التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حرف الاستفهام


8
1 ـ حرفا الاستفهام ، وهما : هل ، والهمزة .
2 ـ أسماء الاستفهام ، وهي : بقية أدواته التي ذكرناها آنفا .
معاني أدوات الاستفهام وما يطلب بها :
* حرفا الاستفهام : هل ، والهمزة :
أ ـ هل : حرف استفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة ، لأن السائل يجهل العلم به .
نحو : هل فهمت الدرس ؟ هل عملت الواجب ؟ ومنه الاّية : { هل تعلم له سميا } : { فهل أنتم شاكرون }   : { وهل من شركائكم من يهدي }   { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا }: { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }  وقد وردت هل في كثير من الآيات القرآنية الكريمة ، ولكنها بمعنى " قد " . نحو الاّية : { هل أتاك حديث الغاشية }  ومعنى " هل " في الآية ( قد أتاك حديث الغاشية ): { هل أتى على الإنسان حين من الدهر }  : { هل أتاك حديث الجنود }
ب ـ الهمزة : يطلب بالاستفهام بها أحد أمرين :
1 ـ معرفة مضمون الجملة لأن السائل يجهله ، وهي مثل " هل " تماما .
نحو : أذهبت إلى مكة ؟ أحججت هذا العام ؟
الاّية : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم }  : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون } : { أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي }: { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون }
2 ـ يطلب بها التعيين ، إذا كان السائل يعرف مضمون الجملة . أي تعيين أحد أمرين ، أو شيئين أرادهما السائل في سؤاله . وفي هذه الحالة لا بد من استعمال " أم " العاطفة المعادلة .
نحو : أحضرت إلى المدرسة راكبا أم ماشيا ؟ أمحمدا صافحت أم عليا ؟
الاّية : { أالله أذن لكم أم على الله تفترون } : { أالذكرين حرم أم الأنثيين }
: { أفسخر هذا أم أنتم لا تبصرون } : { أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم }
9
أ ـ حرفا الشرط هما : إنْ ، وإذما .
ونحو : إذما تجتهد تنل جائزة .
إذما : حرف شرط مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .
تجتهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه  وجوبا ، تقديره : أنت ، تنل : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
وتفصيل القول في الحرفين السابقين كالتالي :
 أولا ـ إنْ : حرف شرط جازم ، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط . 
الاّية : { إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل }
والاّية : { إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد } 
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي :
1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن تجزم فعلين لفظا ، أو محلا ، يسمى الأول فعل الشرط ، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم ، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعل المذكور . نحو : إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه .
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
محمد : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير : إن تأخر محمد فعاقبه .
ومنه الاّية : إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك }.
والاّية : { وإن أحد من المشركين استجارك } .
2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها ، فتدغم فيها النون .
نحو : إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة .
إمَّا : أصلها : إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب .
الاّية : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }
والاّية : { فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما }
3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها ، فتدغم  " لا " في " النون " . نحو : إلا تحضر الامتحان ترسب .
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب .
الاّية : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } : { إلا تنصروه فقد نصره الله }
ثانيا ـ إذما : حرف شرط جازم ، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي ، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت ، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل ، وأصبحت  مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا ، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين ، وبمنزلة " إنما " .
نحو : إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك .
         وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر     به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما " ، كما أجاز ذلك في " حيث " ، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا ، فإنه يمكن الاستشهاد عليه
بالاّية : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف } .
فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم " ، وجوابه " فأوا " ، والله أعلم .
10
المنادى

تعريفه :
اسم ظاهر يطلب من قبل المتكلم بوساطة أحرف النداء .
نحو : يا محمد .
82 ـ ومنه { يا نوح اهبط بسلام }.
العامل في المنادى : يذكر أكثر النحاة المتقدمين أن جملة النداء جملة فعلية ، وجعلوا المنادى نوعا من المفعول به ، والعامل فيه محذوف تقديره : أنادي أو أدعو ، وبما أن الفعل محذوف وجوبا استغنوا عنه بأحد أحرف النداء ، نحو : يا إبراهيم ،
فالتقدير أنادى ، أو أدعو إبراهيم ، وهذا لا يخلو من التكلف ، فالفعل الذي يزعمه النحاة لا يظهر أبدا ، ولو ظهر لانتفى كون الجملة ندائية ، لأن الجملة الندائية جملة إنشائية طلبية ، وهذا الفعل يجعلها جملة خبرية محتملة للصدق والكذب معا .
والذي نراه مناسبا ويراه غيرنا من النحاة المحدثين أن حرف النداء هو العامل في المنادى ، ويكون المنادى منصوبا دائما لفظا أو محلا .

