التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حروف



تقسيم الأحرف من حيث مكانها في الكلام :
تنقسم جميع الحروف عاملة ، وغير عاملة من حيث مكانها في الكلام إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ حروف تأتي قبل الاسم .
2 ـ حروف تأتي قبل الفعل .
3 ـ حروف تأتي قبل الاسم ، والفعل .
أولا ـ الحروف التي تأتي قبل الاسم :
1 ـ حروف الجر : وهي حروف عاملة الجر في الاسم .
2 ـ حرف الاستثناء : إلا ، وهو حرف عامل النصب في الاسم ، وذكر في بابه .
3 ـ حروف النفي : وهي تعمل النفي في الاسم ، ويكون بعدها مرفوعا ،
4 ـ الحروف المشبهة بالفعل " إن وأخواتها " ، ولا النافية للجنس ، وكلها تعمل النصب في الاسم ،.
5 ـ حروف النداء ، وهي حروف غير عاملة ،.
6 ـ واو المعية ، وفي عملها خلاف بين النحاة ،
7 ـ حرفا المفاجأة : إذا ، وإذ ، وهما غير عاملين .
نحو : خرجت فإذا رجل بالباب . الاسم بعدها مبتدأ ، وخبره واجب الحذف .
ونحو : علمت أن صديقي قد شفي إذ هو مريض . ما بعدها مبتدأ وخبر .

8 ـ حرفا التفصيل : أمّا ، وإمّا ، وهما غير عاملين .
أ ـ أمّا : وتأتي :
1 ـ حرف شرط غير جازم تلازم الفاء جوابها كثيرا .
نحو الاّية : { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }
2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوبا .
نحو الاّية : { فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر }
3 ـ وتأتي حرف توكيد ، 43 ـ كقول الشاعر :
         أما أنا فكما علمت      فهل لوصلك من مقام
تنبيه : يلاحظ أن " أمّا " التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران هما :

أ ـ أحدهما مركب من " أم " المنقطعة ، و " ما " الاستفهامية .
الاّية : { أمّا ذا كنتم تعلمون }.
ب ـ والثاني مركب من " أن " المصدرية ، و " ما " التي هي عوض من " كان "
كقول العباس بن مرداس :
         أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر     فإن قومي لم تأكلهم الضبع
2 ـ إمّا : وتأتي :
أ ـ حرف تفصيل .
كالاّية : { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا }
ب ـ حرفا للإباحة ، نحو : زرنا إما اليوم وإما غدا .
ج ـ حرفا للشك ، نحو : خرج من المسجد إما محمد وإما محمود .
د ـ حرفا للإبهام .
كالاّية : { وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم }
هـ ـ حرفا للتخيير .
كالاّية : { إما أن تلقي وإما أن نكون أول الملقين }
ح ـ وتأتي مركبة من " إن " الشرطية ، و " ما " الزائدة .
الاّية : { إما تخافن من قوم خيانة فانبِذ إليهم }

9 ـ حروف التنبيه ، وهي : ها ، يا ، أما ، ألا ، وكلها غير عاملة .
أ ـ ها : حرف تنبيه يدخل على الآتي :
1 ـ أسماء الإشارة ، نحو : هذا ، هذه ، هذان ، هاتان ، هؤلاء .
الاّية : { هذا سراط مستقيم }.
2 ـ على ضمير الرفع . نحو : ها أنا ذا . وتكتب أيضا " هأنذا " .
الاّية : { ها أنتم أولاء تحبونهم }
3 ـ وتدخل على " أي " ، و " أية " وصلتي النداء للمنادى المعرف بأل .
نحو الاّية : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله } .
والاّية : { يا أيتها النفس المطمئنة } .
4 ـ وتدخل على إنَّ المشبهة بالفعل . نحو : ها إن محمدا قادم .
ب ـ يا : حرف تنبيه إذا لم يليها منادى ظاهر .
الاّية : { يا ليتني مت قبل هذا } . : { ألا يا اسجدوا لله الذي يخرج الخبء }
على قراءة من أفرد " يا " وجعل اسجدوا فعل أمر ، وهي قراءة الزهري والكسائي

