التخطي إلى المحتوى الرئيسي

احكام نائب الفاعل


نحو : كسر المهمل الزجاج ( الفعل مبني للمعلوم ) . نقول بعد بنائها للمجهول : كُسِر الزجاج .
الاّية: { قضي الأمر }3 . وأصله : قضى الله الأمر .
ونحو : علمت محمدا ناجحا .  
نقول بعد بنائها للمجهول : عُلِم محمدٌ ناجحا .

فـ " محمد " في الأصل مفعول به أول ، وناجحا مفعول به ثان ، فناب المفعول به الأول عن الفاعل بعد حذفه ، وبقي المفعول به الثاني علة حاله ، وكذلك إذا اشتملت الجملة على أكثر من مفعولين .
نحو : أخبرت والدي عليا قادما . بعد البناء للمجهول نقول :
أخبر والدي عليا قادما .
ومثال اشتمال الجملة على مفعول به ، ومفعول مطلق :
صافحت الضيف مصافحة حارة . نقول بعد بنائها للمجهول :
صوفح الضيفُ مصافحةً حارَّة .
فـ " الضيف " في الأصل مفعول به ، و" مصافحة " مفعول مطلق ، فناب المفعول به عن الفاعل ؛ لأنه مقدم على المفعول المطلق في الجملة .
صوفح : فعل ماض مبني للمجهول .
الضيف : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
مصافحة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة .
حارة : صفة منصوبة بالفتحة .
2 ـ وإن كان الفعل لازما ناب عن الفاعل كل من الآتي : ـ
أ ـ المصدر المختص المتصرف {1} .
نحو : اُنْطُلِقَ انطلاقُ السهم .
الاّية: { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة }2 .
لذلك لا يصح لبعض المصادر أن تنوب عن الفاعل لملازمتها المصدرية ، وعدم تصرفها . مثل : معاذ ، وسبحان .
1 ـ المختص من المصادر ما دل على العدد ، أو النوع ، وذلك بوصفه ، أو بإضافته . والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على المصدرية إذا تأثر بالعوامل اللفظية .
2 ـ 13 الحاقة .

فإن كان الفعل متعديا لزم مصدره الذي سينوب مناب الفاعل أن يكون مؤولا من أن المصدرية والفعل . نحو : يُستحسن أن تحضر المناقشة .
فنائب الفاعل هو : المصدر المؤول بالصريح " حضورك " .
ب ـ ظرفا المكان والزمان المختصان المتصرفان {1} .
نحو : جُلِس أمامُ المنزل . ونحو : صيم يومُ الخميس . وسُهرتْ ليلة الجمعة . 
فـ " أمام ، ويوم ، وليلة " ظروف مختصة متصرفة لذلك صح أن تنوب مناب الفاعل بعد حذفه ، وتصبح نائبا له ، وتأخذ أحكامه وأهمها الرفع .
فإن كان الظرف غير مختص ، ولا متصرف لم ينب عن الفاعل ، ومن الظروف الملازمة للظرفية : عند ، ولدى ، وإذ ، وغيرها .
ج ـ الجار والمجرور ، ويشترط لنيابة ثلاثة شروط : ـ
1 ـ أن يكون مختصا ، أي : أن يكون مجروره معرفة لا نكرة .
نحو : اقتطعت من المال . بعد بناء الجملة للمجهول نقول : اقتطع من المال .
فكلمة " المال " معرفة لذلك كان حرف الجر مختصا ، فناب الجار والمجرور مناب الفاعل المحذوف .
2 ـ ألا يكون حرف الجر ملازما لطريقة واحدة ، كمذ ، ومنذ الملازمتين لجر الزمان ، وكحروف القسم الملازمة لجر القسم مثل : الواو ، والتاء ، والباء .
3 ـ ألا يكون حرف الجر دالا على التعليل . كاللام ، والباء ، ومن .
إذا استعملت إحداها في الدلالة على التعليل .
ومثال الجار والمجرور النائب عن الفاعل لتوفر الشروط السابقة فيه :
قبض على الجاني ، ومُرَّ بمحمد ، وفي أوقات الأزمات يستغنى عن الكماليات .
145 ـ ومنه الاّية: { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها }2 .
ــــــــــــــ
1 ـ المختص من الظروف ما خص بإضافة ، أو وصف ، والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على الظرفية ، والجر بمن إلى التأثر بالعوامل الداخلة عليه . 2 ـ 70 الأنعام .

