أسلوب الشرط
أدوات الشرط غير الجازمة
تطلق تسمية أدوات الشرط غير الجازمة على تلك الأدوات الشرطية التي لا تؤثر جزما
على الفعل المضارع ، إلا أن المعنى التعليقي موجود في هذه الأدوات .
الاّية : {
إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } : { ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم
ردت إليهم } : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }
أنواعها :
ـ
تنقسم أدوات الشرط غير الجازمة إلى نوعين :
1 ـ أدوات
شرط امتناعية . 2 ـ أدوات شرط غير امتناعية .
أولا ـ أدوات الشرط الامتناعية وهي : ـ
لو ، لولا ، لوما .
* لو : حرف شرط غير جازم يربط بين جملتي الشرط ، والجواب
، ويفيد امتناع لامتناع . أي :
امتناع الجواب لامتناع الشرط.
نحو : لو
درست جيدا لنجحت في الامتحان . ولو بكرت في الحضور ما عاقبناك .
الاّية : {
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا } : { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا
في الأرض }: { لو شاء ربك لأنزل ملائكة
وتأتي
" لو " الشرطية بمعنى " إن " الشرطية ، ولكنها غير جازمة ،
فيليها فعل مضارع دال على الاستقبال .
كالاّية :
{ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية }
أو ماض
فتصرفه إلى الاستقبال .
الاّية : {
وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين }
ــ الأصل
في لو الشرطية أن يأتي بعدها فعل ، غير أنه قد يليها اسم فيكون فاعلا لفعل محذوف .
نحو : لو محمد سيسافر لأخبرتك .
أما إذا
وليها ضمير فيعرب توكيدا للفاعل المستتر في الفعل المحذوف الذي يفسره ما بعده لأن
ضمير المخاطب لا يجوز إظهاره .
الاّية : {
لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي }
وفي مجيء
الاسم بعد لو خلاف ، لأن بعض النحويين يقول لا يلي " لو " الشرطية إلا
فعل ظاهر.
ــ وقد
تأتي " أن " المشبهة بالفعل بعد " لو " وللنحاة في إعرابها
وجوه .
أعربها
سيبويه : في محل رفع مبتدأ حذف خبره .
الاّية : {
ولو أنهم صبروا }: { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام }
* لولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود
الشرط .
أي : امتناع لوجود ، وهي مركبة من
" لو " و " لا " الزائدة ، ويليها دائما اسم مرفوع يعرب
مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا ، ويقترن جوابها باللام كثيرا إذا كان ماضيا مثبتا ،
ويتجرد منها إذا كان منفيا .
نحو : لولا
الله لوقع حادث أليم ، و: لولا والدك ما حضرت .
الاّية : {
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }:
* لوما ـ حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود
الشرط .
أي : امتناع لوجود ، وهي مركبة من
" لو " ، و " ما " الزائدة .
نحو : لوما
الكتابة لضاع معظم العلوم . ونحو : لوما الشوق لم أكتب إليك .
ثانيا ــ أدوات الشرط غير الامتناعية :
وأدوات الشرط غير الجازمة الامتناعية هي : ـ
إذا ،
أمَّا ، لمَّا ، كلَّما . وإليكها بالتفصيل .
* إذا : أداة شرط غير جازمة لما يستقبل من الزمان ، تفيد
الربط بين جملة الشرط ، وجوابه
، ولا يليها إلا الفعل ظاهرا ، أو مقدرا .
فمثال مجيء
الفعل بعدها ظاهرا قولهم : إذا حضر الماء بطل التيمم .
الاّية : {
إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور } : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك
لرسول }: { إذا رأيتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } 1 .
ومثال
مجيئه مقدرا :
قول
:
إذا المرء لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال
باقيا
يجيء الفعل
بعد إذا مقدرا يلها اسم ظاهر ، أو ضمير ، كما في الأبيات السابقة ، وعندئذ
يعرب الاسم ، أو الضمير فاعلا لفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر ، وقد استحسن النحاة
هذا الوجه . وقد أجاز سيبويه إعراب الاسم ، أو الضمير الواقع بعد " إذا
" مبتدأ ، إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش ، وابن مالك وقوع المبتدأ بعدها
بلا شرط .
