكائن ، وحصل ، وكان ، واستقر .
وذلك إذا
كان الجار والمجرور متعلقا بالمحذوفات التالية :
* متعلقا
بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . نحو : الكتاب في الحقيبة ، والماء في الكأس .
فالجار والمجرور " في الحقيبة " ، و " في الكأس " متعلقان
بمحذوف واجب الحذف هو الخبر .
* متعلقا
بمحذوف صلة الموصول . نحو : تفوق الذي في فصلنا . فالجار والمجرور " في فصلنا
" متعلق بمحذوف واجب الحذف تقديره " استقر " لأن صلته لا تكون إلا
جملة .
* متعلقا
بمحذوف صفة . نحو : صافحت رجلا في السوق . ففي السوق جار ومجرور متعلقان بمحذوف
واجب الحذف في محل نصب صفة لرجل .
* متعلقا
بمحذوف حال . نحو : قابلت محمدا في المدرسة . في المدرسة جار ومجرور متعلقان
بمحذوف واجب الحذف في محل نصب حال ، وصاحب الحال " محمد " .
ويلاحظ أن
المتعلق بمحذوف الخبر ، أو الصفة ، أو الحال فيجوز تقدير المحذوف : بـ " كائن
، أو مستقر " ، ويجوز تقديره : بـ " كان ، أو استقر " .
3 ـ تحذف
بعض حروف الجر قياسا في المواضع التالية :
أ ـ يحذف
حرف الجر مع وجود الأحرف الثلاثة الآتية : " أنْ ، أنَّ ، كي " .
نحو قولنا
: دهشت أن أقنعت خصومك . والتقدير : من أنْ أقنعت خصومك .
ونحو :
توقعت أنك لم تحضر . والتقدير : بأنك لم تحضر .
73 ـ ومنه { شهد الله أنه لا إله إلا هو }.
والتقدير :
بأنه لا إله إلا هو .
ونحو :
حضرت كي أزورك . والتقدير : لكي أزورك .
ب ـ وحذف
حرف الجر قياسا قبل تمييز " كم " الاستفهامية المسبوقة بحر جر .
نحو : بكم
ريال اشتريت الثوب . والتقدير : بكم من ريال .
ج ـ يحذف
حرف الجر قياسا إذا اقترن بما يدل عليه .
15 ـ نحو
قول الشاعر :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب
أن يلجا
الشاهد
قوله : ومدمن ، فقد جر بحر جر محذوف دل عليه حرف الجر الموجود في كلمة " بذي
" ، لأن مدمن معطوف عليها ، والتقدير : اخلق بذي الصبر ، وبمدمن القرع .
74 ـ ومنه
{ وفي
خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار }.
والتقدير :
وفي اختلاف الليل والنهار .
4 ـ تحذف
" رب " ويبقى عملها في المواضع التالية :
أ ـ بعد
الفاء ـ وهذا كثير ـ
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم
محول
الشاهد :
فمثلك ، حيث جرها بـ " رب " المحذوفة بعد الفاء .
فحورٍ قد لهوت بهن عِينٍ نواعم في المروط وفي
الرياط
الشاهد :
فحور ، والتقدير : فرب حور ، بحذف رب بعد الفاء .
ب ـ وتحذف
" رب " بعد الواو ـ وهو كثير أيضا ـ .
17 ـ ومنه
قول امرئ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
الشاهد :
وليل ، والتقدير : ورب ليل ، فحذف رب بعد الواو .
ومنه قول
الآخر :
" وجيش كجنح الليل يزحف بالحصا "
ج ـ كما
تحذف " رب " بعد بل ـ وهذا قليل ـ .
" بل مهمهٍ قطعت بعد مهمهة "
الشاهد :
بل مهمه ، والتقدير : بل رب مهمه ، فحذف رب بعد بل وهو قليل .
