تذكير الاسم وتأنيثه .
ينقسم الاسم من حيث النوع إلى قسمين : مذكر ،
ومؤنث .
1 ـ الاسم المذكر : ما دخل في
جنس الذكور ، وليس له علامة معينة ، وإنما نتعرف عليه من خلال المعنى ، ومضمون
الكلام ، والإشارة إليه بقولنا " هذا " .
نحو : هذا رجل كريم .
ب ـ المذكر المجازي : هو ما
دل على جماد ، ويعامل معاملة المذكر الحقيقي من الناس ، والحيوان ، والطير .
مثل : قمر ، وحجر ، وليل ،
ومنزل ، وجدار ، وشارع ، وسوق ، وإبريق .
ونتعرف عليه باسم الإشارة
المذكر نحو : هذا قمر منير .
غير أن هذه الأسماء مذكرة تذكيرا مجازيا لدلالتها على جماد ، ولا مؤنث لها من جنسها
، إذ الأصل في المذكر الحقيقي أن يكون له مؤنث من جنسه .
مثل : رجل ، ومؤنثه : امرأة .
ومحمد مؤنثه : فاطمة .
وثور مؤنثه : بقرة . وجمل
مؤنثه : ناقة . وديك مؤنثه : دجاجة .
لكن هناك بعض الأسماء المذكرة
لا مؤنث لها ، أو لا يجوز تأنيثها ، نذكر منها : الأشاجع ، والبطن ، والألف من
العدد ، والناب من الأسنان ، والثدي ، والضرس ، والقليب ، والقميص ،
والخُزر ( ذكر الأرانب ) ، والعقرُبان ( ذكر العقرب ) ، والأفعُوان ( ذكر الأفعى )
، والشهور كلها مذكرة إلا جمادى (1).
2 ـ الاسم المؤنث : هو ما دل
على أنثى ضد الذكر حقيقة ، أو مجازا .
أ ـ المؤنث الحقيقي : هو ما
دل على الأنثى من الناس ، أو الحيوان ، أو الطير ، وهو كل ما يلد ، أو يبيض مما
خلق الله إلا ما شذ منها .
نحو : فاطمة ، وخديجة ، وناقة
، ونعجة ، ودجاجة ، وحدأة .
ونقصد بالشاذ الأسماء التي
يستوي فيها التأنيث والتذكير ، ويكثر ذلك في أسماء
الحيوان والطير . نحو : أرنب
، وضبع ، وفرس ، وأفعى ، وعنكبوت ، وصقر .
إذ غالبا ما تطلق الأسماء
السابقة وما شابهها على المذكر ، والمؤنث من أجناسها .
ب ـ المؤنث المجازي : هي
أسماء الجمادات التي تعامل معاملة الأنثى ، أي : كل ما لا يبيض ، أو يلد من
المخلوقات . مثل : أرض ، وشمس
، وعين ، وسماء .
ويمكن التعرف على الأسماء
المؤنثة تأنيثا مجازيا بإعادة الضمير عليها مؤنثا .
نحو : الشمس أشرقت .
1 ـ مؤنث لفظي : هو كل اسم
مذكر لحقته إحدى علامات التأنيث .
مثل : طلحة ، ومعاوية ،
وعبيدة ، وزكريا .
2 ـ مؤنث معنوي : كل اسم دل
على مؤنث حقيقي ولم تلحقه علامة من علامات التأنيث . مثل : مريم ، وسعاد ، وهند ،
وزينب .
3 ـ مؤنث معنوي لفظي : هو ما
دل على مؤنث حقيقي ، واتصلت بع إحدى علامات التأنيث ، كالتاء ، أو الألف بنوعيها .
مثل : فاطمة ، وخديجة ، وعائشة
، وليلى ، وسلمى ، وصحراء ، وأسماء .
2 ـ هناك ألفاظ يستوي فيها
التذكير والتأنيث منها :
سكين ، طريق ، سوق ، بلد ،
عنق ، إبط ، بسر ، تَمر ، ثّمَر ، لسان ، جراد ،
حمام ، سلطان ، سبيل ، سلاح ،
شعير ، صاع .
1 ـ لقد ذكر ابن جني بعض
الأسماء المؤنثة التي لا يجوز تذكيرها نورد منها :
العين ، الأذن ، الكبد ،
الكرش ، الفخذ ، الساق ، العقب ، العضُد ، الخنصر ،
3 ـ هناك أيضا علامات لفظية
إذا لحقت الاسم دلت على تأنيثه تأنيثا حقيقيا ، وميزته عن المذكر ، كالتاء
المربوطة في آخر الاسم المؤنث المعنوي، والصفة المؤنثة . مثل : فاطمة ، وخديجة ،
وباسمة ، وجميلة ، وخادمة ، ومعلمة .
فالتاء المربوطة في أواخر
الكلمات السابقة دلالة لفظية على تأنيث الأسماء ، والصفات السابقة ، والقطع
بتأنيثها تأنيثا حقيقيا .