أحرف النداء وأقسامها :
أحرف النداء سبعة هي : يا ـ أيا ـ هيا ـ أي ـ الهمزة ـ وآ ـ وا .
وتنقسم أحرف النداء من حيث نوعية المنادى أقريبا كان أم بعيدا أم ندبة إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ أي والهمزة للمنادى القريب . نحو : أي أحمد ، آي محمد .
ولا فرق بين أي الممدودة الهمزة ، وأي المقصورة الهمزة “ بهمزة أو بمد “ .
وذكر الأشموني أن “ آي “ للمنادى البعيد .
ومثال الهمزة : أعلي ، آيوسف . ولا فرق أيضا بين المقصور منها أو الممدود .

2 ـ أيا ، وهيا ، ووآ للمنادى البعيد ، نحو : أيا عبدالله ، هيا فاطمة ، وآ محمود .
3 ـ وا : للندبة ، نحو : واصديقاه .
أما “ يا “ فهي أعم أحرف النداء السابقة ، وتدخل في كل نداء ، حتى في باب الندبة إذا أمن اللبس .
45 ـ كقول الشاعر :
      حملت أمرا عظيما فاصطبرت به    وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
والشاهد في البيت قوله : يا عمرا ، فالألف للندبة ، ذلك لأن المقام مقام رثاء ، والنداء في البيت للندبة غير ملتبس فيه ، حيث استعملت “ يا “ مكان “ وا “ التي للندبة لأمن اللبس .
كما لا يقدر في أحرف النداء إلا “ يا “ ، ولا ينادى لفظ الجلالة ، والمستغاث به ، وأي ، وأيَّت إلا بها .
المواضع التي يجب فيها ذكر حرف النداء :
قد يذكر حرف النداء في الجملة إذا شاء المتكلم  ، وقد لا تذكر .
83 ـ نحو { يوسف اعرض عن هذا }.
و{ ربنا لا تزغ قلوبنا } ، و{ ربنا عليك توكلنا } .
غير أن هناك مواضع يجب فيها ذكر حرف النداء هي :
1 ـ المندوب : نحو : واحر قلباه ، واصديقاه ، وذلك فى بكاء الصديق وندبه .
2 ـ المستغاث : نحو : يا لخالد .
3 ـ المنادى البعيد : نحو : يا طالعا جبلا ، ذلك لأن ، المراد إبلاغ الصوت إليه ، وأداة النداء الممدودة تساعد على الإبلاغ .
4 ـ النكرة غير المقصودة : نحو : يا رجلا خذ بيدي .
5 ـ ضمير المخاطب :
     يا أبجر بن أبجر يا أنت     أنت الذي طلقت عاما جعتا
ولكن من المعروف أن نداء المخاطب شاذ عموما .
6 ـ اسم الجلالة : وذلك عند عدم التعويض بالميم المشددة عن حرف النداء .
نحو : يا الله . أما إذا عوض عن حرف النداء بالميم المشددة ، وجب حذف حرف النداء .
نحو : اللهم . 84 ـ ومنه { اللهم مالك الملك }1.
7 ـ اسم الإشارة : نحو : يا هذا اقبل ، ويا هؤلاء تقدموا .
وقد أجاز الكوفيون حذف حرف النداء في هذا الموضع ، وحجتهم على ذلك
47 ـ قول ذي الرمة :
إذا هملت عيني دما قال صاحبي     بمثلك هـذا لوعة وغـرام
الشاهد في البيت قوله “ بمثلك هذا “ فحذف حرف النداء “ يا “ والأصل إثباته ، نقول : “ بمثلك يا هذا “ وهو الأصح .
8 ـ اسم الجنس المعين “ النكرة المقصودة “ ، نحو : يا حاج اركب السيارة ، ويا طبيب اعتني بالمرضى .
غير أن الكوفيين أجازوا الحذف أيضا كما في اسم الإشارة ، واستشهدوا بقول البعض : اطرق كرى إن النعام في الكرى . وقولهم : افتد مجنون ، وأصبح ليل .
والتقدير : اطرق يا كروان ، وهو منادى مرخم ، وافتد يا مجنون ، وأصبح يا ليل ، وهو مثل يضرب لمن يستبطئ الفرج من الشدة التي يعانيها .
أنواع المنادى : ينقسم المنادى إلى قسمين :
أولا ـ منادى معرب ، ويكون منصوبا لفظا لا محلا ويشمل كلا من الآتي :
1 ـ المندى المضاف ، وهو المنادى الذي أضيف إلى اسم بعده .   
نحو : يا حارس المخيم ، ويا فاعل الخير اقبل .
ــــــــــ

