المشتقات
تعريف الاشتقاق :
هو أن يؤخذ من لفظة ما كلمة أو أكثر مع التناسب في المعنى بين اللفظة المشتقة وما
أخذ منها ، مع الاختلاف في اللفظ .
مثل : ضرب
: يؤخذ منها : ضارب ، مضروب ، ضراب ، ضرب ، يضرب ، انضرب ، مضراب ، مضرب . وما إلى
ذلك .
وهذا ما يميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية تختلف به عن بعض اللغات الأجنبية
الأخرى التي تعرف باللغات الالتصاقية كالإنجليزية التي يمكن تكوين المادة اللغوية
فيها عن طريق إلصاق لواحق في أول المادة أو في آخرها .
وتشمل المشتقات في اللغة العربية :
اسم الفاعل – صيغ المبالغة ـ سم المفعول – الصفة المشبهة
– اسم التفضيل – اسما الزمان المكان – اسم الآلة .
اسم الفاعل
تعريفـه :
اسم مشتق
من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على وصف من فعل الفعل على وجه الحدوث .
مثل : كتب
– كاتب ، جلس – جالس ، اجتهد – مُجتهد ، استمع – مُستمع .
صوغه :
يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي :
1 ـ من
الفعل الثلاثي على وزن فاعل :
نحو : ضرب
- ضارب ، وقف - واقف ، أخذ - آخذ ، قال - قائل ، بغى - باغ ، أتى - آت ، رمى - رام
، وقى - واق .
ومنه { رب اجعل
هذا البلد آمناً } 126 البقرة .
و{ ربنا ما
خلقت هذا باطلاً } 191 آل عمران .
فإن كان
الفعل معتل الوسط بالألف " أجوف " تقلب ألفه همزة مثل : قال – قائل ،
نام – نائم .
ومنه { وفي
أموالهم حق للسائل والمحروم } 19 الذاريات .
أما إذا
كان معتل الوسط بالواو أو بالياء فلا تتغير عينه في اسم الفاعل .
مثل : حول
– حاول ، حيد – حايد .
وإن كان
الفعل معتل الآخر " ناقصاً " فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على
الاسم المنقوص . أي تحذف ياؤه الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب
.
مثل : هذا
رام ، ومررت برام ، ورأيت رامياً .
ومنه قوله
تعالى في حالة الرفع : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باقٍ } 96 النحل .
وقوله
تعالى في حالة الجر : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه } 173 البقرة .
وقوله
تعالى في حالة النصب : { وما كنت ثاوياً في أهل مدين } 45 القصص .
2 ـ من
الفعل المزيد :
يصاغ اسم
الفاعل من الفعل غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال
حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر .
مثل : طمأن
– مُطمئِن ، انكسر - مُنكسِر ، استعمل – مُستعمِل .
ومنه { ولعبدٌ
مُؤمِن خيرٌ من مُشرِك } 221 البقرة .
و{ السماء مُنفطِرٌ
به } 18 الأحزاب .
و{ اهدنا الصراط
المُستقيم } 6 الفاتحة .
عمل اسم الفاعل :
يعمل اسم الفاعل عمل فعله ، فهو يرفع الفاعل إذا كان فعله لازما ، ويرفع الفاعلوينصب
المفعول به إذا كان الفعل متعديا .
ويعمل
لازما ومتعديا بأحد شرطين :
1 ـ أن
يكون معرفا بأل ، سواء اعتمد على نفي أو استفهام ، أم لم يعتمد .
نحو : أقبل
الحافظ ودّك ، والشاكر نعمتك ، وحضر المتقن صنعته .
ومنه قوله
تعالى { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } 162 النساء .
و{
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } 34 آل عمران .
ومنه قول
تميم بن أبي مقبل :
يا عين بكّي حنيفا راس حيّهم الكاسرين القنا في عورة
الدبر
2 ـ إذا لم
يكن معرفا بال عمل بشرطين :
أ ـ أن يدل
على الحال ، أو الاستقبال لا للماضي .
