ثانيا ـ وجوب تأخير الحال عن عاملها : 
تتأخر
الحال عن عاملها وجوبا في مواضع كثيرة ، وهى كالتالي : 
1 ـ أن
يكون عاملها فعلا جامدا ، نحو : ما أجمل الورد متفتحاً ! وأعظم بالرجل
صادقا !
ونعم الجار كريماً ، وبئس الصديق منافقاً . 
2 ـ أن يكون عاملها اسم تفضيل ، نحو : محمد أكرم الناس
خلقاً ،
ويوسف أفضل
المتكلمين خطيباً ، وعلة التأخير أن اسم التفضيل صفة جامدة لا يثنى ولا يجمع ، ولا
يؤنث ، فهو لا يتصرف في نفسه ، ولا يتصرف في معموله . 
أما إذا
كان اسم التفصيل عاملا في حالين فيجب تقديم الحال عليه . 
نحو :
الأحمق صامتا ً أفضل منه متحدثاً ، والقمر منيرا أحسن منه معتماً . 
3 ـ أن يكون مصدرا يصح تقديره بالفعل والحرف المصدرى . 
نحو :
أسعدني حضورك شاكرا . أي : أن تحضر شاكرا . 
ونحو :
يسرني سفرك طالباً للعلم . أي : أن تسافر طالبا . 
4 ـ أن
يكون عاملها اسم فعل ، نحو : نَزالِ مسرعاً . والتقدير : انزل مسرعا . 
 : حَذارِ مهملاً ، وتَراكِ خائفاً . 
5 ـ أن يكون صلة " أل " الموصولة ، نحو : محمد
هو الجالس مهذباً . 
"
مهذبا " حال وعاملها " جالس " ، وهو صلة " أل " الموصولة
. 
6 ـ أن يكون مقرونا " بلام " الابتداء ، نحو :
لأنفقنَّ من مالي محتسبا ذلك عند
الله .
الحال " محتسبا " ، وعاملها " أنفق " المقرون بلام الابتداء .
7 ـ أن يكون مقرونا " بلام " القسم ، نحو :
تالله لأثابرنَّ مجتهدا . 
الحال
" مجتهدا " وعاملها " أثابر " المقرون " بلام "
القسم ، وعلة التأخير أن التالي
للام
الابتداء ، ولام القسم لا يتقدم عليها . 
8 ـ أن تكون الحال مؤكدة لعاملها ، نحو : رجع العدو
متقهقرا ، وصرخ الطفل باكيا . 
9 ـ أن
يكون العامل لفظا متضمنا معنى الفعل دون حروفه ، كأسماء الإشارة ، وكأن ، وليت ، 
ولعل ،
وحروف التنبيه ، والاستفهام التعظيمي ، وأحرف النداء ، وشبه الجملة " الظرف
والجار والمجرور " . 
نحو : هذا
أخي قادماً . 
{ فتلك
بيوتهم خاويةً }1 . 
ونحو : كأن
محمداً أسدٌ زاحفاً ، وكأن عليا مندفعاً إعصارٌ . 
 قول الشاعر امرئ القيس : 
  
    كأن قلوب الطير رطباً
ويابساً      لدى وكرها العناب والحشف البالي 
ونحو : ليت
خالدا أخوك صادقاً . ونحو : لعل محمدا صديقك قادماً ، 
ونحو : ها
أنت محمدٌ راكباً ، ونحو قول الأعشى : " يا جارتا ما أنت جارةً " ، 
"
فجارة " الثانية حال من الضمير " أنت " ، وعاملها " ما "
الاستفهامية ،
وليست
تمييزا (2) ، ونحو: يا أيها اللاعب مسرعاً ، ويا أيها الطالب واقفاً . 
أما الظرف
والجار والمجرور " شبه الجملة " فيجوز تقدم الحال عليهما ، وتأخره إذا
لم يكن
مخبرا بهما ، وقال البعض يندر تقدمه . نحو : الموضوع عندك ملتبساً ،
أو :
الموضوع ملتبساً عندك ، ونحو : الأمر في ذهنك واضحاً ، أو الأمر واضحا
في ذهنك ،
وقد أجاز ذلك الأخفش قياسا . 
في بعض
القراءات ، وهى قراءة الحسن البصري : 
{ والسموات
مطويات بيمينه }3 . 
