العامل في التمييز الملحوظ :
هناك رأيان
في نوع العامل في التمييز الملحوظ :
* الرأي
الأول وهو الأرجح يرى أن العامل فيه هو نفس العامل الذي تضمنته الجملة .
* والرأي
الثاني يقول : إن العامل فيه هو الجملة نفسها .
ثانيا ـ تمييز ذات أو مفرد ، ويسمى التمييز الملفوظ .
وهو الاسم
النكرة الذي يذكر لبيان اسم قبله ، وينقسم إلى أربعة أنواع :
1 ـ تمييز العدد ، نحو : اشتريت خمس كراسات ، وعندي خمسة
عشر كتاباً ،
141 ـ : { إني رأيت أحد عشر كوكباً }3 .
2 ـ تمييز المقادير ، وينقسم إلى ثلاثة أنواع :
* تمييز
وزن ، نحو : أعارني جاري رطلا زيتاً ، واشتريت كيلا عنباً .
* كيل ،
نحو : بعت صاعا قمحاً ، وعندي أردب ذرةً .
* مساحة ،
نحو : أملك فدانا أرضاً ، وابتعت مترا صوفاً .
3 ـ
التمييز الواقع بعد شبه تلك المقادير ، نحو : عندي وعاء سمناً ،
وما في
السماء موضع راحة سحاباً .
: { ومن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره }1 .
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن كلمة " وعاء " ليست مما يكال به ، وإنما هو
شبيه بالكيل ، ومثله كلمة " راحة " فليست من المساحة في شيء ، ولكنها
تشبهها ، وقس عليه.
4 ـ ما كان فرعا للتمييز ، وهو كل اسم تفرع عن الأصل ،
نحو : أملك خاتما فضةً ،
ولبيتنا باب حديداً ، وهذا النوع من التمييز يجوز فيه الجر أيضا ، فنقول : أملك
خاتم فضة ، أو من فضة ، ولبيتنا باب حديد ، أو باب من حديد .
العامل في
التمييز الملفوظ هو المميز بلا خلاف .
ملاحظة
1 ـ يراعى
في الاسم الواقع بعد اسم التفضيل وجوب النصب على التمييز ، إن لم يكن من جنس ما
قبله ، لكونه فاعلا في المعنى ، نحو : محمد أسمى خلقاً ، وعلي
أكبر قدراً
، فالتمييز " خلقا ، وقدرا " في المثالين السابقين ونظائرها ، يصلح جعله
فاعلا في المعنى بعد تحويل اسم التفضيل فعلا ، والتقدير : محمد سمى خلقه ، وعلي
كبر قدره .
فإن كان التمييز من جنس ما قبله أو بعضا من جنس ما قبله ، أي لم يكن فاعلا في
المعنى ، بحيث يصح وضع لفظ " بعض " مكانه ، وجب جره بالإضافة إلى أفعل ،
نحو : أنت أكرم جارٍ ، وأخي أفضل معلمٍ ، فيصح أن نقول : أنت بعض الجيران ، أخي لا
يجوز تقديم التمييز على عامله المميَّز إن كان ذاتا ، فلا يجوز في قولهم : عشرون
درهماً ، أن نقول : درهما عشرون ، ولا في مثل قولهم : رطل عسلا ، أن نقول : عسلا
رطل .
ولا يجوز تقديمه على عامله إن كان فعلا جامدا ، نحو : ما أكرمه رجلا ! فلا يجوز أن
نقول : رجلا ما أكرمه ، ونحو : نعم محمد صديقا ، فلا نقول : صديقا نعم محمد ، ولكن
يجوز توسطه بين العامل ومرفوعه إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : طاب نفساً محمد
، وعظم خلقاً خليل .
بل وجوز
بعض النحاة تقديمه على عامله إذا كان فعلا متصرفا {1} ،
نحو : نفسا
طاب محمد ، وشيبا اشتعل الرأس ،
82 ـ قول الشاعر المخبل السعدي ، وقيل لغيره :
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها ؟ وما كان نفسا بالفراق تطيب
3 ـ الأصل
في التمييز أن يكون جامدا ، ويجوز فيه أن يأتي مشتقا ، وذلك إذا كان
وصفا ناب
عن موصوفه ، نحو : لله درك عالماً ، ولله دره فارساً ، وأصل الكلام : لله درك رجلا
عالما ،
ولله دره رجلا فارسا .