85 ـ ومنه { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم }.
و{ ربنا اغفر لنا } .
وإعرابه : يا حرف نداء مبنى على السكون لا مل له من الإعراب .
حارس : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف ، والمخيم : مضاف إليه مجرور بالكسرة . 
2 ـ المنادى الشبيه بالمضاف : وهو ما اتصل به شيء من تمام المعنى ، كالفاعل ، أو المفعول به ، أو الجار والمجرور ، أو الظرف .
نحو : يا كريما خلقه ، يا طالعا جبلا ، يا مقيما في البيت ، يا جالسا تحت الشجرة .
وإعرابه : كريما منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
خلقه : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، وخلق مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
3 ـ المنادى النكرة غير المقصودة : وهى التي بقيت بعد النداء على شيوعها ، فلم يخرج بها قصد المنادى إلى التحديد .
نحو : يا رجلا خذ بيدي .
48 ـ ومنه قول الشاعر :
      فيا راكبا إما عرضت فبلغن     ندامايا من نجران أن لا تلاقيا
وإعرابه : رجلا منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
ثانيا ـ منادى مبني ، ويكون منصوبا محلا ، ويشمل الآتي :
1 ـ العلم المفرد : نحو : يا محمد ، يا أحمدان ، يا عليون .
ومنه { يا إبراهيم اعرض عن هذا } .
و{ يا نوح اهبط بسلام } .

وإعرابه : البناء على الضم إن كان مفردا ، والبناء على الألف إن كان مثنى ، والبناء على الواو إن كان جمع مذكر سالما .
فنقول في إعراب “ يا محمد “ محمد منادى مبنى على الضم في محل نصب .
وأحمدان : منادى مبنى على الألف في محل نصب .
وعليون : منادى مبنى على الواو في محل نصب .
2 ـ النكرة المقصودة : وهي التي يقصدها النداء قصدا ، فتكتسب منه التعريف لتحديده لها من بين النكرات ، وتكون مبنية على ما ترفع به في محل نصب .
نحو : يا معلم خذ بيد التلاميذ ، ياممرضات اعتنين بالجرحى ، يا حاجان تمهلا ، يامهندسون شيدوا البناء ، 86 ـ ومنه { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم }، و{ يا أرض ابلعي ماءك } .
وإعرابه : معلم منادى مبني على الضم في محل نصب .
 ممرضات : منادى مبنى على الضم في محل نصب .
حاجان : منادى مبني على الضم في محل نصب .
مهندسون : منادى مبني على الضم في محل نصب .

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

       ينقسم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إلى أربعة أقسام :
أولا ـ * المنادى المقصور ، مثل : يا مصطفى ، يا ليلى ، يا مرتضى .
والمنادى المنقوص ، مثل : يا قاضي ، يا هادي ، يا راضي . إذا أضيف أحد النوعين السابقين إلى ياء المتكلم فليس لك إلا إثبات الياء المفتوحة .
نحو : يا مصطفايَ ، ويا ليلايَ ، ويا قاضيَّ ، ويا هاديَّ .
ثانيا ـ إذا كان المنادى وصفا مشبها بالفعل ، مثل : محتَرم ، ومكرَم ، وناديته وهو مضاف إلى ياء المتكلم ، فلك فيه وجهان :
1 ـ إثبات الياء إما ساكنة ، نحو : يا محترميْ ، ويا مكرميْ .
2 ـ أو إثباتها مفتوحة ، نحو : يا محترميَ ، ويا مكرميَ .
ثالثا ـ أما إن كان المنادى صحيح الآخر مضافا إلى ياء المتكلم ، مثل : صديقي ، رفيقي ، وناديته ، تقول : يا صديقي ، ويا رفيقي .
وإعرابه : صديق منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وياء المتكلم ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر  مضاف إليه .
أما بالنسبة للياء الواقعة مضافا إليه ففيها عدة وجوه :
1 ـ إثباتها ساكنة كما في الأمثلة السابقة .
2 ـ إثباتها مع بنائها على الفتح ، نحو : يا صديقيَ ، يا عزيزيَ .
وحينئذ تعرب مضافا إليه مبنيا على الفتح في محل جر .
3 ـ إثباتها وبناؤها على الفتح ، وفتح ما قبلها ، نحو : يا صديقا ، ويا فرحا ، 87 ـ ومنه { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }.