* أمَّا : أداة شرط غير جازمة ، تفيد تفصيل الجمل
وتوكيدها ، وتطلب جوابا لنيابتها
عن أداة الشرط " مهما " وفعلها ، وتلزم الفاء جوابها ، ولا يليها إلا
الاسم سواء أكان مبتدأ ، نحو : أما عليٌّ فمجتد ، وأما أحمدُ فمؤدب .
الاّية : {
وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر }
ــ أو خبرا نحو : أمَّا حاضر فمحمد .
ــ أو مفعولا به تقدم على فعله . نحو : أما المجتهد
فيكافأ ، وأما ألمهمل فيعاقب .
الاّية : {
فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر }
ــ أو جارا ومجرورا . نحو : أما لفعل الخير فنعم ، وأما
لغيره فلا أفعل .
الاّية : {
وأما بنعمة ربك فحدث }
* لمَّا : أداة شرط غير جازمة تفيد التعليق ، وتختص
بالدخول على الأفعال الماضية ،
مبنية على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى " حين " .
نحو : لما
حضرت والدي الوفاة أوصاني بتقوى الله .
الاّية : {
فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه }
* كلما : أداة شرط غير جازمة ، مركبة من " كل
" ، و " ما " المصدرية ، نائبة عن الظرف الزماني في محل نصب ، تفيد التكرار ، ولا
يليها إلا الماضي شرطا وجوابا ، والعامل فيها جوابها .
نحو : كلما
سألني المعلم أجبته على سؤاله .
ومنه
الاّية : { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها }
جواز ووجوب
الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ
جواز حذف فعل الشرط :
يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية : ـ
1 ـ إذا
وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية .
نحو : قل
خيرا وإلا فاصمت .
والتقدير :
قل خيرا وإن لا تقل فاصمت .
ومنه
قول :
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
والتقدير :
وإن لا تطلقها يعل ... إلخ .
2 ـ يجوز
حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل ، والدليل هو سياق الآيات الكريمة .
كالاّية : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم }
والتقدير :
إن افتخرتم ( أو ما في معناه ) بقتلهم فلم تقتلوهم ، وقوله : " ولكن الله
قتلهم " يستدل به على المحذوف .
والاّية :
{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }
فالجواب في
الآية السابقة : يحببكم الله ، وحذف الشرط مع الأداة ، والتقدير : فإن تتبعوني .
والدليل قوله : " فاتبعوني " المذكورة في الآية .
3 ـ ويجوز
حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ " لا "
النافية .
نحو : من
أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه . والتقدير : ومن لا يكرمك فدعه .
ثانيا ــ جواز حذف جواب الشرط .
يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه .
نحو الاّية
:
{ فإن
استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية }
والتقدير :
فابتغ ، أو افعل .
ومنه
الاّية : { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }
الجواب
محذوف ، والتقدير : لارتعدتم . وقد دل عليه الاّية : لترون الجحيم .
والاّية :
{ أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }
حذف جواب
الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية وهو قوله : { ولو كنتم في
بروج مشيدة } .
والتقدير :
يدركم الموت ، ودل عليه جواب الشرط في : الاّية : { أينما تكونوا يدركم الموت } .
فكان حذف
جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية
عليه .
ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط :
يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية : ـ
1 ـ إذا
كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف .
نحو : أنت
ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد .
التقدير :
إن كتبت الدرس فأنت مجتهد .
فوجب حذف
جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه ، ولكونه جاء سابقا لفعل
الشرط الدال على الزمن الماضي .
2 ـ إذا
تقدم جواب الشرط قسم دال عليه .
نحو الاّية
:
{ ولئن
اتببعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين }.
