حذف عامل المفعول المطلق :
يحذف عامل
المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي :
أولا : حذف
العامل جوازا :
1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ،
والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن
السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة .
أي : سبحت
سباحة جيدة .
ونحو : كيف
قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية .
وكأن يقال
لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين .
ونحو : كم
قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث .
2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها .
كأن تقول
لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا .
وأنت تريد
: حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا .
غير أن
المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة .
أما عامل
المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في
حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟
ثانيا ـ حذف العامل وجوبا :
يجب حذف
عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية :
1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله .
نحو :
سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة .
ففوزا
وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا .
والتقدير :
فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة .
2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم
عين ( شخص ) .
نحو :
محمدٌ قياما قياما .
فقياما
الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي .
وفعل
المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر
المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على
سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير
نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ .
قول:
ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي إقبال
وإدبار
3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا
.
نحو : ما
يوسف إلا اتكالا .
والتقدير :
إلا يتكل اتكالا .
وكما ذكرنا
سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف
" إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ،
لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه .
4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة .
نحو : هذا
صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا .
وأحمد
صديقي قطعا .
والتقدير :
أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا .
وقد حذف
الفعل من النماذج السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد
المعنى الذي تقوم عليه الجملة .
5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة
على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث
المعنى .
ومعنى
الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ،
والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر .
نحو :
لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال .
لعليٍّ :
جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
عملٌ :
مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
عملَ :
مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه .
فجاء
المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ،
والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ .
ومنه :
لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء .
ومنه :
مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى .
6 ـ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة
التي كثر جريانها على الألسنة ،
وصارت كالأمثال .
نحو : صبرا
على المكاره . وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا .
والتقدير :
أصبر صبرا ، وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ، وأطيعك طاعة .
7 ـ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها ،
ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة .
نحو :
سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .
المصدر النائب عن فعله :
مصدر ينوب
عن فعله ، ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما
يؤديه .
وهو يختلف
عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه
يعمل عمل فعله فيأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي .
وهو على النحو التالي :
1 ـ مصدر يقع موقع الأمر والنهي .
مثال الأمر
: انقضاضا على العدو .
انقضاضا :
مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو
أنتم . وقد ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول :
انقض
انقضاضا ، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر
هنا الأمر ، كما أفاد فعله .
ومنه :
استعدادا للمسابقة ، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين .
74 ـ ومنه : { فسحقا لأصحاب السعير }1 .
فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود
بمستطاع
ومثال
النهي : حلاّ لا ارتحالا .
خلاّ :
مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
لا : حرف
نهي .
ارتحالا :
مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ومنه :
قياما لا قعودا ، وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا .
2 ـ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ .
نحو :
أتلاعبا وقد وثق فيك الناس .
أتلاعبا :
الهمزة للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت .
ومنه :
أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب .
قول:
أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما
يجنحون إلى السلم
وقد يراد
به التعجب . نحو : أبؤسا وضعفَ جسد .
أبؤسا :
مصدر منصوب ناب عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
وقد يراد
به التوجع . 35 ـ كقول سحيم عبد بني الحسحاس :
أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ
بنا عشرا
فوائد وتنبيهات :
1 ـ المفعول المطلق نوعان : مبهم وهو المؤكِّد ، ومختص
وهو المبين للنوع والمبين للعدد .
فلأول نحو : قفز قفزا . والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة .
نحو : زحف
الطفل زحفا سريعا ، وانطلقت السيارة انطلاق السهم .
أما المبين
للعدد فنحو : سجدت سجدتين .
2 ـ بله : مصدر متروك الفعل ، وهو منصوب على المصدرية
بفعله المهمل ، أو بفعل من معناه
تقديره : دع ، وهو إما أن يستعمل مضافا ، أو منونا .
نحو : بلهَ
الكسلِ . وبلهاً الكسلَ .
3 ـ سمعا وطاعة : كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف ، فإذا
قلت : سمعٌ وطاعةٌ رفعت على
أنهما مبتدأ والخبر محذوف ، أو بالعكس ، أي : خبر والمبتدأ محذوف ، وقدر المحذوف
على ما تراه مناسبا .
4 ـ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل
التأخير . فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما ، أو شرطا كما ذكرنا سابقا .
وقد يكون
التقدم جوازا . نحو : رؤية بعيني رأيت اللص يجلد .
ونحو :
سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره .
5 ـ عندما نقول : سافر عليّ بغتة . وحضر المدير فجأة .