وإعرابه : صديقا منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والياء المنقلبة ألفا ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه .
4 ـ حذفها والاكتفاء بالكسرة الدالة عليها ، نحو : يا قومِ لا تستهينوا بالأعداء .
88 ـ ومنه { يا عبادِ فاتقون }.
و{ رب أنىّ يكون لي غلام } .
“ قوم “ منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون فى محل جر مضاف إليه .
5 ـ حذف الألف المنقلبة عن يا المتكلم ، والاكتفاء بالفتحة على أخر المنادى .
نحو : يا صديقَ ، يا رفيقَ .
48 ـ ومنه قول الشاعر :
      ولست براجع ما فات منيّ     بلهفَ ولا بليتَ ولا لواتي
والتقدير : بيا لهف ، وأصله يا لهفي ، وبياليت ، وأصله يا ليتي ، وقد حذفت الألف المنقلبة عن ياء المتكلم مع إبقاء فتح ما قبلها على أساس حذفها مفتوحة .
6 ـ حذفها وبناء ما قبلها على الضم ، وهذا دارج في الكلمات التي تكثر إضافتها إلي ياء المتكلم ، نحو : يا قومُ ، يا أمُ ، يا ربُ .
ومنه { ربُ السجن أحب إليّ مما يدعونني } .
وإعرابه : قوم منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها الضمة التي جاءت لشبهه بالنكرة المقصودة ، والمضاف إليه محذوف وهو “ ياء “ المتكلم .
ولك أن تعربه منادى مبنى على الضم في محل نصب لانقطاعه عن الإضافة لفظا لا معنى ، وشبهه للنكرة المقصودة .
ـــــــــــــ

رابعا ـ أما إذا أضيف المنادى إلى ياء المتكلم وكان كلمة “ أب أو أم “ فلك فيه عدة وجوه مضافا إليها الوجوه السابقة ، وأهم تلك الوجوه :
1 ـ حذف يا المتكلم ، والتعويض عنها بتاء التأنيث ، مع بنائها على الكسر .
نحو : يا أبتِ ، يا أمتِ .
وإعرابها : أبت منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والتاء للتأنيث حرف جاء عوضا عن الياء المحذوفة ، حرف لا محل له من الإعراب ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه .
2 ـ حذف الياء والتعويض عنها بتاء التأنيث المفتوحة .
نحو : يا أبتَ ، ويا أمتَ .
3 ـ حذف الياء والتعويض عنها بتاء التأنيث المضمومة  .
نحو : يا أبتُ ، ويا أمتُ .
وقد قرئ بالروايات الثلاث : الكسر ، والفتح ، والضم .
89 ـ { يا أبتَُِ إني رأيت أحد عشر كوكبا }.

تنبيه :
يجوز الجمع بين ياء المتكلم ، وتاء التأنيث المفتوحة ، أو المكسورة .
مثال الآول : يا أبتا ، يا أمتا .
ومثال الثاني : يا أبتي ، ويا أمتي .
ومنه قول الراجز :
“ يا أبتا علك أو عساك “
     أيا أبتي لا زلت فينا فإننا    لنا أمل في العيش ما دمت عائشا
وهذا نادر الاستعمال ، وذكرناه للزيادة .
ـــــــــــــ

المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم

        ينقسم المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم إلى قسمين :
الأول ـ إذا كان المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم غير كلمة “ ابن أم ، أو ابن عم أو ابنة
أم ، أو ابنة عم “ وجب إثبات الياء دون حذفها ، مع بنائها على السكون ، أو على الفتح .
مثال الأول : يا صديقَ صديقيْ ، ويا فرحةَ قلبيْ .
ومثال الثاني : يا صديقَ صديقيَ ، ويا فرحةَ قلبيَ .
الثاني : أما إذا كان المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم واحدا من الكلمات التي أشرنا إليها سابقا جاز لك فيه وجهان :
1 ـ حذف يا المضاف إليه مع بقاء الكسر قبلها .
نحو : يا أبنَ أمِّ ، ويا ابنَ عمِّ
وإعرابه : ابن منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف وأم مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة .
2 ـ حذف يا المضاف إليه بعد قلبها ألفا ، وقلب الكسرة التي قبلها فتحة حتى نتمكن من قلب الياء . 
مثال : يا ابن أمَّ ، ويا ابن عمَّ .
90 ـ ومنه { قال يا ابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي }.
وإعرابه : ابن منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وأمَّ : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت لقلب الياء ألفا ، والياء المحذوفة المنقلبه ألفا ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمع مذكر ومؤنث سالم

جمع المذكر السالم       تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . الاّية : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . الاّية : { هم فيها خالدون }4 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }. ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . الاّية : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . وم...

توكيد

5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . { لبثنا يوما أو بعض يوم } . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب .         كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية      لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ...

حال

ـ البدل  تعريفه :        تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .     أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين . أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :      هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . { مفازا حدائق وأعنابا } . و{ اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } . قول :       ...