ب ـ أن
يعتمد على استفهام ، أو نفي ، أو مبتدأ ، أو موصوف ، أو حال .
أما دلالة اسم الفاعل على الحال أو الاستقبال تكون على النحو التالي :
مثال
دلالته على الحال : القاطرة نازل ركابها .
ولا يجوز
أن نقول : محمد شاكر معلمه أمس .
ومنه {
فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } 12 هود .
إلا إذا
دخلت على اسم الفاعل " أل " .
نحو : جاء
الشاكر معلمه أمس .
ومثال
دلالته على الاستقبال : محمد محضر الواجب ، حافظ القصيدة غدا .
ومنه {
فالمالئون منها البطون } 53 الواقعة .
و{ ولا
مولود هو جازٍ عن والده شيئا } 33 لقمان .
أما اعتماده على استفهام فنحو :
أمقدر أنت
قيمة الأمانة ، وهل كاتب الطالب الدرس .
ومنه قول
الشاعر :
أقاطنٌ قوم سلمى أم نووا ضعنا أن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا
ومنه قول
الآخر :
" أمنجز أنت وعدا وثقتُ به "
واعتماده
على نفي نحو : ما شاكر أخوك المحسن إليه ، وما قادم أخي من السفر .
ومنه { ولا
آمين البيت الحرام } 2 المائدة .
ومثال
المبتدأ ، وما أصله مبتدأ : الحقُ قاطعُ سيفُهُ الباطلَ .
ومنه {
والله مخرج ما كنتم تكتمون } 73 البقرة .
ومثال
المعتمد على ما أصله المبتدأ : إن محمدا شاكر أخاك .
ومنه { ما
كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون } 32 النمل .
و{ إني
جاعل في الأرض خليفة } 30 البقرة .
ومنه قول
امرئ القيس :
إني بحبلكَ واصل حبلي وبريش نَبلك رائش نَبلي
ومنه قول
الأحوص الرياحي :
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعيا إلا ببين غرابها
ومثال
المعتمد على الموصوف : أقبل رجلٌ متوشحٌ سيفَهُ .
ومنه {
يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } 69 النحل .
ومثال اسم
الفاعل الواقع حالا : أقبل علي متهللا وجهه .
ومنه {
وادعوه مخلصين له الدين } 29 الأعراف .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ يستعمل
اسم الفاعل مفرداً ومثنى وجمعاً ، مذكراً ومؤنثاً .
مثال
المفرد المذكر { فإن أجل الله لآت } 5 العنكبوت .
ومثال
المفرد المؤنث { وإن الساعة لآتية } 85 الحجر .
ومثال
المثنى المذكر { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } 33 إبراهيم .
ومثال
المثنى المؤنث { وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا } 9 الحجرات .
ومثال
الجمع المذكر { قال لا أحب الآفلين } 76 الأنعام .
ومثال جمع
المؤنث { والباقيات الصالحات خير عند ربك } 46 الكهف .
2 ـ إن كان
الحرف الذي قبل الآخر في الفعل المزيد ألفاً فإنه يبقى كما هو في اسم الفاعل .
مثل :
انحاز منحاز ، اختار مختار ، احتار محتار ، انقاد منقاد .
أما الوزن
فلا يتغير وهو " مُفتعِل " لأن أصل الأفعال السابقة كالآتي :
انحاز
ينحيز ، اختار يختير . . . وهكذا ، فالكسر فيها مقدر فكأننا قلنا : منحيز ومختير .
3 ـ ورد
اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على غير القياس .
مثل : احصن
– مُحصَن ، واسهب – مُسهَب ، وانبثَّ – مُنبَث . وذلك بفتح ما قبل الآخر .
ومنه { فكانت
هباءً مُنبَثاً } 6 الواقعة ، والأصل فيها الكسر .
4 ـ كما
ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على وزن فاعل شذوذاً .
مثل : أينع
يانع ، أمحل ماحل ، أيفع يافع ، أورد وارد ، أصدر صادر .