ومنه قول
الآخر :
بل بلدٍ ملء الفجاج قتمه لا يشترى كَتَّانه وجهرمه
د ـ وتحذف
رب ويبقى عملها دون الحاجة إلى الأحرف السابقة ، وهذا أقل من حذفها بعد بل .
رسمِ دار وقفت في طلله كدت أقضي الحياة من جلله
الشاهد :
رسمِ دار ، في رواية الجر ، على اعتبار أن كلمة " رسم " قد جرت بحرف
الجر " رب " فحذفت رب من غير أن تكون مسبوقة بأحد الأحرف الثلاثة التي
ذكرناها سابقا وهي : الفاء ، والواو ، وبل . وقد ذكر ابن عقيل في شرح الألفية
أن ذلك شاذ والله أعلم .
المجرور بالإضافة
تعريف : هي نسبة اسم إلى آخر على تقدير حرف الجر ، لتعريف الأول بالثاني ، أو
تخصيصه ، أو تخفيفه .
نحو : هذا
كتاب محمد . هذا كتاب علم نافع . عاقب القاضي شاهد الزور .
في المثال
الأول نجد أن كلمة " كتاب " قد أضيفت إلى معرفة ، وهو اسم العلم محمد ،
لذلك اكتسب المضاف من المضاف إليه التعريف . وفي المثال الثاني أضيفت
كلمة " كتاب " إلى كلمى علم ، وهي نكرة ، فاستفاد المضاف من المضاف
إليه التخصيص ، أما في المثال الثالث فقد أضيفت كلمة " شاهد " ـ وهي وصف
مشتق يعمل عمل فعله لأنه اسم فاعل ـ إلى كلمة الزور ، ولكنه في هذه الحالة لم
يكتسب المضاف من المضاف إليه لا التعريف ، ولا التخصيص ، وإنما استفاد التخفيف ،
وهو حذف تنوين المضاف . لأن أصل الكلام : عاقب القاضي شاهداً الزورَ . فخففت كلمة
" شاهد " عند إضافتها ، حيث حذف منها التنوين .
أقسام الإضافة :
تنقسم الإضافة إلى قسمين :
1
ـ الإضافة المعنوية ، أو المحضة .
2
ـ الإضافة اللفظية ، أو غي المحضة .
أولا
ـ الإضافة المعنوية :
يقصد بها إضافة الأسماء التي لا معمول لها ، والتي يكون بين طرفي المضاف ،
والمضاف إليه فيها قوة اتصال ، وارتباط ، بحيث لا يفصل بين طرفيها الضمير المستتر
كما في الإضافة اللفظية ، أو ( غير المحضة ) ، ويستفيد المضاف في هذا النوع من
المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفة ، أو التخصيص إذا كان المضاف
إليه نكرة .
مثال
استفادة التعريف : هذا كتاب أخي . ونسق البستاني حديقة المنزل . وهذا قلم محمد .
75
ـ ومنه { إن الذين يأكلون أموال اليتامى
ظلما }.
و
{ لم يظهروا على عورات النساء } .
و
{ ولله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير } .
ومثال
استفادة التخصيص : هذا كتاب تاريخ . وهذه نافذة منزل .
76
ـ ومنه { عليهم ثيابُ سندسٍ خضرٌ } .
و
{ بل قالوا أضغات أحلام } .
و
{ جنات عدن تجري من تحتها الأنهار } .
وقد سميت الإضافة المحضة بـ " المعنوية " لأن فائدتها راجعة إلى المعنى
، من حيث إنها تفيد المضاف تعريفا ، أو تخصيصا . فعندما قلنا : هذا كتاب أخي . فإن
كلمة " كتاب " نكرة ، وبإضافتها إلى كلمة " أخي " المعرفة
بالإضافة أيضا ، استفادت كلمة " كتاب " التعريف ، وكذلك الحال في كلمة
" حديقة " ، والكلمات المضافة في الآيات السابقة وهي : أموال ، وعورات ،
وملك .