"
مطويات " حال تقدمت على عاملها شبه الجملة " بيمينه " ، الواقع
خبرا ،
والسموات
مبتدأ ، وهو صاحب الحال . وسنتعرض لإعراب الآية بالتفصيل في
 موضعه
، والوقوف على آراء النحاة في إعرابها ، إن شاء الله . 
10 ـ أن
تكون الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو : خرجت والسماءُ ممطرةٌ . 
فجملة
الحال " والسماء ممطرة " تأخرت عن عاملها " خرج " . 
وأجاز
البعض تقديمها على عاملها إذا لم تقترن بالواو ، نحو : المؤذن يؤذن
وصلتُ . بل
أجازوا تقديمها وهى مقترنة بالواو ، نحو : والجرس يقرع دخلت
المدرسة .
والذي أراه ويراه غيري من النحاة عدم جواز التقديم في كلتا الحالتين لما في ذلك من
تكلف .
ثالثا ـ وجوب تقديم الحال على عاملها .
يجب تقديم
الحال على عاملها في المواضع التالية : 
1 ـ إذا
كان لها صدر الكلام كأداة الاستفهام " كيف " ، نحو : كيف حضر أبوك ؟ 
وكيف
استيقظ الطفل ؟ 
2 ـ إذا
كان العامل في الحال اسم التفضيل وقد توسط بين حالين مختلفين فُضّل
صاحب
أحدهما على الآخر ، نحو : محمد راجلاً أسرع من أحمد راكباً ، 
والعنب
نيَّا أفضل من الكرز ناضجا . 
أو توسط
اسم التفضيل بين حالين كان صاحبهما واحدا ، وفضل نفسه في حالة دون الأخرى ، نحو :
الطفل زاحفاً أنشط منه ماشياً ،والعصفور مغرداً أفضل منه ساكتاً . 
نلاحظ من
الأمثلة السابقة أن الحال التي للمفضل يجب تقديمها على اسم التفضيل ،
بحيث يكون
اسم التفضيل متوسطا بين الحالين . 
"
فراجلا ، ونيَّا ، وزاحفا ، ومغردا " كل منها جاء حالا مفضلة لذلك وجب
تقديمها على عاملها ، وهو اسم التفضيل . 
على أن هذه
المسألة تدخل في باب الإجازة أكثر منه في باب الوجوب ، ومثلها الحالة الثالثة في
تقديم الحال على عاملها وهى : 
3 ـ إذا
كان العامل في الحال يتضمن معنى التشبيه دون حروفه ، عاملا في حالين يراد بهما
تشبيه صاحب الأول بصاحب الثاني ، نحو : أنا فقيراً كسليم غنيا ،
ومحمد
جاهلاً كأحمد عالماً ، والثعلب ساعياً كالأسد نائماً . 
أنواع الحال 
تأتى الحال
على ثلاثة أنواع وهى كالتالي : 
1 ـ حال مشتقة : وهو الأصل فيها ، نحو : جاء الرجل
راكباً ، وصافحت الضيف مسروراً
، " فراكبا ، و مسرورا " كل منها جاءت حالا مشتقة ، لأن الأولى اسم فاعل
، والثانية اسم مفعول . 
2 ـ حال جامدة مؤولة بالمشتق ، وذلك فى عدة مواضع : 
أ ـ إذا دلت على تشبيه ،نحو : هجم المجاهد على العدو
أسداً . 
وجاءت زينب
بدراً . 
وقفز
اللاعب قرداً . فكل من الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة وهى " أسدا
،  وبدرا ، وقردا " جاءت جامدة ، ولكنها مؤولة بالمشتق ، والتقدير :
شجاعا كالأسد ، وجميلة كالبدر. وعاليا أو كثيرا كالقرد . 
ب ـ إذا دلت على مفاعلة ، نحو : قابلته وجهاً لوجه ،
وصافحته يداً بيد ، وحدثته فاهُ
إلى فيَّ ، والتقدير : التقينا متقابلين ، وتصافحنا متقابضين ، وتحدثنا متشافهين .
ج ـ إذا دلت على تفصيل أو ترتيب ، نحو : قرأت القصة
فصلاً فصلاً ، 
ومزقت
الثوب جزءاً جزءاً ، ودخل الطلاب الفصل طالباً طالباً . 