ومنه قول
الشاعر :
ثم أصدرناهما في
وارد صادر وَهْمٍ ، صُوَاه قد مَثَلْ
(1 )
والأصل في
أسماء الفاعلين السابقة : مُينع ، مُمحل ، مُورد ، مُصدِر ، لكن المسموع منها أفضل
من المقيس .
5 ـ قد يضاف اسم الفاعل المتصل بأل الموصولة .
نحو : وصل
المنقذُ الطفلِ من الغرق .
وقد شبه
العرب هذا التعبير بقولهم : جاء الحسن الوجهِ .
وإن كان
ليس مثله في المعنى .
ومثال مجيء
اسم الفاعل المعرف بال المضاف إلى معموله قول المرار الأسدي :
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
فالبكري
مفعول به للتارك ، واضيف إليه تخفبفا .
ومنه قول
الأعشى :
الواهبُ المائةِ الهجانِ وعبدِها عُوذا ترجي بينها أطفالها
6 ـ يجوز أن يكون الاستفهام والنفي والمبتدأ والموصوف
مقدرا ، وهو كالملفوظ به .
نحو : واصل أخوك أصدقاءه أم قاطعهم .
فاسم
الفاعل واصل معتمد على استفهام مقدر بدليل وجود أم المتصلة ، لأنها لا تأتي إلا في
سياق الاستفهام ، وأصل الكلام أواصل أخوك . . .ألخ .
ومثال
المعتمد على وصف محذوف قول الأعشى :
كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
7 ـ ذكر
بعض النحويين أن من شروط عمل اسم الفاعل المجرد من " أل "
ألا يكون
مصغرا ولا موصوفا لأنهما يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الشبه بالفعلية .
وقيل المصغر
إن لم يحفظ له مكبر جاز عمله كما في قول الشاعر :
" تَرَقرَقُ في الأيدي كُمَيْتٌ عصيرُها "
فقد رفع
" عصيرها " بكميت فاعلا له .
8 ـ الثبوت والحدوث في اسم الفاعل :
"
والوجه عندنا أن اسم الفاعل بناء ودلالة متلازمان لا يتخلفان ، وأن هذه الدلالة
ذات شقين شق يفيد الحدوث ، وشق آخر يفيد الثبوت ، سواء أكان ثبوتا استمراريا لا
يمكن انفكاكه :
كطويل
الأنف ، وعريض الحواجب ، وواسع الفم .
أم يمكن
انفكاكه كحسن الوجه ، ونقي الثغر ، وطاهر العرض .
وسواء أكان
ثبوتا استمراريا من غير تخلل : كحسن الوجه ، أم مع التخلل نحو : متقلب الخاطر .
ولا يجوز
التعويل على شق دون شق في تقرير حقيقة اسم الفاعل ، ومعنى ذلك " توحيد بابي
اسم الفاعل والصفة المشبهة في باب واحد وهو : اسم الفاعل باعتبار أن الصفة المشبهة
فرع من فروع اسم الفاعل .
9 ـ اسم
الفاعل يطلق ويراد به الحدوث أو الثبوت ، وان الصفة المشبهة تطلق ويراد بها
الدلالة على الثبوت غالبا ، والحدوث فيها طارئ كما ينص الاستعمال اللغوي على ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالة في
اسم الفاعل للإمام أحمد بن قاسم العبادي تحقيق الدكتور محمد حسن عواد ص 20 .
10 ـ إن
اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال ، وكان مضافا غير معرف بأل ، فالإضافة
فيه أصل لا فرع ، والتنوين غير مقدر فيه ، والدليل على ذلك أنه قرئ بالوجهين
بالتنوين والنون وبالإضافة :
{ كل نفس
ذائقة الموت }1 .
و{ إن الله
بالغ أمره }2 .
و{ إنما
أنت منذر من يخشاها }3 .
و{ وما كنت
متخذا المضلين عضدا }4 .
و{ إنكم
لذائقو العذاب }5 .