فإن
المعربون يعربون " بغتة ، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف
الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف ، فأقيم المضاف إليه مقامه
وهو " بغتة " .
والتقدير :
سافر عليّ سفر بغتة ، وحضر المدير حضور فجأة .
6 ـ في قولهم : له بكاءٌ بكاءَ الثكلى . نعرب بكاءَ
الثانية مفعولا مطلقا ، لأن تقدير الكلام : إنه يبكي بكاء الثكلى . شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا
بعد مصدر مشعر بالحدوث ، يحوي معنى المصدر المنصوب .
ومنه :
مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور .
والعامل في
كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل ، لا
بمحذوف .
والتقدير :
فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور .
أما مثل
التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا ، والتقدير : مشبها خوار الثور .
7 ـ المصدر المتصرف ، والمصدر غير المتصرف :
المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية ، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا .
نحو : يكثر
الرعي في المناطق المعشبة . فالرعي : مصدر رعى ، وقد وقع فاعلا .
أو نائب
فاعل . نحو : تستثمر الزراعة في كثير من البلاد .
فالزراعة
مصدر زرع ، وقد وقع نائبا للفاعل .
أو مفعولا
به ، أو اسم كان وأخواتها ، أو اسم إن وأخواتها ، وغيرها من المواقع الإعرابية
الأخرى غير المفعول المطلق .
أما المصدر غير المتصرف ، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة ، ولا
ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا ، ومن هذه المصادر :
سبحان ،
ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، وحذاريك .
8 ـ مر معنا " أي " الكمالية ، وقد سميت بهذا
الاسم لأنها تدل على معنى الكمال ، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها .
نحو : شوقي
شاعر أي شاعر . أي : هو كامل في صفات الشعراء .
وإذا وقعت
بعد المعرفة كانت حالا منها .
نحو : مررت
بمحمد أيَّ رجل .
ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة ، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث ، تشبيها
لها بالصفات المشتقات ، ولا تطابقه في غيرها .
9 ـ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم : لا أفعله
بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة .
المفعول
فيه " الظرف "
تعريفه : اسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه ، متضمن
معنى " في " .
نحو : حضرت
اليوم لزيارتكم ، وأقمت في مكة أسبوعا ، ومنه :
1 ـ { وما
تدرى نفس ماذا تكسب غدا }1 ،
و : {
وبنينا فوقكم سبعا شدادا }2 .
العامل في
المفعول فيه :
العامل فى الظرف هو الفعل كما في الأمثلة السابقة ،
ويعمل فيه غير الفعل مما يشبهه
وهو :
1 ـ المصدر ، نحو : حضورك اليوم مدعاة للخير ،
ونحو : جلوسي غدا في البيت
يدخل البهجة على أطفالي .
: { وما ظَنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم
القيامة }3 ، و : { فويل يومئذ للمكذبين }4 .
فالظروف في
النماذج السابقة وهى : " اليوم ، وغدا ، ويوم القيامة ، ويومئذ " نجد أن
الذي عمل فيها النصب هو المصدر : " حضور ، وجلوس ، وظن ، وويل " .
2 ـ اسم
الفاعل ، نحو : أنا قادم الساعة ، ومسافر يوم الجمعة ، 29 ـ ومنه :{ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية }5 ، "
فالساعة ، ويوم الجمعة " كل منهما عمل فيه اسم الفاعل " قادم ، ومسافر ،
وواهية " .
3 ـ اسم المفعول ، أنت محمود غدا في عملك ، وأنا مرهق
اليوم .
ويجوز أن
يكون منه :
30 ـ : { ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ،
يوم
يقوم الناس
لرب العالمين }1 . " فغدا " العامل فيه اسم المفعول " محمود "
، و " اليوم " العامل فيه " مرهق " ، " ويوم " في
الآية الثانية ظرف يجوز أن يكون عامله مقدر أي : يبعثون يوم يقوم الناس ، ويجوز أن
يكون عامله اسم المفعول " مبعوثون " ، وقال بعضهم إنه بدل من يوم عظيم
لكنه بُني {2} .
4 ـ الصفة المشبهة ، نحو : على حليم عند الغضب ، وشجاع
عند المكاره .
فالظرف
" عند " العامل فيه الصفة المشبهة " حليم ، وشجاع " .
حذف عامل
المفعول فيه " أو ما يتعلق به "
المفعول
فيه يكون منصوبا دائما ، وناصبه هو اللفظ الدال على المعنى الواقع فيه ، كما بينا
ذلك في موضعه ، ولهذا اللفظ حالات ثلاث هي :
1 ـ أن يكون العامل مذكورا في الجملة :
نحو : جلست
في الحديقة ساعة ، وانتظرت صديقي لحظة .
