الأسماء
الستة
هي : أب ، أخ ، حم ، فم ، هن ، ذو .
ولكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف
ينبغي أضافتها لغير ياء المتكلم .
نقول : أبوك ، أخوك ، حموك ، فوك ، هنوك
، ذو علم .
نحو : وصل أبوك من السفر . وصافحت حماك
. والتقيت بذي فضل .
14 ـ ومنه : { وأبونا شيخ كبير }1 .
شروط إعراب الأسماء السابقة بالحروف :
لكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف
يشترط فيها الآتي :
1 ـ أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم ،
فإن قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة .
نحو : هذا أبٌ حليم . ورأيت أخًا كريما
، وجلست مع حمٍ رحيم .
: { وله أخ أو أخت }4 .
وإن
أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء .
نحو : أبي رجل فاضل . وأقدر أخي الأكبر
. وسلمت على حمي .
و : { واغفر لأبي إنه كان من الضالين }4
.
2 ـ
أن تكون مفردة ، غير مثناة ، ولا مجموعة .
فإن ثنيت أعربت إعراب المثنى . نحو :
أبواك يعطفان عليك . وأخواك محبوبان .
: { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين }5 .
وإن
جمعت جمع تكسير أعربت إعرابه بالحركات الظاهرة .
مثال الرفع : الإخوان كثيرون لكن
الأوفياء قليلون .
: { أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا }7 .
ومثال
النصب : نوقر آباءنا .
: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا
إخوانكم أولياء }9
ومثال
الجر : اعطفوا على آبائكم .
: { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين }11 .
وإن
جمعت جمع مذكر سالما أعربت إعرابه .
نحو : جاء ذوو الفضل .
28 ـ ومنه : { وآتى المال على حبه ذوي القربى }1 .
3 ـ
أن تكون مكبرة . فإن صغرت أعربت بالحركات الظاهرة .
نحو : هذا أخيٌّ . وصافحت حميّا . وسلم
على أبيّ .
4 ـ
ويشترط في كلمة " فوك " إضافة إلى الشروط السابقة أن تخلو من الميم ،
فإن اتصلت
بها الميم أعربت بالحركات الظاهرة .
نحو : فمك نظيف . واغسل فمك . ولا تنم
وبقايا الحلوى في فمك .
إعراب
الأسماء الستة :
المشهور في إعراب الأسماء الستة أنها
ترفع بالواو .
نحو : أبوك فاضل . : { اذهب أنت وأخوك بآياتي }2 .
وتنصب
بالألف . نحو : إن أخاك متفوق .
ومنه
: { وجاءوا أباهم عشاء يبكون }4 .
وتجر
بالياء . نحو : سلمت على حمي .
ومنه
: { وإذ قال إبراهيم لأبيه }6 .
غير أن كثير من النحويين يذكرون أن في
إعراب الأسماء الستة لغات هي : ـ
1 ـ الإعراب بالحروف كما ذكرنا آنفا .
2 ـ أن تلزم الألف مطلقا ، وتعرب بحركات
مقدرة ، كإعراب الاسم المقصور .
نحو
: جاء أباك . فأباك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
ورأيت أباك . فأباك مفعول به منصوب
بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر .
ومررت بأباك . فأباك اسم مجرور وعلامة
جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر .
3 ـ أن يحذف منها الحرف الثالث ، وهو
حرف العلة ، كما في كلمة " أبوك " فتصبح " أبك " ، وتعرب
بحركات ظاهرة . وأكثر ما يكون في كلمة : أب ، وأخ ، وحم ،
وهن . نحو : جاء أبُكَ . ورأيت أبَك .
وسلمت على أبِك .
4 ـ أما ذو وفو ففيهما لغة واحدة وهي
الإعراب بالحروف .
نحو : جاء ذو الفضل . وفوك نظيف .
29 ـ ومنه : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }1 .
و : { وآت ذا القربى حقه }2 .
5 ـ
وفي " هن " لغتان
.