ــــــــــــ
11 ـ إن اسم الفاعل إذا أضيف ، وكان دالا على الحال أو
الاستقبال ، وكان مجردا من أل
هو اسم نكرة توصف به النكرة كما في :
{ ويحكم به
ذوو عدل منكم هديا بالغ الكعبة }1 .
و{ قالوا
هذا عارض ممطرنا }2 .
و{ فلما
رأوه عاراضا مستقبلا أوديتهم }3 .
مع مراعاة إمكان تأويل الآيات تأولا لا يلزم به نعت النكرة بالمعرفة مع الإبقاء
على كون اسم الفاعل في الآيات السابقة معرفة (4) .
12 ـ اختلف
النحويون حول عمل اسم الفاعل في الضمير المتصل به يقول سيبويه : " وإذا قلت
هم الضاربوك ، وهما الضارباك فالوجه فيه الجر ، لأنك إذا كففت النون من هذه
الأسماء في المظهر كان الوجه الجر " .
وقد علق
المبرد والرماني على قول سيبويه ، بأنه حمل عمل اسم الفاعل في الضمير على عمله في
الاسم الظاهر . وأكد ابن هشام في أوضح المسال ما قال به سيبويه ، فالضمير في قولهم
الضاربك يكون منصوبا ، لأن اسم الفاعل معرفا بأل ، وهو مجرور في قولهم ضاربك لأنه
تجرد من أل وغير معتمد على نفي أو استفهام وغيرها .
غير أن بعض النحويين المعاصرين يرى أن الضمير المتصل باسم الفاعل يكون في موضع نصب
تارة ، وفي موضع جر تارة أخرى دون أن يلزم اتصال اسم الفاعل بأل أو يكون معتمدا ،
وذكر بعض مواضع النص في { إني جاعلك للناس إماما }1 .
و{ إنا
منجوك وأهلك }2 .
فنصب إمام
، واهلك دليل على نصب الضمير في الآيتين ، ولا يصح تأول النصب بفعل مقدر لأن الأصل
عدم التقدير إلا إذا دعت ضرورة ملجئة إليه (3) .
ـــــــــــــــ
ومن شواهد مجيء الضمير المتصل باسم الفاعل مجرورا قول الحطيئة :
غيبت كاسيهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر
ومما سبق
يضح أن الضمير المتصل باسم الفاعل غير محمول على الظاهر من مثل : أنا ضاربٌ زيدا
بتنوين ضارب ونصب زيد ، ولا أنا ضاربُ زيد بدون التنوين وجر زيد بالإضافة . لأنه
لو كان محمولا على هذا الوجه ، لكان الوجه ثبوت التنوين والنون في اسم الفاعل
العامل في الضمير ، كقول الشاعر :
هم القائلون الخير والآمرون به إذا ما خشوا من محدث
الأمر معظما
فالأمر
محمول في الجر والنصب على المظهر ، فالجر محمول
على { لا
الليل سابق النهار } 1 .
في قراءة
من قرأ بجر النهار ، وإضافة سابق ، والنصب محمول على قراءة من قرأ سابق بغير تنوين
، ونصب النهار .
ومما سبق نخلص أنه لا مجاراة بين اسم الفاعل والفعل المضارع ، وأن اسم الفاعل وأن
اسم الفاعل يعمل عمل اسمه تعديا ولزوما ، وهذا العمل هو وجه الشبه الوحيد بين اسم
الفاعل والفعل مع وجود رائحة من معنى الفعل لا المعنى بالكلية .
12 ـ أود
السيوطي في الأشباه والنظائر عددا من الفروق بين اسم الفاعل والفعل منها :
1 ـ أن اسم
الفاعل مع فاعله يعد من المفردات ، بخلاف الفعل مع فاعله .
2 ـ أن اسم
الفاعل يتعدى بنفسه وبحرف الجر خلافا للفعل الذي يمتنع فيه ذلك ، ك{ فعال لما يريد
} 2 .