وعندما
قلنا : هذا كتاب تاريخ . فإن كلمة " كتاب " نكرة ، وأضيفت أيضا إلى نكرة
، ولكنها استفادت منها التخصيص ، وقل بذلك إبهامها وشيوعها ، فـ " كتاب
" يشتمل على أي كتاب دون تحديد ، ومن هنا كان الإبهام والشيوع ، ولكن عندما
أضيفت كلمة
"
كتاب " إلى كلمة " تاريخ " وإن كانت نكرة إلا أنها حددت نوع الكتاب
، وأزالت إبهامه ، وحدَّت من شيوعه . وكذلك الحال بالنسبة لكلمة : نافذة ، والكلمات الواردة في الآيات
وهي : ثياب ، وأضغات ، وجنات . فهي نكرات أضيفت إلى نكرات ، غير أنها استفادت منها
التخصيص ، وإزالة الإبهام ، وتقييد الإطلاق والشيوع .
ثانيا ـ
الإضافة اللفظية ، أو غير المحضة :
يقصد بها تلك الإضافة التي ترجع فائدتها إلى اللفظ فقط ، بما تحدثه فيه من تخفيف
بحذف التنوين من الاسم المفرد المضاف ، أو حذف النون من الاسم المثنى ، أو جمع
المذكر السالم عند إضافته . كما أن هذا النوع من الإضافة لا يفيد أمرا معنويا
مثلما سبق بيانه في الإضافة المعنوية ، ولا يقدر فيها حرف الجر ، وتختص هذه
الإضافة بالأسماء المشتقة العاملة عمل الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة
المشبهة ، ويسمى هذا النوع من الإضافة بغير المحضة لأنها في تقدير الانفصال .
مثال إضافة
اسم الفاعل إلى معموله : جاء فاعل الخير . هذا حارس المخيم .
77 ـ ومنه { وما كنت متخذا المظلين عَضُدا }.
و { إن
الله فالق الحب والنوى } .
و { يخرج الحي
من الميت ومخرج الميت من الحي } .
و { غير مُحلِّي
الصيد وأنتم حرم } .
ومثال
لإضافة اسم المفعول إلى معموله : هذا طير مكسور الجناح .
وترك
العاملون المدرسة مشرعة الأبواب .
والإضافة
السابقة ممثلة في اسم الفاعل ، واسم المفعول ، لا يستفاد منها أمرا معنويا ،
ولكن
يستفاد منها أمرا لفظيا ، وهو التخفيف بحذف التنوين من المضاف إذا كان مفردا كما
هو واضح في الأمثلة المذكورة آنفا ، أو حذف النون إذا كان المضاف مثنى أو جمع مذكر
سالما . نحو : جاء لاعبا الكرة . وحضر معلمو المدرسة .
ومثال
الصفة المشبهة : هذا حسن الوجه . وترك محمد عملا عظيم الأثر .
والغرض من
إضافة الصفة المشبهة إلى معمولها ، هو إزالة القبح من المضاف كما في كلمتي "
حسن " ، و " عظيم " في المثالين السابقين .
أقسام
الإضافة المعنوية ، أو المحضة :
تنقسم الإضافة المعنوية من حيث احتوائها على حرف الجر ، أو تقدير حرف الجر إلى
ثلاثة أنواع :
1 ـ
الإضافة البيانية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " من " ، وضابطها أن
يكون المضاف غليه جنسا للمضاف ، وأن يكون المضاف بعض المضاف إليه .
نحو : ثوب
كتان . وحلي ذهب . والتقدير : ثوب من كتان ، وحلي من ذهب .
2 ـ
الإضافة الظرفية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " في " ، وضابطها أن
يكون المضاف إليه ظرفا واقعا فيه المضاف ، سواء أكان الظرف زمانا ، أو مكانا .