ومنه قول الشاعر :
      ألا يا اسلمي ثم اسلمي ثم اسلمي      ثلاث تحيات وإن لم تكلمي
وقال بعض النحاة : إن " يا " فيما سبق حرف نداء ، والمنادى محذوف للعلم به ، والتقدير : يا قوم في الآيتين ، وفي الشاهد الأخير ، ويا فلانة في الشاهد الأول .
أما إذا تلا " يا " المنادى كانت حرف نداء للقريب ، والوسط والبعيد ، ومن في حكم المنادى كالنائم ، والساهي .
نحو : يا معلم ارع تلاميذك ، ويا محمد لا تهمل الواجب .
ونحو : يا طالعا جبلا . ويا نائم استيقظ .
ج ـ أما : حرف تنبيه ، واستفتاح للحال ، وكثيرا ما يليها القسم .
نحو : أما والله لأعاقبن المسيء .
وتستفتح بها الجمل الاسمية ، والفعلية على حد سواء .
مثال الاسمية : أما محمد قائم .
ونحو : أما إن المعلم المعلم بعلمه يخدم المجتمع بعلم فذلك أمر لا ريب فيه .
ومثال الفعلية : أما قام أخوك . وأما استيقظ محمد .
د ـ ألا : حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها ، وتدخل على الجمل الفعلية، والاسمية ، كما هو الحال في " أما " .
الاّية : { ألا يوم يأتيه ليس مصروفا عليهم }
ومثال دخولها على الأسماء .
 الاّية : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }
الاّية : { ألا لعنة الله على الظالمين }
ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ :
       ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي      بصبح وما الإصباح منك بأمثل

2
تابع المجرورات

" غير " :
        اسم يدل على مخالفة ما قبله لما بعده في ذاته حقيقة ، أو في وصف من الأوصاف العرضية التي تطرأ على الذات .
مثال النوع الأول : الماء غير النار .
ومثال قطعها عن الإضافة لفظا دون معنى قولنا : اشتريت ثلاثة أقلام ليس غير .
والتقدير : ليس غير الثلاثة . ويشترط في هذه الحالة أن تسبق غير بنفي ، وهو ليس .
أما الحالة التي تنقطع فيها غير عن الإضافة لفظا ومعنى ، هي تلك الحالة التي يحذف فيها المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه ، أي لا يلاحظ وجوده مطلقا ، فكأنه غير موجود في الأصل نحو : من أهمل واجباته جنى الرسوب ليس غيرا .
والتقدير : ليس الجني مغايرا .
وتكون " غير " في هذه الحالة معربة منونه نكرة .
وهناك حالة تكون فيها " غير " مبنية عندما تكون مضافة ، وذلك إذا حذف المضاف إليه لفظا ، ونوى معناه . نحو : شر ابن آدم أن يملأ " مع " : تفيد المصاحبة نحو  { إن مع العسر يسرا }.  ولها في الإضافة ثلاثة أحوال ، تضاف في اثنتين ، وتفرد في واحدة .
1 ـ أن تكون " مع " ظرفية مكانية ، أو زمانية ، حسب ما تضاف إليه ، أو تحتمل الاثنين معا عند انعدام القرينة التي تعين أحدهما .
إضافة مع الدالة على المكان ، نحو : الفقر مع المرض شبح قاتل .
معدته ليس غيرُ .
2 ـ تضاف " مع " وتكون بمعنى " عند " في إفادة معنى الحضور المجرد ، وهي حينئذ تكون ظرفا معربا مضافا واجب الجر بـ " من " الابتدائية .
نحو : إذا أراد الرجل البذل فلينفق من معه لا من مع الآخرين .
ونحو : إذا وهبت فهب من معك .
3 ـ أن تكون " مع " اسما لا ظرفية فيه ، ومعناه " جميع " ، أو " كل " وهي حينئذ تدل على مجرد اصطحاب اثنين ، أو أكثر ، واجتماعهما في وقت متعدد ، وتكون " مع " في هذه الحالة معربة منصوبة منونة على أنها حال ، أو خبر ، وهي في الصورتين مؤولة بالمشتق ، ومفردة .
ومثال جماعة الإناث قول الشاعر :
" إذا حنت الأولى سجعن معا "
" حسب " تضاف لفظا ومعنى :
95 ـ نحو  { فإن تولوا فقل حسبي الله } 
" أول " ، لإضافته ثلاثة استعمالات هي :
1 ـ أن يكون اسما لا ظرفية فيه . نحو : أول الغيث قطرة .
وهو هنا بمعنى مبدأ الشيء . وقد يكون بمعنى كلمة " قديم " .
نحو : هذا قول هراء لا أول له ولا آخر .
1 .
2 ـ أن تكون اسما جامدا لا ظرفية فيه ، ولكنه مؤول بالمشتق ، تضمن كلمة " أسبق " الدالة على التفضيل ، وهو حينئذ معرب تطبق عليه أحكام أفعل التفضيل .
نحو : أنت في المدرسة أول من هذين الطالبين . والتقدير : أسبق منهما .
3 ـ أن يكون ظرفا للزمان بمعنى " قبل " ك { وأنا أول المسلمين }.
و { إن أول بيت وضع للناس } .