فعامل
الظرف في المثالين السابقين هو الفعل " جلس ، وانتظر " ، وهذا العامل
مذكور في الجملة المشتملة عللا الظرف، يستوي في ذلك أن يكون العامل هو الفعل أو
شبهه . 2 ـ أن يكون العامل محذوفا جوازا : وذلك إذا كان خاصا ، ودل عليه دليل ،
كما هو الحال في جواب الاستفهام .
كأن تقول :
متى جئت ؟ ، فيكون الجواب يوم الخميس .
وكم قطعت
من مسافة ؟ ، فتقول : ميلين ، أو ميلا أو كيلا ... الخ .
ففي
الأمثلة السابقة أن ما يتعلق به الظرف جاز لك حذفه ، كما هو موضح في
الأمثلة، وكذلك يجوز لك إتباثه ، كأن تقول : جئت يوم الخميس ، وقطعت ميلين
أو ميلا .
3 ـ أن يكون العامل محذوفا وجوبا :
يحذف عامل
الظرف في عدة مواضع ، وذلك إذا كان كونا عاما يصلح أن يراد به كل حدث : ككائن ، أو
موجود وحاصل ، وكان ووجد وحصل ، أو مضارعها ، خاصة إذا كان الظرف متعلقا بمحذوف
صلة الموصول ، لأن متعلق الصلة لا يقدر إلا فعلا .
والمواضع التي يحذف فيها عامل الظرف وجوبا هي :
أ ـ إذا
وقع الظرف صفة ، نحو : جلست بصحبة رجل عندك .
ونحو: رأيت
عصفورا فوق الغصن ، ومنه :{ هم درجات عند
الله }1 .
عند من
أجاز أن يكون الظرف " عند الله " متعلق بمحذوف صفة " لدرجات "
.
ب ـ إذا
وقع حالا ، نحو : مررت بمحمد عنك ، ورأيت الهلال بين السحاب .
"
فعندك ، وبين السحاب " قد تعلق كل منها بمحذوف حال ، وبذلك وجب حذف المتعلق
به " العامل " ، والتقدير : مررت بمحمد الجالس عندك ، ورأيت الهلال
الكائن بين السحاب .
ج ـ إذا
وقع خبرا ، نحو : عليّ عندك ، والطائر فوق الغصن ، والنهر أمامك ، وتقدير
العامل المحذوف : كائن عندك ، ومستقر فوق الغصن ، وموجود أمامك .
د ـ إذا
كان صلة ، نحو : صافحت الذي عندك ، وسرني الذي معك .
حذف عاملا
الظرف وجوبا في المثالين السابقين ، لكون كل منهما متعلق بمحذوف صلة ،
والتقدير : استقر ، أو وجد ، لأن الصلة لا تكون إلا جملة ، فنقول على
تقدير
الكلام : صافحت الذي استقر عندك ، وسرني الذي وجد معك ، أو جاء أو استقر ،
ونظائرها .
هـ ـ أن
يكون الظرف مشغولا عنه ، نحو : يوم الجمعة سافرت فيه .
ونحو :
الساعة ذهبت إلى عملي . ففي المثالين السابقين وجب حذف عامل الطرف ، لكون العامل
المتأخر عوض عنه ن إذ لا يجوز أن نقول : سافرت يوم الجمعة سافرت فيه ، ولا
ذهبت الساعة ذهبت إلى عملي .
و ـ أن
يكون قد سمع بحذف العامل ، نحو قولهم في المثل : ذكرَ أمراً تقادم عهده
" حينئذ الآن " ، ونحو : يومئذ الآن .
والتقدير :
قد حدث ما تذكر حين إذ كان كذا ، واسمع الآن ، أو كان ذلك يومئذ ، واسمع الآن .
أقسام
المفعول فيه
ينقسم المفعول فيه إلى قسمين :
1 ـ ظرف زمان . 2 ـ ظرف مكان .
ظرف الزمان :
هو كل اسم
دل على زمان وقوع الفعل متضمن معنى " في " .
مثل : يوم
، دهر ، ساعة ، حين ، شهر ، ليلة ، غرة ، عشية ، بكرة ، سحر ، الآن ، أبدا ، أمس ،
أيان ، آناء .
: { يتلون آيات الله آناء الليل } . { فأوحى
إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا }2
ظرف المكان :
هو كل اسم
دل على مكان وقوع الفعل متضمن معنى " في " مثل :
فوق ، تحت ،
بين ، أمام ، خلف ، يمين ، شمال ، ميل ، فرسخ ، حول ، حيث .