نحو : عروس
البيد . ودمية محراب . والتقدير : عروس في البيد ، ودمية في المحراب . ومنه قولهم
: هذا رفيق الصبا ، ومؤنس الليل .
والتقدير :
رفيق في الصبا ، ومؤنس في الليل .
3 ـ
الإضافة اللامية : وهي ما كانت الإضافة فيها على تقدير حرف اللام ، ويقصد منها
بيان الملك ، أو الاختصاص . نحو : كتاب الطالب .
أبا الهول أنت نديم الزمان نجيّ الأوان سمير العصر
والتقدير :
كتاب للطالب ، ونديم للزمان ، ونجي للأوان ، وسمير للعصر .
أحكام
الإضافة :
1 ـ يعرب
المضاف حسب موقعه من الجملة ، أما المضاف إليه فيجب فيه الجر لفظا ومحلا في
الإضافة المعنوية ، أو لفظا فقط في الإضافة اللفظية ، وعامل الجر في المضاف إليه
هو المضاف .
نحو : جاء
صاحب المنزل . قرأت كتاب العلوم . ومررت بأخيك .
ومنه { أو يأتي أمر ربك }. و { وما كان عطاء ربك }.
و { هم يقسمون
رحمة ربك } . و { فسبح بحمد ربك } .
و { ورزق
ربك خير } .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن المضاف يعرب حسب موقعه من الجملة ، ففي المثال الأول
جاء فاعلا ، وفي الثاني مفعولا به ، وفي الثالث جارا ومجرورا .
وفي الآيات
القرآنية نجده في الأولى فاعلا ، وفي الثانية اسما لكان ، وفي الثالثة مفعولا به ،
وفي الرابعة جارا ومجرورا ، وفي الخامسة جاء مبتدأ .
أما المضاف
إليه فحكمه الجر بالإضافة كما ذكرنا آنفا .
2 ـ يجب
حذف تنوين المضاف المفرد ، ونون المضاف المثنى أو جمع المذكر السالم للتخفيف
، وقد مثلنا له في موضعه .
3 ـ وجوب
حذف " أل " التعريف من المضاف إذا كانت الإضافة معنوية ، و " أل
" زائدة للتعريف ، نحو : غلاف الكتاب جميل .
ولا يصح أن
نقول : الغلاف الكتاب جميل . ففي مثل هذه الحالة لا يجوز إلحاق " أل "
التعريف بالمضاف ، وهو كلمة " غلاف " ، لأن " أل " تكون
حينئذ زائدة ، إلى جانب أن الإضافة المعنوية
لا يقبل
فيها المضاف دخول " أل " التعريف عليه .
4 ـ أما
إذا كانت الإضافة لفظية فيجوز دخول " أل " التعريف على المضاف ، إذا كان
مثنى ، أو جمع مذكر سالما ، أو مضافا إلى ما فيه أل ، أو مضافا إلى اسم مضاف إلى
ما فيه أل .
مثال
المضاف المثنى والجمع : هما المؤسسا المدرسة . وهم المشيدو المسجد .
ومثال
المضاف إلى ما فيه أل : جاء اللاعب الكرة .
ومثال
المضاف إلى الاسم المضاف لما فيه أل : رأيت المنشد قصيدةِ الشعر .
ووصل
اللاعب كرةِ اليد .
الأسماء
الملازمة للإضافة :
تنقسم الأسماء الملازمة للإضافة إلى قسمين :
1 ـ ما
يلزم الإضافة إلى المفرد .
ومنه : عند
، ولدى ، وسوى ، وكل ، وبعض ، وأي .
2 ـ ما
يلزم الإضافة إلى الجمل : ومنه : لإذ ، وإذا .
أولأ ـ ما
يلزم الإضافة إلى المفرد :
تنقسم
الأسماء التي تلزم الإضافة للمفرد إلى قسمين :
أ ـ ما
يلزم الإضافة لفظا ومعنى ، وله أربع صور على النحو التالي :
1 ـ أن
يضاف إلى الاسم الظاهر المفرد . ومنه : أولو ، أولات ، ذو ، ذوات ، ذات ،
ذواتا ، ذوا ، ذوو .