" دون " ، تكون للظرفية في معنى المكان ، وهي حينئذ منصوبة على الظرفية المكانية  نحو : محمد دون أحمد في الشجاعة والكرم
ومنه  { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول }.
وتجر كلمة " دون " بحرف الجر " من " .
وتأتي اسما وصفا بمعنى حقير . نحو : ثوب دون . أي : رديء .
ويقال هذا دونك . أي : حقيرك (7) . ويقولون : هذا دون المستوى المطلوب .
أي : أقل ، أو أحقر من المستوى المطلوب .
" قبل ، وبعد " ، لإضافتهما أربعة أحوال هي :
1 ـ تأتي قبل وبعد معربتين ، إذا أضيفتا لفظا .
97 ـ نحو  { قبل طلوع الشمس } .
2 ـ وإذا حذف المضاف إليه ، ونوي لفظه ، أعرب " قبل وبعد " من غير تنوين .
25 ـ كقول الشاعر :
      ومن قبلِ نادى كل قوم قرابة
الشاهد قوله : " من قبلِ " حيث أعربت " قبلِ " مجرورة من غير تنوين ، لأن المضاف إليه حذف ونوى لفظه . والتقدير : من قبل ذلك .
3 ـ إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ، ولا معناه ، تكون " قبل وبعد " حينئذ نكرتين منونتين .
نحو ـ في قراءة من قرأ بالتنوين { لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ } .
4 ـ يحذف المضاف إليه وينوى معناه دون لفظه ، فتكون قبل وبعد مبنيتين على الضم . 99 ـ نحو  { كما سئل الذين من قبلُ } .
" عل " :
    توافق " فوق " في معناها ، ويجوز نصبها على الظرفية ، أو الحالية ، ولكن يشترط  فيها شرطان :
1 ـ لا تأتي ‘لا مجرورة بـ " من " . نحو قول امرئ القيس :
       مكر مفر مقبل مدبر معا     كجلمود صخر حطه السيل من علِ
2 ـ لا تستعمل مضافة . فلا يجوز أن نقول : أخذت الكتاب من علِ المكتب .
" الجهات الست " ، وهي : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .
هذه الظروف تأتي مضافة للمفرد معنى ، مع جواز قطعها عن الإضافة لفظا ، والاستغناء عن المضاف إليه ، وحينئذ تبنى جميعها على الضم .
نحو : مر المتسابقون عن يمين المنصة . وجاء الطلاب ومحمد يمين .
ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجمل :
     تنقسم الأسماء التي تلزم الإضافة إلى الجمل إلى قسمين : ـ
1 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية ، أو الفعلية ، وجواز قطع بعضه عن الإضافة لفظا ، وهو : " حيث ، وإذ " ، ويحمل عليه ما كان دالا على الماضي من أسماء الزمان غير المحدود ، مثل " حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة " .
2 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط . ومنه " إذا " الشرطية الدالة على الزمان المستقبل . و" لمّا " الظرفية ، و " آية " التي بمعنى علامة ، و " ذي " .
أولا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية أو الفعلية :
" حيث " :
      اسم للمكان ، ملازم البناء على الضم ، يضاف للجمل الاسمية ، أو الفعلية ، وله حالتان .
1 ـ تأتي ظرفية مكانية مبنية على الضم في محل نصب .
نحو : وقفت حيث محمد واقف . ونحو : جلست حيث أستطيع الرؤية .
105 ـ ومنه  { رغدا حيث شئتما }.
 " إذ " :
أولا ـ تأتي للدلالة على الزمن الماضي ، فتكون كالتالي :
1 ـ ظرفا بمعنى " حين " .
107 ـ نحو  { فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا } .
والمعنى : حين أخرجه الذين كفروا .
2 ـ مفعولا به . 108 ـ نحو  { واذكروا إذ جعلكم خلفاء } .
و { واذكروا إذ كنتم قليلا } .
فـ " إذا " في الشواهد القرآنية السابقة جاءت اسما مبنيا على السكون في محل نصب مفعول به للفعل " اذكروا " ، وإذ مضاف ، والجملة بعدها في محل جر مضاف إليه .