أ ـ
حذف حرف العلة وإعرابه بالحركات الظاهرة على آخره ، وهو الأفصح .
نحو : هذا هنٌ . ورأت هنًا . وعجبت من
هنٍ .
ب ـ
الإتمام وهو الإبقاء على حرف العلة ، وإعرابه بالحروف ، وهو قليل .
نحو : هذا هنوك . واستر هناك . وعجبت من
هنيك .
فوائد
وتنبيهات :
1 ـ
الأفصح في لفظ " هن " بتخفيف النون ، أو تشديدها إذا كان مضافا حذف
الواو منه ،
ويعرب بالحركات على النون رفعا ونصبا وجرا .
نحو : هذا هنُ محمد . ورأيت هنَ محمد .
ودهشت من هنِ محمد .
ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-
" من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهنِ أبيه ولا تكْنوا " .
الشاهد في الحديث قوله : بهن أبيه ،
فعندما أضيفت كلمة " هن " إلى ما بعدها ، حذفت منها الواو ، وأعربت بالكسرة
الظاهرة .
ويجوز في " هن " الإتمام لكنه
قليل جدا .
نحو : هذا هنوك . ورأيت هناك . وعجبت من
هنيك .
2 ـ
من المتفق عليه عند النحويين ، أن الأسماء الستة ترفع بالحروف نيابة عن الحركات ،
غير أن مذهب سيبويه والفارسي ، وجمهور من البصريين هو إعراب تلك الأسماء بالحركات
المقدرة ، ففي حلة الرفع تقدر الضمة على الواو ، وفي النصب تكون الفتحة مقدرة على
الألف ، وفي الجر تكون الكسرة مقدرة على الياء . نحو : سافر أبوك .
فأبوك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الواو .
ورأيت أخاك . أخاك مفعول به منصوب
بالفتحة المقدرة على الألف .
ومررت بحميك . حميك اسم مجرور بكسرة مقدرة
على الياء .
3 ـ
ومن النحويين من ألزم الأسماء الستة الألف وأعربها بحركات مقدرة عليه .
نحو : جاء أبا محمد . فأبا فاعل مرفوع
بالضمة المقدرة على الألف .
وصافحت أبا محمد . فأبا مفعول به منصوب
بالفتحة المقدرة على الألف .
وسافرت مع أبا محمد . فأبا مضاف إليه
مجرور بالكسرة المقدرة على الألف .
2 ـ ومنه قول الشاعر :
إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها
الشاهد قوله : وأبا أباها ، حيث وقعت
أباها الثانية مضافا إليه ، وحقه أن يجر بالياء على المشهور ، غير أن الشاعر ألزم
الأسماء الستة الألف ، وأعربها بالحركات المقدرة
4 ـ يشترط في ذو خاصة ، أن تكون بمعنى
صاحب .
نحو : جاء ذو فضل . أي : صاحب فضل . وهي
بذلك تختلف عن " ذو " الطائية التي لا تكون بمعنى صاحب ، بل هي بمعنى
الذي ، وتلزم آخرها الواو رفعا ونصبا وجرا . نحو : زارني ذو أكرمته .
ورأيت ذو أحسن إليّ , وسلمت على ذو جاءني .
ومنه قول سحيم الفقعسي :
فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم
ما كفانيا
الشاهد قوله : من ذو ، حيث جاء ذو بمعنى
الذي ، وجرت بكسرة مقدرة على الواو ، والتقدير : من الذي .
أدوات
الشرط الجازمة
هو الربط بين حدثين يتوقف
ثانيهما على الأول .
نحو : إن
تدرس جيدا تنجح في الامتحان .
ومنه : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم }1 .
تركيب جملة
الشرط :
كما هو واضح من التعريف السابق أن جملة
الشرط تتكون من جملتين صغيرتين ، تسمى الأولى جملة فعل الشرط ، وتسمى الثانية جملة
جواب الشرط وجزائه . فالنجاح في المثال الأول مرتبط بالدراسة الجيدة ، ومتوقف
عليها ، فإذا تمت الدراسة الجيدة حصل النجاح ، وكذلك العكس ، فإن لم تتم الدراسة
الجيدة لم يحصل النجاح .