ففي المثال
الأول والثاني دلت الحال على التفصيل والتوضيح ، وفى الثالث كان التقدير : مرتبين
. 
د ـ إذا دلت على تسعير ، نحو : اشتريت الحرير متراً
بعشرين ريالا ، وبعت الزيت
لتراً  بدينار . التقدير مسعرا بكذا .  
3 ـ تأتى الحال جامدة وقد أغنى عن تأويلها بالمشتق الآتي
:  
أ ـ أن
تكون الحال موصوفة بمشتق ، نحو : إليك حديثي جواباً صريحاً ، 
{ إنَّا
أنزلناه قرآنا عربياً }1 ،
وعاد الجيش
منتصراً ، وحضر المدير مبكراً . 
2 ـ حال مؤكدة : وهي التي  يستفاد معناها بدونها ،
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ حال
مؤكدة لعاملها معنى ولفظا . 
{ وأرسلناك
للناس رسولا }2 . 
أو مؤكدة
له معنى دون اللفظ ، نحو : فتبسم ضاحكاً . 
و{ ثم
وليتم مدبرين }3 . 
ب ـ مؤكدة لصاحبها : 
{ لآمن من
في الأرض كلهم جميعاً }4 . 
ج ـ مؤكدة لمضمون الجملة ، وشروطها : 
أن يكون
عامل الحال واجب الإضمار ، والحال واجبة التأخير ، والجملة مكونة من اسمين معرفتين
جامدين ، نحو : محمد أبوك عطوفاً ، 
قول: 
    
 أنا ابن دارة معروفاً بها نسبي     وهل بدارة يا للناس
من عار 
والتقدير :
أخُصُه عطوفا ، وأحقٌ معروفا .
ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين : 
1 ـ حال منتقلة : وهى الحال المشتقة من المصدر غير
ملازمة لصاحبها . 
نحو : حضر
الطالب ماشيا . 
2 ـ حال غير منتقلة " ملازمة " : هي الحال
الملازمة لصاحبها ، كما في الحال
المؤكدة ،
نحو : دعوت الله سميعا . 
{ ويوم
أبعث حياً }1 .
و{ خلق الإنسان
ضعيفاً }2 . 
و{ فتمثل
لها بشراً سوياً }3 . 
ويسمى هذا
النوع من الحال حالا موطئة ، لأنها تمهد لما بعدها . 
ب ـ أن تكون الحال دالة على العدد ، نحو : أمضيت في
المنفى خمس سنين ، 
وقضيت مدة
العمل في التعليم ثلاثين سنة ،
ـ  { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }4 . 
ج ـ أن
تكون الحال دالة على تفضيل بين شيئين ، نحو : محمد شاعراً أفضل منه كاتباً ،
وإبراهيم شيخاً أقوى منه شاباً ، والتمر طرياً أفضل منه جافاً . 
د ـ أن تكون الحال نوعا لصاحبها ، نحو : لبس خاتمه ذهباً
. 
هـ ـ أن تكون الحال فرعا لصاحبها ، نحو : هذا قميصك
قطناً ، 
{ وكانوا
ينحتون من الجبال بيوتاً }5 . 
و ـ أن
تكون الحال أصلا لصاحبها ، نحو : هذا خاتمك فضة ، وهذا قرطك ذهبا ، 
{ أأسجد
لمن خلقت طيناً }6 . 
أقسام
الحال :
تنقسم الحال عدة أقسام كالتالي : 
أولا ـ
تنقسم باعتبار فائدتها إلى قسمين : 
1 ـ حال مبينة أو مؤسسة .
وهى الحال
التي لا يستفاد معناها إلا بوجودها ، نحو : وصل الطلاب راكبين ، 
ثانيا ـ
تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين : 
1 ـ حال حقيقية : هي الحال التي تبين هيئة صاحبها ، نحو
: حضرت راكباً ، 
وجلست
متكئاً . 
2 ـ حال غير حقيقية " الحال السببية " : هي
الحال التي تبين هيئة ما يحمل ضميرا يعود إلى صاحب الحال ، نحو : مررت بالدار قائماً سكانها ، وكلمت زينب
واقفاً أخوها . 