3 ـ تأتي بدلا من المفعول به . نحو
{ واذكروا أخا عاد إذ أنذره قومه } .
و { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها } .
" إذا " في الشواهد السابقة اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من " أخا " في الآية الأولى ، وبدل من " مريم " في الآية الثانية .
4 ـ وتأتي " إذ " مضافا إليه ، وتغلب إضافتها بعد الكلمات التالية : ( بعد ، وحين ، ويم ، وقبل ، وساعة ) .
109 ـ نحو  { ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله }.
ثانيا ـ تأتي " إذ " للدلالة على الزمن المستقبل ، وحينئذ تكون ظرفا للزمان ليس غير 110 ـ نحو  { فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم } فـ " إذ " اسم مبني على السكون ، في محل نصب ظرف للزمان المستقبل ، متعلق بـ  " يعلمون " ، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، وهو مضاف ، وجملة : الأغلال وما في حيزها في محل جر بالإضافة .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا قطعت " إذ " عن الإضافة لفظا ومعنى تنون ، ويكون التنوين عوضا عن لفظ الجملة المضاف إليها ، وغالبا ما يكون ذلك بإضافة اسم الزمان إليها ، كيوم ، حين ، وساعة ... إلخ . 111 ـ نحو  { يومئذ يفرح المؤمنون }.
و { وأنتم حينئذ تنظرون } .
2 ـ ذكرنا أن بعض الظروف المبهمة تكون بمعنى " إذ " ، إذا أريد بها الدلالة على الماضي ، ومن تلك الظروف ( حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة ... إلخ ) .
مثال " حين " ، 112 ـ  { حين يرون العذاب } .
وقد تقطع " حين " عن الإضافة لفظا ومعنى ، وحينئذ تنون عوضا من لفظ الجملة المضاف إليه . 114 ـ نحو  { ومتعناهم إلى حين } .
و { ولتعلمن نبأه بعد حين } .
      ويلاحظ في هذه الحالة التي تقطع فيها " حين " عن الإضافة ، أن تكون مسبوقة بحرف جر كما هو موضح في الشواهد السابقة .
ومثل حين " يوم " 115 ـ نحو  { يوم ترى المؤمنين } .
ومثال إضافة يوم إلى الاسم المفرد 116 ـ  { يوم القيامة تبعثون } .
و { وأنذرهم يوم الآزفة } .
و { إلى يوم البعث فهذا يوم البعث } .
ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط : ـ
هناك ألفاظ تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية ليس غير ، وهي :
إذا الشرطية الدالة على الزمان المستقبل ، ولما الظرفية ، وآية التي بمعنى علامة ، وذي .
1 ـ إذا : شرطية للدلالة على الزمان المستقبل .
117 ـ نحو  { إذا جاء نصر الله والفتح } .
2 ـ لمّا : ظرفية تضاف إلى الجمل الفعلية .
118 ـ نحو  { فلما خر تبينت الجن }10 .
     ومما ألحق بإذا من غير الزمان كلمة " آية " . نحو : آتيتني بآية قام أخوك .
فأضافوا كلمة " آية " إلى الجملة الفعلية ، لأنها بمعنى الوقت .
27 ـ ومنه قول الشاعر :
      بآية يقدمون الخيل شعتا     كأن على سنابكها قدامى
    ومما ألحق بإذا أيضا كلمة " ذي " . نحو قولهم : اذهب بذي تسلم .
ويلاحظ في " ذي " أن تكون مجرورة بحرف الجر " الباء " .
تنبيه : هناك أسماء تمنع من الإضافة إلى غيرها ، ومن هذه الأسماء : ـ
الضمائر ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ما عدا " أي " ، وأسماء الشرط ما عدا " أي " ، وأسماء الاستفهام ما عدا " أي " .
ويلاحظ في " ذي " أن تكون مجرورة بحرف الجر " الباء " .
تنبيه : هناك أسماء تمنع من الإضافة إلى غيرها ، ومن هذه الأسماء : ـ