تم حذف
جواب الشرط من الآية ، لأن القسم أحق بالجواب منه ، فالقسم إذا سبق الشرط كان
الجواب له دون الشرط ، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق ، والتكذيب ، في حين
جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق ، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب . والتقدير : إن
اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين . فيكون حينئذ الجواب
للشرط .
والدليل
على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط ، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم
الموطئة له ، والتقدير : والله لئن اتبعت ... الآية .
3 ـ يجب
حذف جواب الشرط ، إذا كان فعل الشرط ماضيا ، وتقدم ما يدل على الجواب المحذوف .
نحو : أنت تستحق الجائزة إن تفوقت .
والتقدير :
إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة .
فحذف
الجواب لوجود القرينة الدالة عليه ، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن .
ومنه قول
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم ...
الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أ رأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني
خطاياي ؟ فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت
صابر محتسب مقبل غير مدبر " . والتقدير : أكفر عنك خطاياك .
* جواز حذف
فعل الشرط وجواب الشرط معا : ـ
يجوز حذف
فعل الشرط وجوابه معا ، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل .
نحو : من
ساعدك فساعده وإلا فلا . فقد حذف فعل الشرط وجوابه .
والتقدير :
وإن لم يساعدك فلا تساعده .
ومنه قول
الشاعر :
قالت بنات العم يا سلمى وإن كانــــ فقيرا معدما ، قالت : وإن
الشاهد
قوله : وإن كان فقيرا معدما ارتضي به . فانحذف الفعل والجواب معا .
* اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة : ــ
1 ـ إذا
تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة ، فالجواب للشرط من باب أولى ، وهذا هو الصحيح
. نحو : إن تحضر إلينا ـ والله ـ نكرمك .
فالجواب :
نكرمك ، يكون للشرط مجزوما .
2 ـ ويكون
الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم ، ولكن تقدم عليها مبتدأ ، يكون الشرط والقسم خبرا
له . نحو : أنت والله إن تجتهد تتفوق .
فالجواب :
تتفوق ، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه ، والدليل على مجيئه جوابا للشرط
جزمه بأداة الشرط ، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ "
أنت " على القسم والشرط ، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر .
ومنه :
العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية .
3 ـ إذا
تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان
الجواب للقسم . نحو : والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله .
الجواب :
لتنجحن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل اتصال الفعل بلام القسم ، وتوكيده
بالنون ، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما .
ومنه
الاّية : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن }.
الجواب :
ليخرجن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل : اتصاله بلام القسم ، وتوكيده
بالنون .
والاّية :
{ قال تالله إن كدت لَتُردِين }: { وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم } .
والاّية :
{ قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين }
اقتران جواب الشرط بالفاء
لا بد أن
يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما : فعل الشرط ، وجواب الشرط ، ولكل
منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية ، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون
فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط .
وهذه الصور
هي :
1 ـ قد
يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا .
نحو : من
يدرس ينجح .
ومنه
الاّية : { ومن يغلل يأت بما غل }
2 ـ وقد
يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا .
نحو الاّية
: { لو نشأ لجعلناه حطاما }
3 ـ قد
يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا .
نحو : إن
ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم .
ومنه
الاّية : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } .
4 ـ وقد
يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا .
نحو :
حيثما أقمت تجد أصدقاء .
ومنه
الاّية : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } .
يتضح من
هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه ، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد
جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا
للشرط ، للأسباب الآتية : ـ
1 ـ إنها
أفعال مشتقة غير جامدة .
2 ـ لم تكن
أفعالا طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .
3 ـ لم تكن
أفعالا منفية بما ، أو لن .
4 ـ لم تكن
أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ،
ولن .
5 ــ لم
تكن جملا اسمية .
وبعد هذه
التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس ، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد
أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما
لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون
جوابا
للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي
لم يرد ذكرها في لقائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في
محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط
بين الشرط وجوابه .
وإليك أخي
الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء : ـ
1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط
جملة اسمية .
نحو : إن
تدرس فالنجاح حليفك .
ومنه
الاّية : { من يهد الله فهو المهتدي }.