يستثنى من
ذلك بعض الأفعال التي سمعت عن العرب بالوجهين ، نحو : سمعه وسمع له ، ونصحه ونصح
له ، وشكره وشكر له ، ونحوها .
ونستخلص من
الفروق السابقة : عدم حمل اسم الفاعل على الفعل من جهة المطابقة في المعنى ، فضلا
عن أن يكون اسم الفاعل العامل فعلا قائما برأسه (3) .
ـــــــــ
13 ـ يعمل
اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضي مجردا من أل والتنوين .
ك{ جاعل
الملائكة رسلا } 1 .
نحو {
وجاعل الليل سكنا } 2 .
14 ـ يضاف
اسم الفاعل ، وتكون إضافته محضة على إرادة المضي ، أو إرادة الحال والاستقبال .
مثال الأول
قولك : أنا مكرمُ محمدٍ . بمعنى أكرمته .
ومثال
الثاني { كل نفس ذائقة الموت } 3 .
ـــــــــــ
صيغ المبالغة
تعريفهـا :
أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة .
وقد تحول
صيغة اسم الفاعل نفسها إلى صيغ المبالغة .
مثل : صام
صوام ، قام قوام ، فعل فعال .
ومثل :
صائم صوام ، قائم قوام ، فاعل فعال .
صـوغهـا :
لا تؤخذ
صيغ المبالغة إلا من الأفعال الثلاثية على الأوزان التالية :
1 ـ فعَّال
، مثل : ضراب وقوال .
ومنه { إنه
كان تواباُ رحيماً } 16 النساء .
2 ـ مِفعال ، مثل : منوال ومكثار .
ومنه { وأرسلنا
عليهم السماء مدراراً } 6 الأنعام .
3 ـ فَعُول
، مثل : صدوق وجزوع وشكور وغفور .
ومنه { وحملها
الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } 7 الأحزاب .
4 ـ فعيل ،
مثل : رحيم وعليم وأثيم .
ومنه { إن الله
كان سميعاً بصيراً } 58 النساء .
5 ـ فَعِل
، مثل : حَذِر وفَطِن وقَلِق .
ومنه { بل هم
قومٌ خَصِمون } 58 الزخرف .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ قَلَّ
مجيء صيغ المبالغة من الأفعال المزيدة – غير الثلاثي – وقد ورد منها :
مغوار من
أغار ، مقدام من أقدم ، معطاء من أعطى ، معوان من أعان ،
مهوان من
أهان ، دراك من أدرك ، بشير من بشّر ، نذير من أنذر ، زهوق من أزهق .
2 ـ وردت
لصيغ المبالغة أوزان أخرى غير التي ذكرنا وقد اعتبرها الصرفيون
القدماء
غير قياسية إلا أنها ورد في القرآن الكريم ، وهذه الأوزان هي :
أ – فُعّال
، مثل : طُوّال ، كُبار ، وُضّاء . وفُعال بتخفيف العين .
ك{ إن هذا لشيءٌ
عجاب } 5 ص .
وفُعّال
كقول الشاعر :
والمرء يلحقه مفتيان
الندى خلق الكرام وليس
بالوُضّاء
ومنه { ومكروا
مكراً كُبّاراً } 22 نوح .
ب –
فَعِّيل ، مثل : صديق ، قديس ، سكير ، قسيس ، شريب .
ومنه {
يوسف أيها الصديق أفتنا } 46 يوسف .
و{ ذلك بأن
منهم قسيسين ورهباناً } 82 المائدة .
ج – مِفعيل
، مثل : معطير ، مسكين .
ومنه { فمن
لم يستطع فإطعام ستين مِسكيناً } 4 المجادلة .
د – فُعَلة
، مثل : همزة ، حطمة ، لمزة .
ومنه { ويل
لكل همزةٍ لمزةٍ } 1 الهمزة .
و{ وما أدراك
ما الحطمة } 4 الهمزة .
هـ – فاعول
، مثل : فاروق .
و – فيعول
، ك{ الله لا إله إلا هو الحي القيوم } 255 البقرة .