الضمائر ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ما عدا " أي " ، وأسماء الشرط ما عدا " أي " ، وأسماء الاستفهام ما عدا " أي " .
2 ـ إذا كان المضاف إليه وصفا مضافا إلى مفعوله الأول ، فإنه قد يفصل بينهما بالمفعول به الثاني . كقراءة بعضهم : { فلا تحسبن الله مخلف وعدَه رسلِه }.
3 ـ أن يكون الفاصل بينهما هو القسم . نحو : هذا كتابُ ـ والله ـ محمدٍ .
       أما في الشعر فقد فصل بين المضاف ، والمضاف إليه في ثلاثة مواضع : ـ
1 ـ الفصل بينهما بأجنبي ، والمقصود بالأجنبي هو معمول غير المضاف سواء أكان : أ ـ فاعلا .
          أنجب أيام والداه به     إذ نَجَلاه فنعم ما نجلا
والتقدير : أنجب والداه به أيام إذ نجلاه .
ب ـ أم مفعولا به .
        " تسقى امتياحا ندى المسوال ريقتها "
التقدير : تسقى ندى ريقتها المسوال .
ج ـ أم كان ظرفا .
        كما خط الكتاب بكف يوما      يهودي يقارب أو يزيل
التقدير : كما خط بكف يهودي يوما الكتاب .
2 ـ الفصل بينهما بنفي المضاف .
          ولئن حلفت على يديك لأحلفن     بيمين أصدق من يمينك مقسم
التقدير : بيمين مقسم أصدق من يمينك .
حذف المضاف : ـ
1 ـ يحذف المضاف إذا دل عليه دليل ، ويقوم المضاف إليه مقامه ، ويعرب بإعرابه .
120 ـ نحو  { وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم }.
التقدير : حب العجل .
ومنه  ر وجاء ربك } . أي : أمر ربك .
في الشاهدين السابقين حذف المضاف وهو كلمة " حب " في الآية الأولى ، وكلمة " ربك " في الآية الثانية .
2 ـ قد يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورا ، كما لو كان المضاف   موجودا ، ولكن يشترط في المضاف المحذوف مماثلا لما عليه قد عطف .
       أكلُّ امرئ تحسبين امرأَ     ونارٍ تَوَقَّدُ بالليل نارا
3 ـ وقد يحذف المضاف ، ويبقى المضاف إليه على جره ، ولا يشترط في المحذوف أن يكون مماثلا للملفوظ ، ولكن يكتفى أن يكون مقابلا له .
نحو في قراءة من جر كلمة الآخرة :
{ تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرةِ }. التقدير : والله يريد في الآخرة ، أو والله يريد عرض الآخرة . عند تقدير بعض المعربين ، ولكن الوجه الأول أولى .
حذف المضاف إليه :
       يجوز حذف المضاف إليه ، ويبقى المضاف على حاله ، كما لو كان مضافا ، حيث يحذف تنوينه ، وهذا النوع أكثر ما يكون إذا عطف على المضاف اسم مضاف إلى مثل المحذوف من الاسم الأول . نحو قولهم : قطع الله يدَ ورجلَ من قالها .
والتقدير : قطع الله يد من قالها ، ورجل من قالها . فحذف ما أضيف إليه " يد " وهو " من قالها " لدلالة ما أضيف إليه " رجل " عليه . التقدير : " سهلها وحزنها " ، فحذف ما أضيف إليه " سهل " لدلالة ما أضيف إليه " حزن " عليه .
المضاف إلى ياء المتكلم :
       للمضاف إلى ياء المتكلم أحكام على النحو الآتي : ـ
1 ـ يجب كسر آخر الاسم المضاف إلى ياء المتكلم للمناسبة . نحو : هذا كتابي .
121 ـ ومنه  { اذهب بكتابي هذا }.
و { يا ليتني لم أوت كتابيه } .
أ ـ الاسم المقصور . نحو : فتايَ ، وهوايَ ، قوايَ .
ولاسم المنقوص . نحو : قاضيَّ ، واديَّ ، راميَّ .
ب ـ المثني وجمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر . نحو : معلمَيَّ ،   ومهندسَيَّ ، ومعلمِيَّ ، ومهندسِيَّ .
حيث يجب تسكين أواخرها ، وفتح الياء معها ، وإدغام ياء المنقوص والمثنى والجمع المذكر بياء المتكلم ، وقلب واو الجمع ياء ، ثم إدغامها بياء المتكلم .