نحو : { ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا }3 .
33 ـ و : {
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }4 .
أولا ـ أقسام ظرف الزمان .
ينقسم ظرف
الزمان إلى قسمين :
1 ـ ظرف زمان مبهم .
2 ـ ظرف زمان مختص أو محدود .
تعريف ظرف
الزمان المبهم : هو كل ظرف دل على زمان غير معلوم أو معين .
مثل : دهر
، 34 ـ ك { وما يهلكنا إلا الدهر }5 .
حين ، ك {
الله يتوفى الأنفس حين موتها }1 .
35 ـ و :{ فسبحان
الله حين تمسون وحين تصبحون }2 .
وقت ، نحو
: أمضيت في الرحلة وقتا طويلا .
زمان ، نحو
: استغرقنا زمنا في البحث عن الآثار .
تعريف ظرف
الزمان المختص ( غير المبهم ) :
هو كل ظرف
دل على زمان مقدر ومعين .
مثل : ساعة
، نحو : انتظرتك ساعة .
يوم ، ك :
{ الله يحكم بينكم يوم القيامة }3 .
عشية ،
وضحى ، 36 ـ ك : { لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها }4 .
شهرا ، نحو
: أمضيت في دراسة البحث شهرا .
صيفا ،
رحلت إلى مصر صيفا .
عاما ، ك {
يحلونه عاما ويحرمونه عاما }5 .
وهناك كثير
من الظروف الزمانية ، كبقية فصول السنة : الربيع ، والخريف ، والشتاء .
* الظروف
المبهمة إذا أضيفت إلى ما يفك إبهامها صح ذلك .
نحو
: استغرقت رحلتي فصل الصيف ، وأمضيت فترة الشتاء في منزلي .
أقسام ظرف الزمان من حيث الجمود والتصرف .
ينقسم ظرف
الزمان إلى قسمين :
1 ـ ظرف زمان متصرف . 2 ـ ظرف زمان
جامد .
* ظرف الزمان
المتصرف : هو كل اسم يصح أن يكون ظرفا ، وغير ظرف .
مثل : ساعة
، يوم ، أسبوع ، شهر ، سنة .
نحو : { إن الساعة لآتية لا ريب فيها }1 .
37 ـ و : {
هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 .
"
الساعة " ظرف زمان لكنها جاءت منصوبة لأنها اسم إن ، و " يوم " ظرف
زمان لكنها جاءت مرفوعة لوقوعها خبرا للمبتدأ هذا .
وبذلك يعرب
الظرف الزماني المتصرف حسب موقعه من الجملة ، فيكون خبرا ، كما سبق ، وقد يأتي
فاعلا ، ك { ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون }3 .
"
فالساعة " ظرف للزمان ، ولكنها وقعت فاعلا للفعل يقوم .
ويأتي
مجرورا ك : { يسألونك عن الساعة }4 .
ظرف الزمان
الجامد " غير المتصرف " :
هو كل اسم
لا يأتي إلا ظرفا للزمان ، ولا يخرج عن الظرفية .
وينقسم ظرف
الزمان غير المتصرف إلى نوعين :
1 ـ ظرف
الزمان الملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة ، إذا كان الظرف مبنيا .
مثل : قط ،
عوض ، أيان ، أنى ، ذا صباح ، ذات مساء ، وصباح مساء .
نحو : ما
اقتربت منه قطُّ ، ولا أفعله عوض .
38 ـ ومنه : { فأتوا حرثكم أنىَّ شئتم }1 .
و : {
يسألونك عن الساعة أيان مرساها }2
2 ـ ما
يلزم النصب على الظرفية ، أو جره بأحد أحرف الجر : من ، إلى ، حتى ، مذ ..
إلخ .
مثل : قبل
، بعد ، متى ، الآن .
فمثال
تقدير النصب في قبل ، وبعد : { لله الأمر
من قبلُ ومن بعدُ }3 .
39 ـ ومنه : { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم }4 .
ففي
المثالين السابقين نجد أن " قبل وبعد " قد جاء كل منها ظرف زمان مبنى
على الضم في محل نصب على الظرفية الزمانية .
ومثال جرها
ظاهرا ، إذا جاءت مضافة لفظا ، : { إنا
كنا من قبله مسلمين }5 .
ومثال
" بعد " المجرورة لإضافتها : {
من بعد ما جاءتهم البينات }6 .
ثانيا ـ أقسام ظرف المكان
ينقسم ظرف
المكان إلى قسمين :
1 ـ ظرف
مكان مبهم .
تعليقات
إرسال تعليق