4 ـ الأصل
في التمييز أن يكون نكرة ، ويجوز فيه أن يأتي معرفة لفظا ، ولكنه يؤول بمعنى
النكرة ،
نحو : طبت النفس ، والتقدير : طبت نفسا .
143 ـ : { إلا من سفه نفسه }2 .
و: { وكم أهلكنا
من قرية بطرت معيشتها }3 .
83 ـ قول الشاعر رشيد بن شهاب اليشكري :
رأيتك لما أن عــرفت وجـوهنا صددت وطبت النفس يا قيس عن
عمرو
5 ـ قد
يأتي التمييز للتأكيد ، لا لإزالة الإبهام ، نحو : أملك من المجلدات خمسين
مجلدا ، { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا }4 .
"
فمجلدا ، وشهرا " كل منها جاء تمييزا الغرض منه التوكيد ، وليس إزالة الإبهام
،
والتغلبيون بئس الفحل فحلهُمُ فحلا ، وأمهُمُ زلاّء منطيق
5 ـ لا
يكون التمييز إلاّ اسما صريحا ، ولا يجيء جملة ، ولا شبه جملة .
6 ـ لا
يجوز تعدد التمييز ، فلا يصح أن نقول : عندي رطل خلا زيتا .
7 ـ في مثل
قولهم : امتلأ الأناء ماء ، " فماء " تمييز ، وهو مميز للشيء الذي
ملأ الإناء . ومثله قولهم : يالك رجلا ! ويالها مدينة !
تمييز العدد
ينقسم تمييز العدد إلى قسمين :
1 ـ تمييز العدد الصريح . 2 ـ تمييز كنايات العدد .
تمييز
العدد الصريح هو ما جاء ليصف اسما قبله بلفظه الصريح ،
نحو :
اشتريت خمسة كتبٍ .
أما تمييز كنايات العدد ، هو ما جاء للتعبير عن شيء معين بلفظ غير صريح
للدلالة عليه ، ومن ألفاظ كنايات العدد : " كم "
الاستفهامية ، والخبرية ، و كأيٍّ أو كأين ، وكذا ، وكيت ، وذيت ، وبضع ، ونيف .
أولا تمييز العدد الصريح :
تذكيره
وتأنيثه :
لابد للعدد
أن يذكر ويؤنت وفقا لتذكير التمييز وتأنيثه ، وذلك حسب المكونات العددية الآتية :
1 ـ العددان : واحد واثنان ، يذكران مع المذكر ، ويؤنثان
مع المؤنث .
نحو : جاء
رجل واحد ، وجاء رجلان اثنان ، ووصلت امرأة واحدة ،
ووصلت
امرأتان اثنتان . ويكون هذا في العدد المفرد ، كما في الأمثلة السابقة ، وفى العدد
المركب ، نحو : سافر أحد عشر رجلا ، وحضر الحفل إحدى عشرة
فتاة ،
وحضر إلى المدرسة واحد وعشرون طالبا ، وحضرت إلى المدرسة إحدى وثلاثون طالبة.
: { أحد عشر كوكبا }1 ، و: { اثنا عشر شهرا }2 ،
و{ اثنتا
عشر عينا }1 ، و{ اثني عشر نقيبا }2 ،
و{ اثنتي
عشرة أسباطا }3 .
2 ـ
الأعداد من ثلاثة إلى تسعة ، يخالف العدد المعدود ، فهي تذكر مع المعدود المؤنث ،
وتؤنث مع المعدود المذكر .
نحو : أكلت
ثلاثة تفاحاتٍ ، وعندي تسع كراساتٍ .
ونحو :
أمضيت في المدينة خمسة أيامٍ ، وأرسلت أربعة خطاباتٍ .
* وإذا كان
العدد مركبا خالف الجزء الأول من العدد المعدود تذكيرا وتأنيثا وطابقه الجزء
الثاني .
نحو : حضر
ثلاث عشرة طالبة ، وسافر تسعة عشر طالبا .
* وإذا كان
العدد معطوفا خالف الجزء الأول المعدود وبقى لفظ العقد على حاله ، لأن صورته
لا تتغير .
نحو : ذهب في الرحلة أربع وخمسون طالبةً ،
ونحو :
وتغيب عن الحفل الختامي ستة وأربعون طالباً .
3 ـ العدد
عشرة : يخالف العدد عشرة إذا كان مفردا معدوده تذكيرا وتأنيثا .