أحكام نائب الفاعل :
لنائب الفاعل أحكام الفاعل ، انظرها في بابها بالتفصيل . وهذه باختصار :
1 ـ لا يحذف عامله إلا لقرينة ، ويكون حذفه إما جائز ، أو واجب .
أ ـ الحذف الجائز نحو : من جُلد ؟ فنقول : اللص ، جوابا للسؤال ، فـ " اللص " نائب فاعل للفعل المحذوف المبني للمجهول وتقديره : جُلد .
ب ـ الحذف الواجب : وهو أن يتأخر عنه فعل يفسره .
نحو الاّية: { وإذا الأرض مدت }1 .
فـ " الأرض " نائب فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل مدت المتأخر .
أو جاء بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا القاتلُ يُشنق .
فـ " القاتل " نائب فاعل لفعل محذوف بعد إذا الفجائية .
2 ـ تأنيث عامله إذا كان مؤنثا : ( انظره في باب الفاعل ) وللزيادة سنذكر بعض الشواهد القرآنية :
أ ـ جواز التأنيث نحو 146 ـ الاّية: { ولا يقبل منها شفاعة } 2 .
والاّية: { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 3 .
والاّية: { إذا زلزلت الأرض زلزالها } 4 .
ب ـ وجوب التأنيث :
147 ـ نحو الاّية: { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } 5 .
والاّية: { وإذا الصحف نشرت } 6 .
والاّية: { وإذا القبور بعثرت } 7 .
3 ـ لا يثنى العامل ولا يجمع مع نائب الفاعل المثنى ، أو الجمع . 
ـــــــــــ

العامل في نائب الفاعل :  
ينقسم العامل في نائب الفاعل إلى قسمين : ـ
1 ـ عامل صريح وهو الفعل المبني للمجهول ، كما هو موضح في جميع الأمثلة السابقة .
2 ـ عامل مؤول ويشمل : اسم المفعول ، والمنسوب إليه ، وقد مثلنا لهما في موضعه أيضا ، وللاستزادة نذكر بعض الأمثلة :
مثال اسم المفعول : هذه أسرة مهذب أبناؤها . والتأني محمود عواقبه .
ومثال المنسوب إليه : هذا رجل ريفي طبعه . وهذه فتاة هندية لغتها .