35 ـ ومنه قول الشاعر :
      أودى بنيَّ فأعقبوني حسرة      عند الرفاء وعبرة لا تقلع
الشاهد : " بنيَّ " وأصلها " بنين " مضافة إلى ياء المتكلم ، فحذفت النون ، وأدغمت الياء في الياء . 
أحكام عامة للمضاف إليه : ـ
1 ـ وجوب اشتمال الإضافة المحضة على حرف جر متخيل ، والغرض من هذا التخيل الاستعانة بحرف الجر على توصيل معنى ما قبله إلى ما رعده ، ولا يخرج حرف الجر المتخيل عن أحد هذه الحروف الثلاثة الأصلية وهي : من ، في ، اللام .
2 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفا ، أو التخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة ، ويشترط في ذلك أن تكون الإضافة محضة .
3 ـ عدم الفصل بين المتضايفين باسم ظاهر ، أو ضمير بارز ، أو بغيرهما ، لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة الكلمة الواحدة ذات الجزأين ، ومع ذلك يجوز الفصل بشروط ، كما أوضحنا .
4 ـ يستفيد المضاف من المضاف إليه وجوب التصدير . فإذا كان المضاف إليه من الألفاظ التي لها الصدارة في الجملة كأسماء الاستفهام ، والشرط ، فإنه يفقد التصدير عندما يصير مضافا إليه ، وينتقل وجوب التصدير إلى المضاف الذي ليس من ألفاظ الصدارة . نحو : قلم من معك ؟ وصباح أيِّ يومٍ السفر ؟
5 ـ يجب تقديم المضاف على المضاف إليه ، وكذلك تقديمه على معمولات المضاف إليه ، سواء أكانت تلك المعمولات مفردة ، أم جملة ، أم شبه جملة ، إلا في حالة واحدة يجوز فيها التقديم ، وهي : أن يكون المضاف كلمة " غير " التي يقصد بها النفي ، وعلامة ذلك أن يصح وضع حرف نفي وفعل مضارع محل كلمة " غير " والمضاف إليها ، مع استقامة المعنى . نحو : أما غير منكر فضلا .
فيجوز أن نقول : أنا ـ فضلا ـ غير منكر . بدليل جواز قولنا : أنا فضلا لا أنكر . حيث سدت " لا " النافية مع الفعل المضارع مسد " غير " والمضاف إليه .
6 ـ وجوب استفادة المضاف الذي ليس مصدرا المصدرية من المضاف إليه .
122 ـ نحو  { سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }.
والتقدير : سيعلم الذين ظلموا ينقلبون منقلبا أي منقلب . فكلمة " أي " مفعول مطلق ، وناصبة للفعل المضارع " ينقلبون " ، ولكنه في هذا الموضع نائب عن المفعول  المطلق ، واكتيب المصدرية من المضاف إليه " منقلب " .
7 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه الظرفية ، بشرط أن يكون المضاف كلمة " كل " ، أو " بعض " ، أو ما يدل على الكلية ، أو الجزئية ، ويكون المضاف إليه ظرفا . نحو : أمضيت في الرحلة كل الوقت . وانقطعت عن زيارته بعض الوقت.
ومنه قولهم : قد تخفى خديعة اللئيم بعض الأحيان ، ولكنها لا تخفى كل الأحيان .
8 ـ جواز استفادة المضاف المذكر من المضاف إليه التأنيث ، إذا كان الأخير مؤنثا ، ويتحقق ذلك بشرطين : ـ
أ ـ أن يكون المضاف جزءا من المضاف إليه ، أو مثل جزئه ، أو كلا له .
مثال المضاف الذي هو جزء من المضاف إليه : أسرعت بعض السحائب حين ساقتها بعض الرياح . فقد لحقت " تاء " التأنيث كلا من الفعل " أسرع " ، " وساق " للتدليل على تأنيث فاعلهما ، وههو كلمة " بعض " .
ومثال المضاف الذي يشبه جزءا من المضاف إليه .
36 ـ قول الشاعر :
       وما حب الديار شغفن قلبي     ولكن حب من سكن الديارا
فكلمة " حب " في صدر البيت : مبتدأ مذكر ، وخبره الجملة الفعلية " شغفن " ، والرابط بين المبتدأ وخبره ، هو ضمير النسوة " النون " ، وكلمة " ديار " مضاف   إليه ، ولكن يشبهه بأن له اتصالا ، وارتباطا سببيا به .