ثالثا ـ تنقسم الحال باعتبار زمانها إلى قسمين : 
1 ـ حال مقارنة لزمان عاملها : هي الحال الموافقة لزمان
وقوع الفعل ، وهذا هو
الغالب ،
نحو : جاء الرجل راكباً ، وجلس الضيف متكئاً . " فراكبا ، و متكئا " كل
منها حال
مقرونة بزمان عاملها ، وليست مغايرة له . 
2 ـ حال مقدَّرة لزمان عاملها ، وتسمى أيضا الحال
المستقلة : لأنها تبين وقوع زمن
عاملها في المستقبل ، نحو : مررت برجل معه صقر صائداً به غدا ، 
124 ـ  { ادخلوها بسلام آمنين }1 .
و{
لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين }2 . 
نلاحظ من
المثالين السابقين أن الحال "   صائدا ، وخالدين ، وآمنين "
كل منها جاءت لتبين وقوع زمن عاملها في الزمان المستقبل . 
أنواع الحال : 
تنقسم
الحال إلى عدة أنواع هي : 
1 ـ حال مفردة : وهي مالا تكون جملة أو شبه جملة ،
نحو :
زارني صديقي مسروراً ، ونحو : كافأ المدير الطالبين متفوقين ،
وحضر
التلاميذ إلى المدرسة راكبين . 
"
فمسرورا ، ومتفوقيَن ، وراكبِين " كل منها جاءت حالا مفردة . 
2 ـ حال جملة بنوعيها : 
أ ـ حال
جملة اسمية ، نحو : وصل فريق المدرسة ووجوههم يعلوها البشر ، 
وخرجت من
منزلي والسماء ممطرة . 
فجملة
" ووجوههم يعلوها البشر " وجملة " والسماء ممطرة " كل منهما
وقع حالا . 
ب ـ حال
جملة فعلية ، نحو : جلس الطالب يقرأ الدرس ، ووقف التلاميذ يحيون
العلم .
فجملة " يقرأ الدرس ، ويحيون العلم " كل منهما وقع حالا . 
3 ـ حال شبه جملة بنوعيها : 
أ ـ الحال الظرف
المكاني والزماني ، نحو : تكلم الخطيب فوق المنبر ، وشاهدت الهلال بين
السحاب .
ونحو : سافرت إلى الرياض يوم الجمعة ، وغادرت دمشق صباح الخميس . 
ب ـ الحال
الجار والمجرور ، نحو : خرج الأمير في قومه ، ووقف الطائر على الغصن .
شروط جملة الحال : 
يشترط في الجملة الحالية : أن تكون جملة خبرية ، وألا
تكون مصدرة بحرف
استقبال
كالسين وسوف ، وأن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال .
الرابط في
جملة الحال : 
* الأصل في رابط الجملة الحالية أن يكون " الضمير
" سواء أكان معينا أم مقدرا .
مثال
الضمير المعين : وقف الشاعر يلقى الشعر . 
ومثال
المقدر : اشتريت الزيت لتراً بدينار . والتقدير : لترا منه . 
* أما إذا
لم يتوفر الضمير تعين وجوب الواو كرابط ، وتسمى واو الحال ، وبعض
النحويين
يسميها " واو الابتداء " ، نحو : سافر أخي والجو صحو . 
* وقد تأتى
الواو والضمير معا كرابط ، وذلك لتمكين الربط ، نحو : استمعت إلى الشاعر وأنا 
مندهش ،
ووصل الطالب وحقيبته في يده . 
ويجب الربط بالواو في عدة مواضع : 
1 ـ إذا
كانت الجملة الحالية مبدوءة بفعل مضارع مثبت مقرون بقد ، 
نحو : لِمَ
تقطعون الأمل وقد يعود الغائب ؟
{ وقد
تعلمون أني رسول الله إليكم }1 . 
2 ـ إذا
كانت الجملة الحالية مبدوءة بضمير صاحبها ، نحو : قصدتك وأنا واثق
بمروءتك ،
ورحلت وأنا غاضب منك . 
3 ـ إذا
كانت الجملة الحالية ، جملة اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحبها ، 
نحو : فرَّ
اللصوص والحراس نائمون ، ومات المريض والطبيب غائب . 
4 ـ إذا
كانت جملة الحال ، جملة ماضية ، غير مشتملة على ضمير صاحبها ، وسواء أكانت الجملة
مثبتة ، أم منفية . 
مثال
المثبتة : وصلت المدينة وقد طلع الفجر ، 
وانتهيت من
عملي وقد غربت الشمس . 