نحو : غادر
مقر الاجتماع عشرة رجال ، وحضر الحفل عشر نساء .
* أما إذا
كانت مركبة فتوافق المعدود كما ذكرنا ، نحو : اشتريت خمسة عشر
قلماً ،
وقرأت أربع عشرة سورة .
4 ـ ألفاظ
العقود : وهي عشرون وثلاثون إلى تسعين ، وكذلك المائة والألف ، لا تتغير صورتها مع
المعدود ، فتبقى كما هي تذكيرا وتأنيثا .
نحو : في
مكتبتنا تسعون مجلداً ، وفى مكتبتنا عشرون صحيفةً .
ونحو :
اشترك في المهرجان مئة طالب ، واشترك في المهرجان مئة طالبة .
ونحو : في
المكتبة ألف كتاب ، وفى الحديقة ألف شجرة .
صياغة العدد على وزن " فاعل " :
* يصاغ
العدد على وزن فاعل للدلالة على الترتيب ، من اثنين وعشرة وما بينهما ، ويسمى
العدد الوصفي ، ويكون نعتا لمعدوده ، ويطابقه في التذكير والتأنيث ، والتعريف
والتنكير ، والإعراب .
نحو : فاز
محمد بالمركز الثاني ، وفازت فاطمة بالمرتبة الثانية ،
ونال أخى
الترتيب الخامس ، وقرأت المتسابقة السورة العاشرة .
* أما
العدد " واحد وواحدة " فيعدل عنهما بالأول للمذكر والأولى للمؤنث .
نحو : فاز
صديقي بالمركز الأول ، وفازت عائشة بالمرتبة الأولى .
* وإذا كان
العدد " واحد وواحدة " مركبا أو معطوفا فلا يعدل بهما .
نحو : قرأت
الفصل الحادي عشر ، وقرأت الآية الحادية عشرة من سورة البقرة .
وانقضى
اليوم الحادي والعشرين من الشهر ، وهلت علينا الليلة الحادية والعشرون .
* وإذا كان
العدد مركبا أو معطوفا صيغ الجزء الأول فقط على وزن فاعل ، ويبنى المركب منه على
فتح الجزأين . نحو: ولد الرسول الكريم في اليوم الثاني عشر من
شهر ربيع
الأول . نحو : سافر الفوج الثاني عشر والثالث عشر من حجاج البحر .
وقرأت
القصيدة الثانية عشرة ، والتاسعة عشرة من ديوان المتنبي .
* ويكون
معربا فيما عدا ذلك .
نحو:
انتهيت إلى الحزب الثاني والعشرين من القرآن الكريم .
وقرأ
المتسابق الآية السابعة والستين من سورة الأعراف .
تعريف العدد وتنكيره :
يأتي العدد
نكرة كما مثلنا سابقا ، ويأتي معرفا بأل في المواضع التالية :
1 ـ إذا
كان العدد مركبا تدخل أل على الجزء الأول منه .
نحو : وصل
الثلاثة عشر لاعبا الذين شاركوا في مباراة الأمس .
2 ـ إذا
كان العدد معطوفا تدخل أل على المعطوف والمعطوف عليه .
نحو :
اشترك في الرحلة الخمسة والأربعون طالبا .
3 ـ إذا
كان العدد مضافا ، تدخل أل على المضاف إليه .
نحو : تفوق
في المسابقة خمسة الطلاب الأوائل .
4 ـ إذا
كان العدد من ألفاظ العقود تدخل أل عليه .
نحو : قرأت
العشرين آية المقررة في المسابقة .
قراءة
العدد :
إذا أردنا
قراءة الأعداد أو كتابتها ، يجوز لنا أن نبدأ بالمرتبة الصغرى ، أو الكبرى
في الأعداد
التي تزيد عن المائة والألف ومضاعفاتهما .
فلو أردنا
قراءة العدد " 135 " كتاب أو صحيفة ، أو كتابته ، فإنه يكون على النحو
الآتي : في
المكتبة خمسة وثلاثون ومائة كتابٍ . وفي المكتبة خمس وثلاثون ومائة
صحيفة ،
ويصح أن نقول : في المكتبة مائة وخمسة وثلاثون كتاباً .
وفى
المكتبة مائة وخمس وثلاثون صحيفةً .
والعدد
" 1654 " ريال أو رسالة ، يقرأ ويكتب هكذا :
سحبت من
البنك أربعة وخمسين وستمائة وألف ريالٍ .