4 ـ ولكن هذه التاء التي
اتخذتها اللغة سمة أساسية للدلالة على التأنيث الحقيقي ، قد خرجت عن نطاق ما خصصت
له ، فنراها تلحق بعض الأسماء المذكرة .
مثل : طلحة ، وعبيدة ، وأسامة
، ومعاوية ، وحمزة .
وقد لحقت أيضا بعض الحروف .
مثل : ثَمة ، وثُمة ، وربة .
ولكنها لم تكسبها التأنيث
المعنوي ، وإنما أكسبتها تأنيثا لفظيا فقط . أي أنها مؤنثة في اللفظ لا في المعنى
، وهذا ما يعرف بالتأنيث اللفظي .
5 ـ كما لحقت التاء المربوطة بعض أسماء الجنس ، لتمييز المفرد عن الجمع
الجنسي . مثل ، حمامة ، وثَمَرة ، وتَمْرة ، ونعامة ، ودجاجة ، وشجرة ، وخمرة .
لتميزها عن جمعها وهو : حمام ، وثمار ، وتمر ، ونعام ، ودجاج ، وشجر ، وخمر
.
7 ـ كما تأتي التاء لتمييز
بعض الجموع من أسماء الجنس . مثل : فتية ، وأديرة ، وقردة . من
: فتى ، ودير ، وقرد .
8 ـ وتكون التاء للتعويض كما في تلامذة ، وزنادقة ، وأبالسة .
9 ـ وتكون بدلا من ياء النسب
كما في : مغاربة ، ودماشقة .
10 ـ وتأتي لتحديد اسم المرة
، واسم الهيئة . مثل : ضَرْبة ، وركلة ، وأكلة ، بفتح فاء الكلمة على زنة "
فَعلة " ، وبكسرها في اسم الهيئة على زنة " فِعلة " . مثل : جِلسة الأمير
، وقِفزة النمر ، ومِشية المختال .
فالتاء في " ضَربة
" حددت اسم المرة ، وفي " جِلسة " حددت اسم الهيئة .
11 ـ وتأتي التاء عوضا عن فاء الكلمة المحذوفة . نحو : عِدة من وعد ، وصلة
من وصل ، وجدة من وجد ، وزنة من وزن ، وهبة من وهب .
أو عينها . نحو : أهان إهانة
، وأعان إعانة ، وأدان إدانة ، وأقام إقامة .
أو لامها . نحو : لغة من لغو
.
12 ـ من العلامات اللفظية لتأنيث الاسم المؤنث الحقيقي ، أو الصفة ، الألف
المقصورة والممدودة الدالة على التأنيث . مثل : ليلى ، ونعمى ، وذكرى
، وسلمى ، وعصا . ولا تكون الألف المقصورة للتأنيث إذا كانت غير لازمة
" غير أصلية " مثل : أرطى ، ومعزى . فالألف
ومثال الألف الممدودة : صحراء
، ونجلاء ، وبيداء ، وحمراء . ويشترط فيها أن تكون زائدة دالة على التأنيث ، وأن
تكون رابعة في الكلمة ، وبعدها همزة .
13 ـ هناك صفات لإناث تستغني فيها اللغة عن علامة التأنيث المميزة ، وتكتفي
بدلالة معناها على الأنوثة . منها : حامل ، ومرضع ، وعاقر ، وطالق .
نقول : امرأة حامل . وأم مرضع
، وزوجة عاقر ، وامرأة طالق .
14 ـ ومن الصفات ما يستوي فيها المذكر والمؤنث ، كبعض المشتقات التي لا
تدخلها تاء التأنيث . مثل : صبور ، وعجوز ، وغيور ، وشكور .
نقول : امرأة صبور ، ورجل
صبور . وهذه عجوز ، وهذا عجوز .
وفتاة غيور ، وفتى غيور .
15 ـ من الصفات التي لا تلحقها التاء للتفريق بين المذكر والمؤنث ، ما كان على وزن "
مِفعال " للمبالغة . مثل : معطاء ، وملحاح ، ومفضال .
نقول : امرأة معطاء ، ورجل معطاء .
وامرأة ملحاح ، ورجل ملحاح . أي كثير
الطلب .
وامرأة مفضال ، ورجل مفضال .
16 ـ
ومن الصفات المشتركة بين التأنيث والتذكير ما كان على وزن " مفعيل " .
نحو : امرأة منطيق ، ورجل منطيق .
18 ـ خلاصة القول في تاء التأنيث
المربوطة أنها تدخل على أكثر الأسماء المشتقة . كعالم ، وعالمة ،
وكاتب وكاتبة ، وشاعر وشاعرة ، وقائل وقائلة ، ومحبوب ومحبوبة ، وميسور وميسورة .
ولا تدخل على الأسماء الجامدة . كرجل ،
وفرس ، وأسد ، وحمد ، وغلام .
19 ـ تتشابه ألف التأنيث الممدودة مع
ألف الإلحاق ، وللتفريق بينهما أن ألف الإلحاق تنون ، وتلحقها تاء التأنيث . كما
أوضحنا سابقا .
تعليقات
إرسال تعليق