وأمثلته هي
" أولو " : نحن الآباء لنا فضل على الأبناء .
78 ـ ومنه { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض }.
و { نحن
أولو قوة وأولو بأس }.
و { يتذكر أولو
الألباب } .
"
أولات " ، نحو : المعلمات أولات نعم على الطالبات .
79 ـ ومنه { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } .
و { وإن كن
أولات حمل فانفقوا عليهن } .
" ذو
" ، نحو : جاء ذو الفضل .
80 ـ ومنه { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } .
و { إن ربك
لذو مغفرة وذو عقاب أليم } .
و { والحب
ذو العصف والريحان } .
81 ـ
" ذواتا " نحو { ذواتا أفنان }
.
و { ذواتي أكل
خمط } .
82 ـ
" ذات " ، نحو { إرم ذات العماد
}10 .
و { حدائق ذات
بهجة }11 .
و {
والسماء ذات البروج }12.
و { والأرض
ذات الصدع }13 .
" ذوو
، وذوا ، وذوي " وكلها جمع " ذو " . نحو : جاء ذوو الفضل .
83 ـ و {
ذوا عدل منكم } .
و {
على حبه ذوي القربى } .
2 ـ أن
يضاف إلى ضمير المخاطب في الغالب ، كالمصادر المثناة في لفظها دون معناها . ومنه :
لبيك ، وسعديك ن ووحنانيك ، ودواليك ، وهذاذيك ، ووحديك .
كقولنا في
التلبية : لبيك اللهم لبيك . وسعديك أيها المستعين بالله .
وحنانيك
أيها المتألم .
حنانيك مسؤولا ولبيك داعيا وحسبي موهوبا وحسبك واهبا
نأكل الأرض ثم تأكلنا الأرض دواليك أفرعا وأصولا
ويلاحظ من الألفاظ السابقة أن لبيك وأخواتها مثناة لفظا دون معنى ، لذلك ألحقت في
إعرابها بالمثنى ، وليست منه حقيقة .
3 ـ ما يلزم
الإضافة إلى الضمير مطلقا . ومنه : وَحْد ، وكل التي للتوكيد المعنوي .
مثال
" وحد " : ربي إني اعتمد عليك وحدك .
84 ـ ومنه { قالوا آمنا بالله وحده } .
ومنه قول
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمس
وعشرين جزءا " 5 .
ومثال
" كل " : جاء الطلبة كلهم .
ــــــــــــــــــــــــــ
85 ـ ومنه { وإليه يرجع الأمر كله }.
و { علم
آدم الأسماء كلها } .
و { بما آتيتهن
كلهن } .
4 ـ ما
يلزم الإضافة إلى الاسم الظاهر ، أو الضمير لفظا ومعنى :
ومنه : كلا
، وكلتا ، وعند ، ولدى ، ولدن ، وسوى ، ومع ، وقصارى ، وحمادى .
نحو : فاز
كلا الطالبين ، ونجح الطالبان كلاهما .
86 ـ ومنه { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما } .
ونحو :
تفوقت الطالبتان كلتاهما . ومنه كلتا
الجنتين آتت أكلها } .
ومنه قول
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي هريرة قال : " ما تصدق أحد بصدقة من
طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، إلا أخذها الرحمن بيمينه ، وكلتا يديه يمين
" 6 .
وكلا وكلتا من الألفاظ الملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، ويشترط في
المضاف إليه بعدها الآتي :
1 ـ أن
يكون دالا على اثنين ، أو اثنتين ، سواء أكان اسما ظاهرا ، أم ضميرا
بارزا ،
كما بينا في الأمثلة السابقة .