وسحبت من
البنك ألفا وستمائة وأربعة وخمسين ريالاً .
وصل البريد
أربع وخمسون وستمائة وألف رسالةٍ .
ووصل
البريد ألف وستمائة وأربع وخمسون رسالةً .
والعدد
" 1537624 " كتاب .
طبعت
الوزارة أربعة وعشرين وستمائة وسبعة وثلاثين وخمسمائة ألف ومليون
كتاب ،
وطبعت الوزارة مليونا وخمسمائة وسبعة وثلاثين ألفا وستمائة وأربعة وعشرين كتاباً .
تنبيه :
يكون
التمييز تابعا لآخر رقم تنتهي به القراءة أو الكتابة .
حالات إعراب تمييز العدد :
1 ـ العدد
من ثلاثة إلى عشرة يكون تمييزه جمعا مجرورا هذا على المشهور والصحيح أن يعرب
المعدود في هذا المقام مضافا إليه .
نحو : معي
ثلاثة أقلامٍ ، وفى الحقيبة عشر كراساتٍ .
2 ـ العدد
من أحد عشر إلى تسع وتسعين يكون تمييزه مفردا منصوبا .
نحو : سافر
أحد عشر حاجاً ،
{ إني رأيت أحد عشر كوكباً }1 .
ونحو : في
الحديقة سبع وعشرون شجرةً ،
{ هذا أخي له تسع وتسعون نعجةً }2 .
3 ـ العدد
مئة وألف ومضاعفاتها يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة أيضا .
نحو :
يرتاد المكتبة مئة طالبٍ ، وفي المزرعة مئة شجرةٍ .
ونحو : في
المكتبة خمسة آلاف كتابٍ ، ووصل إلى مكة ألف حاجةٍ .
حالات إعراب العدد :
1 ـ
العددان واحد واثنان لايأتيان إلا بعد المعدود ويعربان صفة له .
نحو : وصل
رجلٌ واحدٌ ، وفاز طالبان اثنان . وغالبا لايستعملهما العرب ، ويكتفون
بذكر
المعدود مفردا أو مثنى للدلالة عليهما . نحو : دخل القاعة رجلٌ ،
وغادرها
اثنان .
ــــــــــــــ
ولا يصح
تقديمهما على المعدود ، فلا نقول : وصل واحد رجل ، وقام اثنان رجلان .
2 ـ العدد
من ثلاثة إلى عشرة ، والمائة والألف تعرب حسب موقعها من الجملة ، فقد تعرب فاعلا ،
نحو : استشهد في المعركة أربعةُ جنود ، وحضر الحفل مائةُ زائر .
وقد تعرب
مفعولا به ، نحو : رأيت تسعَ سيارات تسير في قافلة .
أو مبتدأ ،
نحو : لدى ثلاثةُ أصدقاء .
{ في كل سنبلة مائة حبة }1
أو خبرا ،
نحو : هذه عشرةُ أقلام .
: { تلك عشرة كاملة }2 .
أو مضافا
إليه ، نحو: حان وصول خمسةِ لاعبين للاشتراك في المباراة ،
: { إطعام عشرةِ مساكين }3 .
3 ـ
الأعداد المركبة : تكون مبنية على فتح الجزأين ، نحو : وصل أحدَ عشرَ
زائراً ،
وسلمت على تسعةَ عشرَ ضيفا ، { عليها
تسعةَ عسرَ }4 .
ما عدا
العدد " اثنان " مفردا أو مركبا فإنه يعرب إعراب المثنى ، يرفع بالألف
وينصب ويجر
بالياء ،
نحو : اشترك طالبان اثنان في مسابقة القرآن الكريم ، وكرمت المدرسة فائزين اثنين ،
وأثنت المديرة على طالبتين اثنتين .
ونحو : {
إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا }5 ،
و: {
وبعثنا فيهم اثني عشر نقيبا}6 ،
ونحو :
مررت باثني عشر معلما .
4 ـ ألفاظ
العقود : تعرب حسب موقعها من الجملة ، إعراب الملحق بجمع المذكر السالم ، ترفع
بالواو نحو : حضر عشرون مدرسا ، وتنصب وتجر بالياء ، نحو :
ابتعت
ثلاثين كتاباً ،
: { إنها محرمة عليهم أربعين سنة }1 .
146 ـ و: {
واختار موسى قومه سبعين رجلا }2 .
و: { فتم ميقات
ربه أربعين ليلة }3 .