وأدوات الشرط هي العاملة في فعلي الشرط ، وجوابه لفظا ، ومحلا إذا كان الفعلين
مضارعين ، أو محلا فقط إذا كان الفعلين غير مضارعين . كما تربط بين معنى جملتي
الشرط لتجعل منهما جملة واحدة تسمى تلك الجملة مع الأداة جملة الشرط ، أو أسلوب الشرط .
ومما سبق
يتضح أن جملة الشرط تتكون من أداة الشرط ، وفعل الشرط ، وجواب الشرط وجزائه .
أقسام
أدوات الشرط ومعانيها :
1 ـ أدوات شرط جازمة .
2 ـ أدوات شرط غير جازمة ، سنقوم بدراستها مع أساليب
النحو ( أسلوب الشرط ) .
ــــــــــــــــ
أدوات الشرط الجازمة لفعلين :
تنقسم أدوات الشرط الجازمة إلى : حروف الشرط ، وأسماء الشرط .
أ ـ حرفا الشرط هما : إنْ ، وإذما .
ونحو :
إذما تجتهد تنل جائزة .
إذما : حرف
شرط مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .
تجتهد :
فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ،
تقديره : أنت ، تنل : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره : أنت .
وتفصيل
القول في الحرفين السابقين كالتالي :
أولا ـ إنْ : حرف شرط جازم ، يفيد
تعليق الشرط بالجواب فقط .
و : { إن
يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد }5 .
ولحرف
الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي :
1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في "
إن " الشرطية أن تجزم فعلين
لفظا ، أو محلا ، يسمى الأول فعل الشرط ، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه
قد يأتي بعدها اسم ، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعل المذكور .
نحو : إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه .
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب
.
محمد :
فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير : إن تأخر محمد فعاقبه .
ومنه : إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما
ترك }1 .
و : { وإن
أحد من المشركين استجارك }2 .
2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها ، فتدغم
فيها النون .
نحو :
إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة .
إمَّا :
أصلها : إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل
لهما من الإعراب .
180 ـ
ومنه : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ
فاستعذ بالله }3 .
3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية
التي لا عمل لها ، فتدغم
" لا " في " النون " . نحو : إلا تحضر الامتحان ترسب .
إلا :
أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ،
وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب .
ثانيا ـ إذما : حرف شرط جازم ، وهي في الأصل " إذ
" الظرفية الدالة على الزمن
الماضي ، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت ، ونقلت عن دلالة
الزمن الماضي إلى المستقبل ، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف
الواحد الذي لا يتجزأ ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن
إضافتها إلى الجملة مطلقا ، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين ، وبمنزلة "
إنما " .
نحو : إذ
ما تكتم الأسرار يتق الناس بك .
وقد أجاز
الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما " ، كما أجاز ذلك
في " حيث " ، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا ، فإنه يمكن الاستشهاد
عليه
ب : ( وإذ اعتزلتموهم
وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف }3 .
فيكون فعل
الشرط في " فاعتزلتموهم " ،
وجوابه " فأوا " ، والله أعلم .
ب ـ أسماء الشرط :
أما أسماء
الشرط فهي : من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ، كيفما ، أي .
وهي كلها
مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد ، وسنوضح ذلك بالتفصيل
في موضعه .
1 ـ من : اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه
بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة .
2 ـ ما : اسم شرط لغير العاقل ، لكونه
يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعل من شيء يعلمه
الله .
3 ـ مهما : اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات
واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله
لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم .
183 ـ و :{
وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }9 .
4 ـ متى : اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ،
والشرط بزمن واحد . نحو : متى
تخلص في عملك تنل رضى الله .
5 ـ أيان : اسم شرط للزمان المستقبل .