ز – فُعّول
، ك{ الملك القدوس } 33 الحشر .
ي –
فَعّالة ، مثل : علامة ، فهامة .
عمل صيغ المبالغة
تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل ، وبنفس الشروط ، فترفع الفاعل ، وتنصب المفعول
به .
نحو : هذا
رجل نحارٌ أبله ، ومحمد مكثار العطاء .
الباب
الثاني
الصفـة المشـبهة
تعـريفهـا
:
هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل على وجه الثبوت
.
مثل : حسن
، وأحمر ، وعطشان ، وتعب ، وكريم ، وخشن ، وبطل .
ومنه { إنه
لفرح فخور } 10 هود .
و{ ولما
رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال } 15 الأعراف .
ومنه قولهم
: فلان رقيق الحاشية ، كريم السجايا .
وقد سمي هذا النوع من المشتقات بالصفة المشبهة ، لأنها تشبه الفاعل في دلالتها على
معنى قائم بالموصوف ، غير أن الفرق بينها وبين اسم الفاعل :
أنه يدل
على من قام به الفعل على وجه الحدوث والتغيير والتجدد ، وهي تدل على من قام به
الفعل على وجه الثبوت في الحال أو الدوام ، ولا يعني الثبوت بالضرورة الاستمرار .
فكلمة فرح وغضبان ورقيق وكريم كل منها وصف ثابت في موصوفها ، ولكنه ليس من
الضروري أن يستمر هذا الثبوت ، بل قد يكون ثبوتاً في الحال أو ثبوتاً على الدوام .
صياغة الصفة المشبهة :
تصاغ الصفة
المشبهة من الأفعال الثلاثية اللازمة على الأوزان التالية :
" انظـر
الجـدول "
|
الرقم
|
الفعل
|
وزنه
|
الصفة المشبهة
|
وزنها
|
دلالتها
|
|
1
- أ
|
فَرِحَ
|
فَعِلَ
|
فَرِحٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل
على فرح وسرور .
|
|
|
حَزِنَ
|
فَعِلَ
|
حَزِنٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل
على حزن أو خوف .
|
|
|
مَغِصَ
|
فَعِلَ
|
مَغِصٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل
على ألم .
|
|
|
فَطِنَ
|
فَعِلَ
|
فَطِنٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل
على صفة حسنة .
|
|
ب -
|
حَمِرَ
|
فَعِلَ
|
أحْمَرٌ
|
أفْعَلٌ
|
فيما دل
على لون ومؤنثه فعلاء – حمراء .
|
|
|
عَرِجَ
|
فَعِلَ
|
أعْرَجٌ
|
أفْعَلٌ
|
فيما دل
على عيب ومؤنثه فعلاء – عرجاء .
|
|
|
حَوِرَ
|
فَعِلَ
|
أحْوَرٌ
|
أفْعَلٌ
|
فيما دل
على حلية ومؤنثه فعلاء – حوراء .
|
|
جـ-
|
عَطِشَ
|
فَعِلَ
|
عَطْشَانٌ
|
فَعْلانٌ
|
فيما دل
على خلو ومؤنثه فعلى – عطشى .
|
|
|
شَبِعَ
|
فَعِلَ
|
شَبْعَانٌ
|
فَعْلانٌ
|
فيما دل
على امتلاء ومؤنثه فعلى – شبعى .