ومثال
المنفية : انقضى العام الدراسي وما انتهينا من العمل . 
امتناع مجيء
الواو كرابط ، وتعيين الضمير بدلا منها في عدة مواضع : 
1 ـ إذا
كانت جملة الحال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها ، نحو : الحق لا شك فيه ، 126 ـ  { ذلك الكتاب لا ريب فيه }1 . 
2 ـ أن تقع الجملة الحالية بعد عطف ، 
127 ـ ك{ فجاءها
بأسنا بياتا أو هم قائلون }2 . 
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ،
وواقعة بعد إلاّ ، 
نحو : ما
تكلم إلاّ ضحِكَ ، وما سار على قدميه ألاّ ترنَّحَ ،
{ إلاَ
كانوا به يستهزئون }3 . 
4 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي
متلوة بـ " أو " . 
نحو :
لأقاطعنه عاش أم مات ، لا أكلمنه غاب أو حضر ، 
     
  كن للخليل نصيرا جار أو عدلا     ولا تشح عليه
جاد أو بخلا    
5 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة مثبتة ، غير مقترنة
بقد ، 
نحو : قدم
المسافر تذبح الذبائح لمقدمه ، وصل التلميذ يحمل حقيبته في يده ، 
{ ولا تمنن
تستكثر }4 . 
6 ـ إذا
كانت الجملة الحالية مضارعة منفية بلا ، 
130 ـ ك{
وما لنا لا نؤمن بالله }5 ، 
و{ مالي لا
أرى الهدهد }6 . 
      
 أقادوا من دمي وتوعدوني     وكنت ولا ينهنهني الوعيد 
7 ـ إذا كانت مضارعة منفية بما ، نحو : زحف الجنود ما
يهابون الأعداء ، 
     
عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة     فما لك بعد الشيب صباً متيما 
حذف عامل الحال : 
* قد يحذف
عامل الحال إذا دل عليه دليل ، نحو قولهم : راشدا . للقاصد سفرا ، 
ومأجوراً .
للقادم من الحج . 
* يحذف
عامل الحال وجوبا في المواضع التالية : 
1 ـ أن يقصد بالحال تبيان الزيادة أو النقصان بالتدريج ،
نحو : تصدق بريال
فصاعداً .
والتقدير : ذهب التصدق صاعدا أو فأكثر ،  اشتريت القميص بجنيه فنازلا . 
2 ـ أن يقصد بالحال التوبيخ ، نحو : أمتوانياً عن الصلاة
وقد صلى الناس ؟ 
وأجالسا
وقد وقف الحاضرون ؟
3 ـ أن تكون الحال مؤكدة لمضمون الجملة ، نحو : أنت
صديقي مواسياً ، 
ومحمد أبوك
عطوفاً ، والتقدير : أعرفك مواسيا ، وأعرفه عطوفا . 
4 ـ أن تسد
مسد الخبر ، نحو : ضربي التلميذ مهملاً ، والتقدير : ضربي إياه واقع إذا وجد مهملا
.
ملاحظة
1 ـ المراد بالوصف في قولهم " الحال وصف فضلة
" ما دل على معنى وذات متصفة به ، وهو اسم الفاعل والمفعول ، والصفة المشبهة ، والمبالغة ،
والتفضيل ، 
والمقصود
الوصف ولو تأويلا لتدخل الجملة ، وشبهها ، والحال الجامدة ، لتأويل ذلك كله
بالمشتق . 
2 ـ معنى كون الحال فضلة ، أي ليست مسندة ولا مسندا
إليها ، لكن هذا لا يعنى أنه يصح
الاستغناء عنها ، فقد تجيء الحال غير مستغنى عنها .
ك{ وما خلقنا
السماء والأرض وما بينهما لاعبين }1 . 
  
     إنما الميت من يعيش كئيبا    
كاسفا باله قليل الرجاء 
3 ـ الحال يذكر ، ويؤنث ، والأفصح في لفظه التذكير ، وفى
وصفه وضميره التأنيث .
4 ـ الأصل
فى الحال أن تكون نكرة ، وقد تجيء معرفة لفظا ، ولكنها مؤولة
بنكرة .