ونحو :
اشتريت ثوبا بأربعين ريالا .
5 ـ
الأعداد المعطوفة من واحد وعشرين إلى تسع وتسعين : يعرب العدد المعطوف إعراب ما
قبله رفعا ونصبا وجرا .
نحو : سافر
ثلاثة وعشرون مبتعثا ، وكرمت المدرسة أربعا وثلاثين طالبة ،
واطلعت في
المكتبة على سبعة وعشرين كتابا .
ملاحظة
1 ـ
لاستعمال العدد " 8 " عدة حالات .
أ ـ إذا
كان مفردا :
* إن كان
مضافا بقيت ياؤه ، نحو : جاء ثمانية رجال ، ورأيت ثماني نساء .
* إن عريَّ
عن الإضافة وكان المعدود مذكرا بقيت ياؤه مع تأنيثه ،
نحو : حضر
من الطلبة ثمانية ، وصافحت من المدرسين ثمانية .
* وإن
عريَّ عن الإضافة ، وكان المعدود مؤنثا ، عومل معاملة الاسم المنقوص
( تحذف
ياؤه في حالتي الرفع والجر ) .
نحو : حضر
من الطالبات ثمانٍ ، ومررت بثمانٍ ،
لها اثنان أربع حسان وأربع فتغرها ثمانُ
والنصب نحو
: اشتريت من الكراسات ثمانيا .
كما يجوز
منعه من الصرف ، نحو : غرست من الشجرات ثمانيَ .
ب ـ إن كان
العدد " 8 " ثمانية مركبا ، أو معطوفا فله عدة حالات أيضا .
* إن كان
معطوفا والمعدود مذكرا تفتح ياؤه ، نحو : اشتريت ثمانياً وعشرين كتابا.
* وتسكن
ياؤه إن كان مركبا والمعدود مؤنثا مرفوعا أو مجرورا .
الرفع نحو
: تخرج من الجامعة ثمانيْ عشرة طالبة .
والجر نحو
: التقت المديرة بثمانيْ عشرة معلمة .
* وتحذف
ياؤه مع كسر النون وفتحها في حالة النصب .
نحو : حفظت
ثمانَ عشرة آية ، وصافحت ثمانِ عشرة زائرة ،
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا وثمانَِ عشرة واثنتين وأربعا
2 ـ
الأعداد المفردة من ثلاثة إلى تسعة تخالف المعدود تذكيرا وتأنيثا ، كما ذكرنا ،
ومرد التذكير والتأنيث فيها إلى المفرد من لفظ المعدود .
نحو : هذه
خمسة خطابات .
فكلمة
" خطابات " جمع مؤنث سالم ، ومفردها " خطاب " ، وهو مفرد مذكر
، لذلك راعينا لفظ المفرد دون غيره ، فخالف العدد المعدود في التركيب السابق .
ونحو :
أمضيت في مكة المكرمة سبع ليال .
"
فليال " جمع " ليلة " ، وليلة مفرد مؤنث ، لذلك ذكّرنا العدد مع
جمعها ، على الرغم أنه يوحي بالتذكير . ونحو : أعطيت البائع تسعة دريهمات ،
وفي قريتنا
ثلاثة جبيلات .
: { يأكلهن سبع عجاف }1 .
2 ـ تمييز
الثلاثة إلى العشرة ، إن كان اسم جمع ، كقوم ، ورهط ، أو اسم جنس ، كشجر ، وتمر ،
وواحده شجرة ، وتمرة ، يجوز جره بمن ، نحو : جاء أربعة من
القوم ،
وأكلت خمسة من التمر ، { فخذ أربعة من
الطير }2 .
ويجوز جره
بالإضافة ، نحو { وكان في المدينة تسعة رهط }3 .
ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد جار الزمان على عيالي (4)
3 ـ
الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر ما عدا اثني عشر ، تعرب بالبناء على فتح
الجزأين ، وسبب بناء العجز تضمنه معنى حرف العطف .
نحو : جاء
خمسة عشر طالبا .
من هنا كان سبب إعراب صدر العدد " اثني عشر " وعدم بنائه مطلقا ، والسبب
فى ذلك وقوع العجز من الصدر موقع النون ، وما قبل النون يكون دائما محل إعراب لا
محل بناء ، والدليل على موقع العجز من الصدر في " اثني عشر " موقع النون
، عدم الإضافة كما هو الحال في قولنا : أحد عشرك ، وخمسة عشرك ، فلا تقول :
اثني عشرك
، لعدم الإضافة كما ذكرنا .