|
|
2
- أ
|
كَرُمَ
|
فَعُلَ
|
كَرِيم
|
فَعِيلٌ
|
|
|
|
ضَخُمَ
|
فَعُلَ
|
ضَخْم
|
فَعْلٌ
|
|
|
|
شَجُعَ
|
فَعُلَ
|
شُجَاعٌ
|
فُعَالٌ
|
|
|
|
جَبُنَ
|
فَعُلَ
|
جَبَانٌ
|
فَعَالٌ
|
|
|
|
حَسُنَ
|
فَعُلَ
|
حَسَنٌ
|
فَعَلٌ
|
|
|
|
حَلُوَ
|
فَعُلَ
|
حُلْوٌ
|
فُعْلٌ
|
|
|
|
جَنُبَ
|
فَعُلَ
|
جُنُبٌ
|
فُعُلٌ
|
|
|
|
طَهُرَ
|
فَعُلَ
|
طَهُورٌ
|
فَعُولٌ
|
|
|
|
خَشُنَ
|
فَعُلَ
|
خَشِنٌ
|
فَعِلٌ
|
|
|
|
صَفُرَ
|
فَعُلَ
|
صِفْرٌ
|
فِعْلٌ
|
|
تنبيهـات
وفـوائـد :
يلاحظ من
الجدول السابق ما يأتي :
1 ـ تصاغ الصفة المشبهة من الفعل الثلاثي اللازم على وزن
" فَعِلَ " على الأوزان التالية :
أ – وزن
" فَعِلٌ " فيما دل على فرح وسرور ، مثل : جذل ، وطرب ، ورضي .
ومنه { ويتولون
وهم فرحون } 50 التوبة .
و{ انقلبوا
فكهين } 31 المطففين .
أو دل على
حزن مثل : شجٍ ، وكمد ، ومنه { وقلوبهم وجلة } 60 المؤمنون .
أو دل على
ألم مثل : وجع ، وتعب ، وأشر ، ونكد ، وقلق .
ومنه {
إنهم كانوا قوماً عمين } 64 الأعراف .
و{ والذي خبث
لا يخرج إلا نكدا } 58 الأعراف .
و{ بل هو كذاب
أشر } 26 القمر .
أو فيما دل
على صفة حسنة مثل : لبق ، وسلس .
ب – وزن " أفْعَلٌ " فيما دل على لون . ومؤنثه
فُعلاء مثل : أخضر خضراء ، وأصفر صفراء ، وأسود سوداء .
ومنه {
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً } 80 يس .
و{ حتى يتبين
لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } 187 البقرة .
أو فيما دل
على عيب مثل : أحول ، وأكتع ، وأبتر ، وأعمى ، وأبكم ، وأبرص .
ومنه { إن شانئك
هو الأبتر } 3 الكوثر .
و{ ليس على
الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج } 61 النور .
أو فيما دل
على حلية مثل : أحيل ، وأهيف .
ج – وزن
" فعلان " ومؤنثه فعلى . فيما دل على خلو ، مثل : صديان ، أو امتلان .
مثل : ريان
وغضبان .
ومنه { يحسبه
الظمآن ماءً } 39 النور .
2 ـ وتصاغ من الفعل الثلاثي اللازم على وزن "
فَعُلَ " بضم العين غالباً على الأوزان التالية :
أ – فعيل ،
مثل : شريف وعظيم ، وبخيل ، ونحيل ، وشديد فيما دل على صفة ثابتة .
ومنه {
وأنا لكم ناصح أمين } 68 الأعراف .
و{ وأنبتت من
كل زوج بهيج } 5 الحج .
ب – فَعْل ، مثل : شهم ، فحل ، سمح ، صعب ، سمج .
ومنه { وشروه
بثمن بخس } 20 يوسف .
وقوله
تعالى :{ إنه هو البر الرحيم } 28 الطور .
ج – فُعَال ، مثل : هُمام ، صُراح ، فُرات ، كقوله تعالى
:{ وهذا ملح أجاج } 53 الفرقان .
وقوله
تعالى :{ هذا عذب فرات } 53 الفرقان . وقوله تعالى :{ ثم يجعله ركاماً } 43 النور
.
ك{ وكان
بين ذلك قواماً } 67 الفرقان .
و{ ل فارض ولا
بكر عوان بين ذلك } 68 البقرة .
د – فَعَل ، مثل : بطل ، وحسن ، ورغد ، وعرض ، ووسط .
ومنه { وكذلك
جعلناكم أمة وسطاً } 143 البقرة .
وقوله
تعالى :{ تبتغون عرض الحياة الدنيا } 94 النساء .