2 ـ أن
يكون المضاف إليه كلمة واحدة ، لأن تلك الكلمة هي التي تقوم بالدلالة على المثنى ،
فلا يجوز أن نقول جاء كلا الأخ والصديق ، ولا قرأت كلتا الصحيفة
والمجلة .
3 ـ أن
يكون المضاف إليه معرفة كما ورد في الأمثلة ، ولا يجوز أن يأتي نكرة . نحو : حضر
كلا طالبين ، وصافحت كلتا طالبتين .
87 ـ ومثال
" عند " . { وإن الله عنده أجر
عظيم }.
و { فله
أجره عند ربه } . و { والآخرة عند ربك } .
و { أم
اتخذ عند الرحمن عهدا } .
88 ـ ومثال
" لدى " . { وألفيا سيدها لدى
الباب } .
و { إذ القلوب
لدى الحناجر } .
و { بما لديهم
فرحون } . و { جميع لدينا محضرون } .
و ما يبدل القول
لديَ } .
" لدن
" : مما يضاف لفظا ومعنى ، وتأتي غالبا بمعنى " عند " ، وتكون
مجرورة بـ " من " ، ومبنية على السكون .
89 ـ نحو { من لدن حكيم خبير } .
و { هب لنا
من لدنك رحمة }
و { من
لدنا أجرا عظيما }12 .
ومثال
" سوى " . لا يبتغي المسلم سوى مرضاة الله . وكل شيء سوى الإيمان تافه .
ومنه قول
الشاعر :
سواي بتحنان الأغاريد يطرب وغير باللذات يلهو ويلعب
ومثال
" قصارى " . قصارى جهد المنافق كسب مؤقت .
ومنه
" حمادى " . نحو : حمادى المنافق كسب سريع .
ـــــــــــــــــــــ
وإعرابه
كالتالي : حمادى : مبتدأ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، في محل رفع ،
وهو مضاف ، المنافق : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
كسب : خبر
مرفوع بالضمة . وسريع : صفة مرفوعة .
ب ـ ما
يلزم الإضافة إلى المفرد معنى ، مع جواز قطعه عن الإضافة لفظا ، وسواء أكان المفرد
اسما ظاهرا ، أم ضميرا متصلا ، وذلك بعد حذف المضاف إليه والاستغناء عنه بالتنوين
الذي يجئ عوضا عنه ، وتكون الإضافة معنى ، دون اللفظ ، ويحتفظ بحكمه في التعريف ،
أو التنكير .
ومنه : كل
، وبعض ، وأي الشرطية ، وأي الاستفهامية ، وأي التي للنعت ، وأي التي تقع حالا ،
وغير ، ومع ، وحسب ، وأول ، ودون ، وقبل ، وبعد ، وعل ، والجهات الست : يمين ،
وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .
90 ـ
الأمثلة : " كل " ، ك { وآتيناه من كل شيء }.
و{ ويؤتي
كل ذي فضل } .
و { ونزعنا
من كل أمة شهيدا } .
و { كل نفس
لما عليها حافظ } .
ومثال
القطع في " كل " عن الإضافة لفظا دون المعنى ، وذلك بأن يحذف المضاف
إليه مع إرادته في المعنى ، { كل يعمل على
شاكلته } .
و { كل آمن
بالله } . و { كل في كتاب مبين } .
والتقدير :
كل إنسان ، على تقدير المضاف إليه المحذوف لفظا مع إرادة المعنى .
91 ـ مثال
" بعض " ، { إن بعض الظن إثم }
.
و { ونفضل بعضها
على بعض }.
وقله تعالى
: { كذلك نولي بعض الظالمين بعضا } .
و { تلك الرسل
فضلنا بعضهم على بعض } .
و { بغى بعضنا
على بعض } .