4 ـ يجوز
في الأعداد المركبة إضافتها إلى غير مميز ، نحو : هذه ثلاثة عشر
خالدٍ ، ما
عدا " اثني عشر " فإنه لا يضاف ، وإذا أضيف العدد المركب ، فالأكثر أن
يبقى الجزءان على بنائهما ، نحو : هذه ستةَ عشرَك ، بفتح الجزأين في جميع الحالات
، وقد يعرب العجز مع بقاء الصدر على بنائه ، نحو : هذه خمسة عشرِك ، بجعل
عشر مضافا إليه لخمسة .
5 ـ يعطف
على ألفاظ العقود كلمة " نيِّف " وهى كناية عن عدد مبهم من واحد
إلى
تسعة ،
وتكون بلفظ المذكر دائما . نحو : وصل عشرون متسابقا ونيف .
6 ـ
العددان "1 ، 2 " واحد واثنان لا يضافان إلى مفرد مطلقا ، فلا
نقول : واحد رجلٍ ، أو واحدة بنتٍ .
* كما
يستعمل العدد " 1 " واحد مع العشرة بصيغة أحد ، وإحدى فقط .
نحو : أحد
عشر ، وإحدى عشرة .
* أما
العدد " 2 " اثنان فيستعمل مع العشرة بالتوافق ، مؤنث مع المؤنث ، ومذكر
مع المذكر . نحو : اثنا عشر ، واثنتا عشرة .
* ومع
ألفاظ العقود يستعمل كل من العددين " 1 " ، و" 2 " واحد ،
واثنين ، معطوفا عليه .
نحو : واحد
وعشرون ، أو الحادي والعشرون ، بوجوب التعريف إذا كان لفظ العقد معرفا ، ويصح
التنكير في العددين ، نحو : حادي وعشرون .
ونحو :
واحدة وعشرون ، والحادية والعشرون ، وحادية وعشرون .
وكذا مع
العدد " 2 " اثنين ، نحو : اثنان وعشرون ، أو اثنتان وعشرون ، أو ثنتان
وعشرون .
8 ـ إذا
قصد من الوصف بعض عدده أضيف إليه ، نحو : كان محمد ثاني اثنين ،
وإبراهيم
رابع أربعة .
147 ـ : { إذ أخرجه الذين كفروا ثانيَ اثنين }1 .
و: { لقد
كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثةٍ }2 .
9 ـ أن
الوصف العددي لا يصاغ من ألفاظ العدد ، وإنما صياغته من الثّلْث ،
والرَّبع ،
والعَشر . . . الخ .
10 ـ يجوز
صياغة الوصف من العدد المعطوف عليه لفظ عقدي .
نحو : هذا
ثالث ثلاثة وعشرين ، وذاك خامس خمسة وثلاثين ،
وذلك
بإضافة " ثلاثة وعشرين " إلى الوصف " ثالث " ، وقس عليه
المثال الثاني .
11 ـ يجب
عطف ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين ، على اسم الفاعل العددي بحالتيه ، نحو
: جاء الطالب الخامس والعشرون ، وكافأت الطالب الخامس
والعشرين ،
ونحو : فازت الطالبة الحادية والعشرون .
وفى تلك
الأحوال لا يجوز حذف واو العطف ، إذ لا يجوز القول :
جاء الطالب
الحادي العشرون ، أو جاء خامس عشرون ،
كما هو
الحال في قولنا : الحادي عشر ، والرابع عشر .
12 ـ إذا
تأخر العدد عن المعدود جاز فيه التذكير والتأنيث .
نحو : جاء
رجال ثلاثة ، وجاء رجال ثلاث .
واتباع
الأحكام التي سبق ذكرها حسب قواعد العدد أفضل .
فالأحسن أن
نقول : جاء رجال خمسة ، وكرمت المعلمة طالبات خمسا.
13 ـ إذا
أضيف العدد المفرد فيه ثلاثة أوجه :
* إدخال
" أل " التعريف على المضاف إليه ، وهذا أفضل وجه ،
نحو : جاء
خمسة الرجال ، وكافأت ثلاث الطالبات .
* إدخال
" أل " التعريف على العدد والمعدود معا ، أي على المضاف والمضاف
إليه ، نحو
: وصل الأربعة الفائزون ، والتقيت بالخمس الفائزات .