ملاحظة

1 ـ إذا كان الفعل الذي يراد بنائه للمجهول من الأفعال التي تنصب مفعولين من باب أعطى ففي أقامة المفعول الثاني عن الفاعل دون الأول أقوال نستعرضها للفائدة .
أ ـ أصح هذه الأقوال وعليه الجمهور : الجواز إذا أمن اللبس .
نحو : أُعْطِيَ مالٌ الفقيرَ . والأحسن إقامة المفعول به الأول .
وأصل الجملة : أعطى الغني الفقير مالا .
ب ـ منع تقديم المفعول به الثاني على الأول ليحل محل الفاعل المحذوف .
ج ـ منع تقديم الثاني إذا كان نكرة والأول معرفة ، لن المعرفة أولى بالرفع قياسا على باب كان .
د ـ أما الكوفيون فقالوا إذا كان الثاني نكرة والأول معرفة فتقديم الأول قبيح ، وإذا تساويا في التعريف كانا في الحسن سواء .
2 ـ وإن كان الفعل الذي ينصب مفعولين من باب ظن ، أو أعلم الذي ينصب ثلاثة مفاعيل ففي المفعول به الثاني إذا تقدم ليحل محل الفاعل أقوال وهي على النحو التالي :
أ ـ جواز التقديم إذا أمن اللبس ، ولم يكن جملة ولا ظرفا ، مع أن الأحسن إقامة الأول .
نحو : ظنَّ مسافرٌ خالدا .
والأصل : ظننتُ خالدا مسافرا .
فقدم المفعول الثاني ليحل محل الفاعل المحذوف .
ونحو : أُعلم النبأُ أحمدَ صحيحا
والأصل : أعلم محمدٌ أحمدَ النبأَ صحيحا .
ب ـ امتناع التقديم إذا وقع اللبس .
ظنّ صديقك زيدا .
وأعلم عليا الرجلُ مسافرا .
أو كان جملة ، أو ظرفا . نحو : ظن فوق المكتب كتابا .
وطن عليا أخوه مسافر .
ونحو : أُعلم أخاك صديقه في المنزل .
ونحو : أُعلم محمدا صديقك أخوه مسافر .
ج ـ منع تقديم المفعول به الثاني مطلقا ، وتقديم الأول ، لأنه مبتدأ في الأصل ، وهو أشبه بالفاعل ، فكان بالنيابة عنه أولى .
د ـ الجواز بالشروط السابقة ، وبشرط إلا يكون نكرة .
فلا يجوز نحو : ظن قائمٌ الرجلَ .
3 ـ وإذا كان الفعل من باب اختار ففي تقديم مفعوله الثاني قولان هما :
أ ـ تعيين تقديم الأول ، وقال به أبو حيان وعليه الجمهور ، وهو ما تعدى إليه بنفسه .
ب ـ امتناع تقديم الثاني ، فلا يجوز نحو : اختير محمدٌ الطلابَ .
4 ـ أما القول في تقديم غير المفعول به مع وجوده ليحل محل الفاعل ففيه أقوال أيضا :
أ ـ يمتنع تقديم غير المفعول به إذا كان موجودا لأنه شريك الفاعل ، وقال بهذا الرأي البصريون .
ب ـ والكوفيون والأخفش ، وابن مالك لم يمنعوا التقديم لوروده في قراءة أبي جعفر لالاّية{ ليُجْزى أقواما بما كانوا يكسِبون }1 .
وقراءة عاصم لالاّية: { نُجِّى المؤمنين }2 .
       ولو ولدت فقيرة جرو كلب    لَسسُبَّ بذلك الجروِ الكلابا
وكان حق الشاعر أن يسند الفعل ( سب ) إلى الكلاب ، لأنه يتعدى إليه بغير حرف الجر ، ولكنه قدم المعمول الثاني للفعل المتعدى إليه بالخرف وهو " بذلك " ، وقد عد صحاب كتاب لباب الإعراب هذا البيت من الشواذ ، وقال عنه ابن جني في خصائصه إنه ضرورة من أقبح الضرورات (3) .
5 ـ إذا نصب الفعل أكثر من مفعول به كأن ينصب مفعولين أو ثلاثة أقيم الأول مقام الفاعل المحذوف على الوجه الصحيح ، أو أحدها كما أوضحنا آنفا ، وفي نصب المفاعيل الباقيه وجوه نذكرها .

أ ـ أن ناصب المفاعيل الباقية هو الفعل المبني للمجهول كما ذكر سيبويه وجمهور النحاة  .
ب ـ أن المفاعيل الباقية منصوبة على أصلها بفعل الفاعل عندما كان الفعل مبنيا للمعلوم ، وقال بهذا الرأي الزمخشري .
ج ـ وذهب الفراء وابن كيسان على أن هذه المفاعيل منصوبة بفعل مقدر .
أي : وقَبِل ، وأخذ .
د ـ وقال الزجاجي أنها انتصبت على أنها أخبار ما لم يسما فاعلها كما في : كان عليٌّ واقفا . 
6 ـ أما المفعول لأجله ففيه وجهان أيضا :
أ ـ لا يجوز نيابته عن الفاعل إذا كان منصوبا باتفاق جمهور النحويين .
ب ـ فإذا كان المفعول لأجله مجرورا بالحرف في قولا :
1 ـ لا يصح تقديمه لأن المجرور لا يقام ، ولأنه بيان لعلة الشيء ، وذلك لا يكون إلا بعد ثبوت الفعل بمرفوعه .
2 ـ قيل بجواز تقديمه بناء على جواز إقامة المجرور .
7 ـ كما لا يجوز إقامة التمييز مقام الفاعل المحذوف ، وقد جوزه الكسائي ، وهشام . فيقال في نحو : امتلأت الدار رجالا .
اُمْتُلِئ رجال ٌ .
ومجمل القول كما ذكر أبو حيان :
لا يقام في هذا الباب مفعول له (لأجله ) ، ولا مفعول معه ، ولا حال ، ولا تمييز ، لأنها لا يتسع فيها بخلاف المصدر .
  



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمع مذكر ومؤنث سالم

جمع المذكر السالم       تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . الاّية : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . الاّية : { هم فيها خالدون }4 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }. ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . الاّية : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . وم...

توكيد

5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . { لبثنا يوما أو بعض يوم } . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب .         كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية      لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ...

حال

ـ البدل  تعريفه :        تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .     أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين . أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :      هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . { مفازا حدائق وأعنابا } . و{ اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } . قول :       ...