نحو : أيان
تطع الله يساعدك . أيان تأتي تلق ما يسرك .
6 ـ أنّى : اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب
بمكان واحد .
نحو : أنّى
تدع الله تجده سميعا ،
أنّى : اسم
شرط جازم لفعلين ، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده
" .
تدع : فعل
الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت .
الله : لفظ
الجلالة مفعول به .
تجده :
جواب الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والضمير
المتصل في محل نصب مفعول به أول .
سميعا :
مفعول به ثاني .
7 ـ أين : اسم شرط للمكان .
نحو : أين
تسقط الأمطار تخضر المراعي .
أين : اسم
شرط جازم ، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية .
تسقط : فعل
الشرط مجزوم بالسكون .
الأمطار :
فاعل مرفوع بالضمة .
تخضر :
جواب الشرط مجزوم بالسكون .
المراعي :
فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
ويكثر
اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة
الواحدة .
و : {
أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا }2 .
8 ـ حيثما : اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقم يقد لك
الله نجاحا .
وحيثما
تذهب تجد أصدقاء .
ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ
" ما " الزائدة ، ويكونان كالكلمة الواحدة ، وبدون " ما " تكون " حيث
" ظرفا مكانيا غير جازم .
9 ـ كيفما : اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن
تقترن بـ " ما "
الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما " وبدنها
تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية ، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في
اللفط والمعنى .
نحو :
كيفما تعامل الناس يعاملوك . وكيفما تكن الأمة يكن الولاة .
9 ـ أي : اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء
المفردة .
نحو : أيُّ
مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر .
: { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }6 .
أولا ـ إنْ ، وإذما :
حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب .
: { قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه
الله } .
و : { إن
تأمنه بقنطار يؤده إليك } . ونحو : إذ ما تفعل يعلمه الله .
ثانيا ـ من ، وما ، ومهما : أسماء شرط مبنية ، كل منها
في محل :
1 ـ رفع مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط
متعديا ، واستوفى مفعوله .
: { من يعمل سوءا يجز به }.
( ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم } .
{ ما أصابك
من حسنة فمن الله } .
( وقالوا
مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ).
فمن ، وما ، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ ، وجملة الشرط وجوابه في
محل رفع خبر .
أو كان فعل
الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول .
نحو : من
يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع .
: { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } . { من كفر فعليه كفره }.
فـ " من " في المثالين
والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة ، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر
.
أو كان فعل
الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره .
: { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا
}
{ من كان عدوا
لجبريل فإنه نزله على قلبك }
{ من كان يريد
تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }
{ وما كان لله
فهو يصل إلى شركائهم }.
فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع
مبتدأ ، لأن فعل الشرط كان
الناقصة وقد استوفى اسمه ، وخبره .
2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به ،
إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : من تجامل أجامله . وما
تزرع اليوم تحصد غدا .
ومهما تفعل
يعلمه الله .
: { من يهد الله فهو المهتدي }{ من يضلل الله
فلا هادي له }
{ ما ننسخ من
آية أو ننسها نأت بأحسن منها }.
: { ما قطعتم
من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة ، والآيات
السابقة جاء كل منها في محل نصب
مفعول به ، لأن أفعال الشرط متعدية ، ولم تستوف مفاعيلها .
3 ـ وتأتي
في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا ، ولم يستوف خبره .
نحو : مهما
يكن عملك فأنت ملوم .
فـ "
مهما " في محل نصب خبر يكن .
4 ـ تأتي " ما ، ومهما " في محل نصب مفعول
مطلق ، إذا دلتا على حدث .
نحو : مهما
تسر فلن تبلغ المكان بسهولة .
والتقدير :
أي سير تسر .
ثالثا ـ متى وأيان : اسمان مبنيان ، الأول على السكون ،
والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط .
نحو : متى
تأتينا نستقبلك . وأيان تطع الله يساعدك .
متى : اسم
شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط .
رابعا ـ أنَّى ، وأين وأينما ، وحيثما : وتعرب أسماء
مبنية ، أنى مبنية على السكون
وأين ،
وأينما ،
وحيثما مبنيات على الفتح ، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط . و" ما
" في أينما ، وحثما زائدة .
نحو : أين
تسافر يسهل الله أمرك . وأينما تقم تجد أصدقاء .
ونحو : أنى
تدع الله تره سميعا . وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا .
: {أينما يوجّهّه لا يأت بخير } . { أينما ثقفوا
أخذوا وقتلوا } .
{ وحيثما كنتم
فولوا وجوهكم شطره } .
خامسا ـ كيفما : اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب
حال من فاعل فعل الشرط و "
ما " زائدة . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك .
فـ "
كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر "
أنت " ، لأن فعل الشرط تام .
وتأتي خبرا
في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا .
نحو :
كيفما يكن المرء يكن قرينه .
سادسا ـ أي : اسم شرط معرب ، لإضافتها إلى الاسم المفرد
، وتعرب حسب موقعها من الجملة
على النحو التالي :
1 ـ
مبتدأ ، إذا كان فعل لشرط متعديا ، واستوفى مفعوله .
نحو : أيُّ
مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك .
2 ـ وتأتي
مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به .
نحو : أيُّ
طالب يجتهد يتفوق في الامتحان .
3 ـ وتعرب
مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله .
نحو : أيَّ
كتاب تقرأ تستفد منه .
ومنه : { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }4 .
4 ـ وتعرب
حالا من فاعل فعل الشرط . نحو : أيا تجلس أجلس بجوارك .
فـ "
أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس " .
وكون
" أي " تضاف إلى الأسماء المفردة ، فهي تضاف إلى العاقل .
ــــــــــــــــ
نحو : أي
طالب يجتهد يتفوق .
وتضاف إلى
غير العاقل . نحو : أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك .
وتضاف إلى
المصدر ، فتعرب مفعولا مطلقا .
نحو : أي
ادخار تدخره يدعم مستقبلك .
وتضاف إلى
الزمان ، أو المكان ، فتعرب مفعولا فيه .
نحو : أي
ساعة تحضر تجدني في انتظارك .
ونحو : أي
بلد تسافر تجد أصدقاء .
جواز ووجوب
الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ
جواز حذف فعل الشرط :
يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية :
1 ـ إذا
وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية .
نحو : قل
خيرا وإلا فاصمت .
والتقدير :
قل خيرا وإن لا تقل فاصمت .
ومنه قول
الشاعر :
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
والتقدير :
وإن لا تطلقها يعل ... إلخ .
2 ـ يجوز
حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل ، والدليل هو سياق الآيات الكريمة . ك : {
فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم }1 .
والتقدير :
إن افتخرتم ( أو ما في معناه ) بقتلهم فلم تقتلوهم ، وقوله : " ولكن الله
قتلهم
" يستدل به على المحذوف .
و : { قل
إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } 1 .
فالجواب
في السابقة : يحببكم الله ، وحذف الشرط مع
الأداة ، والتقدير : فإن تتبعوني . والدليل قوله : " فاتبعوني "
المذكورة في .
3 ـ ويجوز
حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ لا النافية .
نحو : من
أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه . والتقدير : ومن لا يكرمك فدعه .
ثانيا ـ جواز حذف جواب الشرط .
يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه .
: { فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما
في السماء فأتيهم بآية } . والتقدير : فابتغ ، أو افعل .
ومنه : { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }
الجواب
محذوف ، والتقدير : لارتعدتم .
وقد دل
عليه : لترون الجحيم .
و : {
أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }.
حذف جواب
الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من
: { ولو
كنتم في بروج مشيدة } .
والتقدير :
يدركم الموت ، ودل عليه جواب الشرط في قوله { أينما تكونوا يدركم الموت } .
فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من
لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من
عليه .
تعليقات
إرسال تعليق