* إدخال
" أل " التعريف على المضاف دون المضاف إليه ،
نحو : جاء
التسعة لاعبين ، وشاهدت الثلاث مباريات .
14 ـ أما
إذا كان العدد مركبا فالأفضل إدخال " أل " التعريف على الجزء
الأول
منه ، نحو
: غادر القاعة السبعة عشر رجلا ، وحضر الاجتماع الخمس عشرة معلمة .
15 ـ إذا
كان العدد من ألفاظ العقود دخلت " أل " التعريف عليه مطلقا .
نحو : سافر
الثمانون حاجا ، وأثمرت العشرون شجرة .
16 ـ في
حالة العطف على ألفاظ العقود ، تدخل " أل " على المعطوف
والمعطوف عليه ، نحو : قدم الخمسة والتسعون حاجا ، وغادرت الخمس
والسبعون حاجة .
17 ـ يتفق
الحال والتمييز في عدة أمور هي :
الاسمية ،
والتنكير ، والفضلة ، والنصب ، وإزالة الإبهام .
فكل منهما
فضلة منصوب رافع للإبهام .
18 ـ
ويفترقان في عدة أمور هي :
* يجيء
الحال جملة ، أو شبه جملة ، ولا يكون التمييز إلا اسما مفردا .
* الحال قد
يتوقف عليه معنى الكلام .
نحو : {
وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين }1 .
والتمييز
ليس كذلك .
* الحال
مبينة للهيئات ، والتمييز مبين للذوات والنسب .
* تتقدم
الحال على عاملها إذا كان فعلا متصرفا ، أو وصفا شبيها بالفعل ، ولا يجوز تقديم
التمييز على عاملها في الرأي الصحيح .
* يجوز
تعدد الحال ، ولا يجوز تعدد التمييز .
* حق الحال
الاشتقاق ، وحق التمييز الجمود ، وقد يتعاكسان ، فتأتي الحال جامدة ،
نحو : جئت
ركضا .
{ يأتينك
سعيا }2 .
ويأتي
التمييز مشتقا :
نحو :
" لله دره فارسا " ، لذلك يجوز جر التمييز المشتق " بمن " لتفريقها
عن الحال
فنقول :
" لله دره من فارس " .
* تأتى
الحال مؤكدة لعاملها ، والتمييز خلاف ذلك .
* تتضمن
الحال معنى " في " ، وتتضمن التمييز معنى " من " .
19 ـ لا
يجوز الفصل بين العدد وتمييزه ، إلا في الضرورة الشعرية ، فلا يجوز أن نقول :
شاهدت ثلاثة عشر يتدربون لاعبا .
20 ـ لا
فرق في التذكير ، والتأنيث بين أن يكون العدد مقدما ، أو مؤخرا ،
نحو :
زارني ثلاثة رجال وخمس نساء ، أو : زارني رجال ثلاثة ونساء خمس .
التوابع
أولا : العطف
1 ـ عطف
النسق
تابع يتوسط بينه وبين متبوعه حرف من حروف العطف .
نحو : حضر
خالد وأحمد .
أحمد معطوف
على خالد بحرف العطف وهو " الواو " .
ولا يتبع
المعطوف المعطوف عليه إلا في الإعراب .
أحرف العطف
:
الواو ، الفاء ، ثم ، حتى ، أم
، أو ، لا ، بل ، ولكن .
أقسام أحرف
العطف :
1 ـ ما يشرك المعطوف مع المعطوف إليه حكما ولفظا وهي :
الواو ،
والفاء ن وثم ، وحتى .
نحو : أكل
يوسف ومحمد الطعام .
نلاحظ أن
الواو في المثال السابق عطفت محمد على يوسف ، وأشركتهما في الحكم واللفظ ، بمعنى
أن الاثنين قد اشتركا في الأكل والإعراب .
2 ـ ما تشرك المعطوف مع المعطوف عليه لفظا فقط وهي :
أم ، وأو ،
ولا ، وبل ، وإما ، ولكن .
نحو : أكلت
خبزا لا أرزا . وما جاءني عليّ بل محمود .
فالرغبة
هنا ثابتة لأحدهما ومنفية عن الآخر .
معاني حروف العطف :
1 ـ الواو : لمطلق الجمع دون التقيد بترتيب .
نحو : فاز
خالد ومحمد .