نحو : جاء والدك وحده ، وادخلوا الأول فالأول ، وأرسلها العراك ، وجاءوا
الجماء
الغفير . في الأمثلة السابقة نجد أن كلمة " وحده ، والأول ، والعراك ،
والجماء " كل منها جاءت حالا معرفة لكنها مؤولة بنكرة ، والتقدير : جاء والدك
منفردا ،
وادخلوا مرتين ، وأرسلها معتركة ، وجاؤوا جميعا . 
5 ـ قد تأتي الحال بلفظ المعرف بالعلمية ، نحو : جاءت
الخيل بدادا ، والتقدير :
متبددة .
فكلمة " بداد " في الأصل علم من جنس التبدد والتفرق ، ومثلها كلمة
" الفجار " علم للفجرة. 
ــــــــــــــ
6 ـ قد
تأتي الحال مصدرا ، والتخريج لها في ذلك ، أن تكون مؤولة بالوصف ، 
نحو : حضر
الولد جريا ، ومات قهرا ، والتقدير : حضر الولد جاريا ، ومات
مقهوراً ،
وهو سماعي عند كثير من النحاة ، وقد قاسه البعض ، وهناك من جعل المصدر في هذا
الباب منصوبا على المفعولية المطلقة ، والعامل فيه محذوف ، والتقدير : حضر الولد
يجري جريا ، ونحوه . 
7 ـ إذا كان عامل الحال ظرفا أو جارا ومجرورا ، امتنع
تقديم الحال على 
عاملها ،
مثال الظرف : أخوك عندك جالساً ، والبدوي بين الأشجار مقيماً . 
ومثال
المجرور : محمد في البيت منتظراً ، والمعلم في الفصل واقفاً . 
نلاحظ أن
كل الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة ، لا يجوز تقديمها على عاملها الظرف أو
الجار والمجرور . 
 8 ـ رغم امتناع تقديم الحال على
عاملها الظرف ، أو الجار والمجرور ، ورد عن بعض النحاة آراء قائلة بجواز تقديمها
، إذا توسطت الحال بين عاملها وصاحبها ، 
نحو : محمد
جالساً عندك ، والطالب واقفاً في الفصل ،
 ـ وقد أشرنا إليه في موضعه ونكرره للفائدة ـ 
{ والسموات
مطويات بيمينه }1 ، 
و{ ما في
بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورها }2 ، وهذا فيه اتفاق . 
أما إذا
تقدمت الحال على عاملها وصاحبها معا ، فهذا يمتنع مطلقا ، فلا يجوز
القول :
جالسا محمدا عندك ، وواقفا الطالب في الفصل ، ومع ذلك أجازه الأخفش واستدل عليه ب{
هنالك الولاية لله الحق }3 .
"
فهنالك " ظرف في محل نصب حال تقدمت على عاملها وصاحبها معا ، والولاية مبتدأ
، ولله في محل رفع خبر . 
ــــــــــ
9 ـ قد
تتعدد الحال وصاحبها واحد ، كما هو الحال في تعدد الخبر للمبتدأ الواحد ، 
نحو : جاء
محمد راجلاً ضاحكاً ، وزحف الطفل متعثراً باكياً ، 
         
عليَّ إذا ما جئتُ ليلى بخُفية     زيارة بيت الله رجلانَ
حافياً 
* كما
تتعدد الحال بتعدد صاحبها ، نحو : قابلت خليلا راكباً ماشياً ، 
وصافحت
الضيف واقفاً جالساً . في المثالين السابقين تكون الحال الأولى للاسم الذي
يسبقها ،
والثانية للضمير المتصل بالفعل ، هذا إذا لم تأمن اللبس ، فإذا أمنت اللبس فقدم
أيهما شئت . 
وقد ورد
تعدد الحال مجموعة في : 
{ وسخر لكم
الشمس والقمر دائبين  } ،
و{ وسخر
لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات }2 .
10 ـ إذا لم يكن للحال عامل من العوامل السابقة
الذكر،  فلا يصح وقوعه ، فإذا
قلنا :
خالد صديقك قادما ، ومحمد أخوك مهملا ، لا يجوز ، لأنه ليس في المثالين السابقين
فعل أو ما تضمن معنى الفعل (3) ، والبعض يجيزه على تأويل أن صاحب الحال ضمير محذوف
، والتقدير : خالد صديقك أراه قادما ، ومحمد أخوك أعرفه مهملا(4) . 