والاّية :
{ من جاء بالحسنة فله خير منها } .
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد ، والفعل
الجامد هو ما كان دائما على
صورة الماضي ، فلا يؤخذ منه مضارع ، ولا أمر ، ومنه : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس .
نحو : إن تحضر فنعم بحضورك .
3 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ،
أو استفهاما .
نحو : متى
تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر .
ونحو : إن ترد
الأجر فلا تهمل العمل .
ونحو :
أيان نزرك فهل تكن موجودا ؟
ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له
نجاحا .
ومنه
الاّية : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } .
ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا .
ومنه
الاّية : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } .
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ "
ما ، أو لن ، أو لا " .
نحو : من
يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل .
ومنه
الاّية : { إن توليتم فما سألتكم من أجر }.
ونحو : من
يعتذر فلن نقبل عذره .
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو
السين ، أو سوف " .
نحو : من
يتفوق فقد يفوز بالجائزة .
ومنه
الاّية : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }13 .
ومثال
السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله .
ومنه
الاّية : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } .
ومثال سوف
: متى تفز فسوف تنال جائزة .
ومنه
الاّية : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله } .
فوائد وتنبيهات : ـ
1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن
تكون غير ذلك .
نحو : من
يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ .
أما جملة
جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح
أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها
في محل جزم جواب الشرط ،
2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة
الشرط لا يقع عليه مباشرة كما
هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي :
تكون جملة جواب الشرط في محل جزم .
3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون
بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز
فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب
على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة .
نحو : إن
تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك .
فيجوز
في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا .
ومنه
الاّية :
{ وإن تبدو
ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء }.
ومثال
العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم .
ويقال هذا
في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو :
من يجتهد فيسر به والداه ينجح .
أو : من
يجتهد ويسر به والداه ينجح .
فيجوز في
الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية
المضمرة
وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف .
4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل "
فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية : ـ
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية .
ب ـ ألا
تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل .
ومثال حلول
" إذا " الفجائية محل الفاء الاّية : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }.
ومنه
الاّية : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون } .
فجواب
الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ
المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء
" .
5 ـ تعرب
جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية ، في محل جر مضاف إليه . أما
جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب ، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم
بأداة الشرط .
6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما ، وبدون عاطف
للثاني على الأول ، فإن جواب
الشرط للأداة الأولى .
كالاّية :
( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )4 .
ومنه قول
الشاعر : بلا نسبة .
إن تستغيثوا بنا ، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها
كرم
فالجواب
" تجدوا " ، وهو جواب للشرط الأول : أن تستغيثوا ، لأنه صاحب الصدارة في
الكلام ، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني ، ولأن الشرط الثاني : إمَّا جاء به
الشاعر للتوكيد ، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر .
أما إذا
كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو " ، أو بـ " أو " ،
أو بـ " الفاء " كون القول كالتالي :
أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته ،
وكان حرف العطف هو " الواو
" ، يكون الجواب للفعلين معا ، لأن الواو تفيد الجمع .
نحو : من
يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر .
ب ـ إذا
كان العطف بينهما بـ " أو " ، الجواب لأحدهما ، لأن أو تفيد التخيير .
نحو : إن
تشترك في إعداد الصحيفة ، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة .
فالجواب :
تنل جائزة ، يكون لأي الفعلين شئت .
ج ـ وإذا
كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني ، لأن
الفاء تفيد مع العطف الترتيب .
نحو : متى
تبذل جهدك ، فإن تجتهد تنجح في الامتحان .
فالجواب :
تنجح ، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني ، لأن الفاء تفيد الترتيب .
7 ـ لقد
ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ "
ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا ، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ،
ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو
القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها " ما " أم لم تتصل
أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة .
أقوال
النحاة :
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط ، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله :
" والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه
البصريون إلا شذوذا " (1) .
ويقول
سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ
والمعنى . نحو : كيف تصنع أصنع .
تعليقات
إرسال تعليق