نلاحظ من
المثال السابق أن العطف بالواو أفاد مطلق الجمع ، لأنها دلت على أن العامل وهو
" المجيء " قد وقع على المعطوف والمعطوف عليه في آن واحد ، وقد تحتمل
الترتيب ، وقد تحتمل الترتيب كما في :
الاّية{ إذا
زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها }
وقد يفهم
من العطف بالواو عكس الترتيب كمخبرا عن منكري البعث :
{ ما هي
إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا }
ولو كانت
الواو في الآية السابقة للترتيب ، لكان ذلك اعترافا من منكري البعث بالحياة بعد
الموت .
2 ـ الفاء : تفيد العطف مع الترتيب والتعقيب . أي العطف
بلا مهلة أو تراخ .
نحو : دخل
المعلم فالطالب .
أفادت
الفاء أن دخول الطالب جاء بعد دخول المعلم مباشرة وبلا مهلة أي بدون تعقيب .
وإذا قلت :
دخلت جدة فمكة .
فمن
المتعارف عليه أن القادم من جهة البحر ، لا بد أن يدخل مكة بعد دخوله جدة ،
متأخرا عما جرت عليه العادة من استغراق الوقت ، فيكون ذلك تراخيا ، وفي هذه الحالة
تكون الفاء للترتيب والتراخي ، وقد يكون المعطوف سببا في المعطوف عليه ، أو نتيجته
، كقول الشاعر :
قضى بيننا مروان أمس قضية فما زادنا مروان إلا
تنائيا
فجملة : ما
زادنا ، معطوفة على جملة قضى ، وهي نتيجة عنها .
وقد تفيد
الفاء معنى التسبب ، وفي هذه الحالة يعطف بها جملة على جملة .
نحو : زنى
فرُجِم ، وسرق فقُطِع .
{ فتلقى
آدم من ربه كلمات فتاب عليه }
3 ـ ثم : تفيد العطف مع الترتيب والتراخي ، أي بمهلة .
نحو : درست
النحو ثم الأدب . وحضر الطالب ثم والده .
نلاحظ أن
المعطوف وهو " الأدب " وقع بعد المعطوف عليه بترتيب وتراخ ، أو مهلة ،
بمعنى أن الدراسة للنحو والأدب تمت في آن واحد ، ولكن أحدهما وهو المعطوف عليه قد
تمت دراسته أولا ، ثم تلاه بعد فترة دراسة المعطوف .
{ والله
خلقكم من تراب ثم من نطفة }
أي كان
الخلق أولا لآدم من التراب ، وهو المعطوف عليه ، ثم لبني آدم من النطفة ، وهو
المعطوف ، وقد تأخر خلق بني آدم عن أبيهم . والله أعلم .
4 ـ حتى : تفيد الغاية والتدريج .
نحو : أكلت
السمكة حتى رأسها . ومات الناس حتى الأنبياء .
فحتى هنا
تفيد نهاية الشيء بعد تدريجه إلى أن يصل إلى منتهاه ، فعندما قلنا : أكلت السمكة
حتى رأسها ، أي : أنني تدرجت في أكلها حتى وصلت إلى رأسها فأكلته ، وفي هذه الحالة
تكون حتى حرف عطف ، والمعنى : أكلت السمكة ورأسها .
لذلك يجب
أن يكون المعطوف جزاء من المعطوف عليه .
أما إذا صح أن نضع في موضعها حرف الجر " إلى " فهي عندئذ حرف جر ليس غير
. نحو : قرأت الصحيفة حتى الصفحة الأخيرة .
أي : قرأت
الصحيفة إلى الصفحة الأخيرة .
وقد تأني " حتى " حرف ابتداء ، وما بعدها جملة مستأنفة .
فما زالت القتلى تمج دماؤها بدجلة حتى ماءُ دجلة
أشكلُ
فحتى في
البيت السابق حرف ابتداء ، وماء مبتدأ ، ودجلة مضاف إليه ، وأشكل خبر ، والجملة
الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
وتدخل حتى
على الأفعال الماضية والمضارعة ، وفي هذه الحالة ينصب الفعل بعدها
بـ "
أن " المصدرية . نحو : عاقبت الكاذب حتى يقول الصدق .
فيقول فعل
مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد حتى .
وتدخل على
الأفعال الماضية ، 108 ـ كقول الشاعر :
" هجرت حتى قيل لا يعرف الهوى "
والتقدير :
حتى أن قيل .
تعليقات
إرسال تعليق