مثال
" أي " الملازمة للإضافة ، وهي خمسة أنواع كلها مبهمة ولا تتعين إلا
بالمضاف إليه ، والأنواع الخمسة هي :
1 ـ أي
الاستفهامية : معربة واجبة الإضافة لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، وتضاف إلى النكرة
مطلقا ، سواء أكانت لمتعدد ، أم لغير متعدد . نحو : أي معلم صافحت ؟
وأي تلميذ
علمت ؟ وأي طالبين هذبت ؟ وأي رجال فازوا بالسبق ؟
92 ـ ومنه { في أي صورة ما شاء ركبك } .
و { لأي
يوم أجلت } .
و { وما
تدري نفس بأي أرض تموت } .
وكما تضاف أي الاستفهامية إلى النكرة ، تضاف أيضا إلى المعرفة ، بشرط أن تكون دالة
على متعدد ، سواء أكان المتعدد حقيقيا ، أم تقديريا ، ام معطوف بحرف العطف.
مثال
المتعدد الحقيقي : أي الطالبين أحق بالنجاح ؟ وأي الطلاب أجدر بالفوز ؟
ومنه { أيكم أحسن عملا } .
93 ـ و { لنعلم
أي الحزبين أحصى } .
ومثال
المتعدد الحكمي ، أو التقديري : أي الشجرة أنفع ؟ وأي القول مفيد ؟
والتقدير :
أي أجزاء الشجرة انفع ؟ وأي أنواع القول مفيد ؟
ومنه قول
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما روي عن الشيخان والنسائي " أن رجلا قال
يا رسول الله أي الإسلام خير ؟ " .
ومثال
التعدد بالعطف : أي رياضة الجسم ورياضة العقل أنفع ؟
والتقدير :
أيهما ، بمعنى : أي واحدة من رياضة الجسم والعقل أنفع .
2 ـ أي
الشرطية : وهي التي تجزم فعلين ، يسمى الأول فعلها ، والثاني جوابها وجزاؤها .
نحو : أي
كتاب تقرأه تستفد منه . وهذه الإضافة لفظا ومعنى .
أما
الإضافة معنى نحو : أي رجل يعمل يكسب من عمله .
ويجوز
إضافة " أي " الشرطية إلى المتعدد ، سواء أكان الحقيي ، أو الحكمي ، أو
المعطوف ، كما بينا في أمثلة " أي " الاستفهامية .
3 ـ أي
الوصفية ، وهي اسم بمعنى الذي .
مثال
إضافتها قولنا : أحببت من الطلاب أيهم هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .
التقدير :
الذي هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .
4 ـ أي
التي تقع نعتل للنكرة ، وهي اسم معرب مبهم ، ويزيل المضاف إليه إبهامه ، والغرض من
" أي " التي تقع نعتا ، الدلالة على بلوغ المنعوت الغاية الكبرى مدحا ،
أو ذما . نحو : اعتز ببطلين من أبطال الإسلام : هما خالد بن الوليد ، ومحمد بن
القاسم ، وأولهما قائد عظيم أيَُ قائد ، والآخر فاتح مظفر أيُّ فاتح .
ونحو : هذا
شاعر مطبوع أيُّ شاعر . وهذا خطيب مفوه أيُّ خطيب .
5 ـ أي
التي تقع حالا ، وهي اسم معرب مبهم يدل على ما تدل عليه الحال من بيان صاحبها
المعرفة في الغالب . ويزال إبهام أي بالإضافة إليها ، ويشترط في المضاف إليه أن
يكون نكرة مذكورة في الكلام .
نحو : جاء
مدرب الكرة أيَّ مدرب . وسافر حارس المرمى أيَّ حارس .
ونحو :
جلست مع عالم فاضل أيَّ عالم .
يلاحظ في
المثال الأخير أن صاحب الحال جاء نكرة ومصوغ مجيئه نكرة ، أنه جاء موصوفا ، ومن
شروط مجيء صاحب الحال نكرة أن يكون موصوفا .
تعليقات
إرسال تعليق