11 ـ قد يحذف عامل الحال سماعا ، نحو : هنيئاً لك ،
والتقدير : هنأك هنيئا ، أو ثبت لك الخير هنيئا . 
12 ـ قد يحذف الحال إذا دلت عليه قرينة ، وأكثر ما يكون
ذلك إذا كانت الحال قولا أغنى عنه
ذكر المقول . 
134 ـ ك{ والملائكة
يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم }1 . 
والتقدير :
قائلين سلام عليكم ، 
 الاّية{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت
وإسماعيل ربنا تقبل منا }2 . والتقدير : قائلين ربنا تقبل منا . 
13 ـ هناك أحوال مركبة تركيب أحد عشر ، وغيرها من
الأعداد المركبة ، وهى مبنية على فتح الجزأين ، إلا إذا كان جزؤه الأول ياء فيبنى على السكون ، وهذه الأحوال
على نوعين : 
أ ـ ما ركب
مما أصله العطف ، نحو : تفرقوا شذر مذر ، والتقدير : متفرقين أو
مشتتين ،  هذا جاري بيتَ بيتَ ، والتقدير : ملاصقا لي . 
ب ـ ما ركب
مما أصله الإضافة ، نحو : فعلته بادئ بدءَ ، والتقدير : فعلته  مبدوءاً ،  : تفرقوا أيدي سبأ ، والتقدير : مشتتين . 
14 ـ يجوز الربط بالواو ، وتركها في الجملة الاسمية
المقترنة بضمير صاحبها ، 
نحو : حضر
الطالب وكتابه في يده ، أو حضر الطالب كتابه في يده .
15 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ،
ومشتملة على ضمير صاحبها، رجح
فيها الارتباط بالضمير ، وبالواو وقد معا ، نحو : انتصر القائد وقد
مات ، وجاء
الرسول وقد أسرع . 
وقد ترتبط
بالضمير وقد دون الواو ، نحو : انتصر القائد قد مات .
80 ـ  قول : 
       
وقفت بربع الدار قد غير البلى     معارفها والساريات الهواطل 
ــــــــــــــــــ
فالجملة
الحالية " غير البلى معارفها " قد ربطت بالضمير وبقد دون الواو ، 
وقد تربط
بالضمير فقط ، نحو : هذه بضاعتنا ردت إلينا، فجملة الحال " ردت إلينا
"  الرابط فيها الضمير المستتر في " ردت " . 
16 ـ أما
إذا كانت الجملة الحالية ماضية منفية ، فالأرجح فيها أن تربط بالواو والضمير 
معا ، نحو : قدم والدك وما فعل شيئا ، 
وقد تربط
بالضمير فقط ، نحو : قدم والدك ما فعل شيئا . 
17 ـ قدر بعض النحاة الواو الرابطة في الجملة الحالية بـ
" إذ " ولا يقصد بالتقدير هنا أن تكون بمعناها ، لأنه لا يُرادف الحرف وهو " الواو
" بالاسم وهو
" إذ
" ، بل اعتبروا " الواو " وما بعدها مربوطة ، أو مقيدة بالعامل
فيها لكونها حينئذ تفيد زمن وقوع الفعل فيعتاضوا بـ " إذ " عنها . 
18 ـ قد يحذف الرابط لفظا ، ويكون حينئذ منويا ، نحو :
اشتريت الحرير مترا
بدينار ،
وبعت القطن ذراعا بريال ، والتقدير : مترا منه ، وذراعا منه ، 
   
      نصفَ النهارَ الماء
غامره     ورفيقه بالغيب ما يدري 
والتقدير :
والماء غامره . 
19 ـ قد تشتبه الحال بالتمييز في مثل قولهم : لله دره
فارساً ، و لله درك عالماً ،    " ففارسا و عالما " في المثالين السابقين ونحوهما
تمييز ، لأنه لم يقصد به تمييز  الهيئه ، وإنما ذكر لبيان جنس المتعجب منه ،
والهيئة مفهومة ضمنا ، ولو قلت : لله
دره من
فارس ، لصح ، ولا يصح هذا في الحال . وليس مثل ما تقدم هو التمييز حقيقة ، وإنما
هو صفته نابت عنه بعد حذفه ، والأصل " لله دره رجلا فارسا {1} .  
تعليقات
إرسال تعليق