وقوله
تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } 245 البقرة .
هـ – فُعْل ، مثل : صلب ، وحُرّ ، وحلو ، ومُرّ .
ك{ لقد جئت
شيئاً نكراً } 74 الكهف .
و – فُعُل
، مثل : جُرز ، وفرط ، ونكر ، وكفؤ .
ك{ ولم يكن
له كفواً أحد } 4 الإخلاص .
وقوله
تعالى :{ والجار الجنب } 36 النساء .
وقوله
تعالى :{ وكان أمره فُرُطاً } 28 الكهف .
ز – فَعُول
، مثل : وقور ، وطهور ، وعجوز .
ومنه {
أألد وأنا عجوز } 72 هود .
وقوله
تعالى :{ ولا الظل ولا الحرور } 21 فاطر .
ك – فَعِل
، مثل : سَمِحَ ، طَهِرَ .
ومنه { فأخرجنا
منها خَضِراً } 99 الأنعام .
ي – فِعْل
، مثل : ملح ، وصفر ، ورخو .
ومنه { قال
لكل ضعف } 38 الأعراف .
وقوله
تعالى :{ وفديناه بذبح عظيم } 107 الصافات .
تنبيـهات وفوائد :
1 ـ قد ترد الصفة المشبهة على وزن " فَيْعِل "
وذلك من الفعل الثلاثي اللازم الذي على وزن " فَعَلَ " المعتلة العين ، وهي قليلة .
مثل : مات
– ميت ، ساد – سيد ، بان – بين ، ساء – سيء ، صاب – صيب .
ك{ لولا يأتون
عليهم بسلطان بين } 15 الكهف .
وقوله
تعالى :{ وألفيا سيدها لدى الباب } 35 يوسف .
و{ أو كصيب
من السماء } 19 البقرة .
ومن
الصحيحة العين على وزن فَيْعَل ، مثل : صيرف .
3 ـ تأتي الصفة المشبهة على وزن اسم الفاعل أو اسم
المفعول فيما دل على الثبوت وحينئذ تكون مضافة إلى ما بعدها .
مثل : طاهر
القلب ، مستقيم الرأي ، معتدل القامة ، موفور الذكاء ، مغفور الذنب .
ومنها كل وصف جاء من الفعل الثلاثي بمعنى اسم الفاعل ولم يكن على وزنه ، مثل : شيخ
بمعنى شائخ ، وسيد بمعنى سائد ، وطيب بمعنى طائب .
ويشترط في دلالتها على الثبوت ، وهي مأخوذة من الأفعال الثلاثي المتعدية المفتوحة
العين " فَعَلَ " وهي أيضاً قليلة .
ومنها :
حريص من حَرَصَ وهي بمعنى حارص ، وعفيف من عفَّ بمعنى عافف ، وخفيف من خفَّ بمعنى
خافف ، وجواد من جاد بمعنى جائد .
الفرق بين
الصفة المشبهة واسم الفاعل
تختلف الصفة المشبهة عن اسم الفاعل في أمور خمسة هي :
1 ـ أنها تصاغ من الفعل الثلاثي اللازم ، أما اسم الفاعل
فيصاغ من الثلاثي اللازم والمتعدي
على حد سواء ، وما ورد من صفات مشبهة مشتقة من أفعال ثلاثية متعديةفهي سماعية
كعليم ، وسميع ، أو جاءت على وزن اسم الفاعل بعد إنزال فعله منزله اللازم وأريد به
الدوام مثل : قاطع السيف ، ومسمع الصوت .
2 ـ أنها لا تكون إلا للمعنى الدائم الملازم لصاحبها في
كل الأزمنة .
مثل : محمد
حسن الخلق .
فحسن صفة
لخلق محمد لازمته على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل .
إلا وجدت
قرينة تدل على خلاف الحاضر . كأن تقول : كان محمد حسناً فقبح .
أما اسم الفاعل
فلا يكون إلا لأحد الأزمنة الثلاثة .
تعليقات
إرسال تعليق