ومثال المضاف الذي هو كل للمضاف إليه ،
37 ـ قول الشاعر :
      جادت عليه كل عين ثرة     فتركن كل حديقة كالدرهم
الشاهد قوله : " جادت " ، يلاحظ أن تاء التأنيث قد لحقت أخر الفعل " جاد " للدلالة على تأنيث فاعله وهو كلمة " كل " مع أن هذا الفاعل مذكر في ذاته .
ب ـ أن يكون المضاف صالحا للحذف ، وإقامة المضاف إليه مقامه من دون أن يتغير المعنى . نحو أن يقال : أسرعت السحائب حين ساقتها الرياح .
فقد حذف المضاف وهو كلمة " بعض " دون أن يفسد المعنى .
9 ـ جواز حذف تاء التأنيث من آخر المضاف ، شريطة أمن اللبس عند حذفها ، وعدم خفاء المعنى ،
123 ـ ك { وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة }.
والتقدير : " إقامة الصلاة " فقد حذف " تاء " التأنيث من المضاف تخفيفا في النطق ، ولم يترتب عليه لبس ، أو إخفاء في المعنى . ومنه  
{ رجال لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } 2 .





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمع مذكر ومؤنث سالم

جمع المذكر السالم       تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . الاّية : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . الاّية : { هم فيها خالدون }4 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }. ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . الاّية : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . وم...

توكيد

5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . { لبثنا يوما أو بعض يوم } . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب .         كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية      لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ...

حال

ـ البدل  تعريفه :        تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .     أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين . أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :      هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . { مفازا حدائق وأعنابا } . و{ اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } . قول :       ...