9
اسم الموصول
لفظ يدل
على معين بواسطة جملة تذكر بعده تسمى صلة الموصول ، مشتملة على ضميره .
أنواعه :
ينقسم اسم
الموصول إلى نوعين : ـ
موصول اسمي ، وموصول حرفي .
أولا
ـ الموصول الاسمي :
أقسامه : ينقسم الموصول الاسمي إلى
قسمين :
اسم موصول مختص ، واسم موصول مشترك .
1 ـ
اسم الموصول المختص :
كل اسم موصول يختص بنوع معين سواء أكان
مفردا ، أو مثنى ، أو جمعا ، مذكرا ، أو مؤنثا ، وألفاظه هي :
الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، اللذين
، اللتين ، الذين ، الألى ، اللاتي ، اللائي .
2 ـ
اسم الموصول المشترك :
. والأسماء الموصولة المشتركة هي : من ،
ما ، أي ، أل ، ذا .
أولا
ـ اسم الموصول الخاص
المذكر : اسم الموصول المفرد : الذي .
نحو :
: { اقرأ باسم ربك الذي خلق }
المثنى المرفوع : اللذان ، نحو :
: { واللذان يأتينها منكم }.
المثنى المنصوب : اللذين ، نحو :
210 ـ
: { ربنا أرنا اللذين أضلانا }.
الجمع : الذين ، نحو :
: { الذين ينفقون في السراء والضراء }
الجمع : الأولى ، نحو : جاء الألى فازوا
.
المؤنث : اسم الموصول المفرد : التي :
نحو :
قال تعالى : { التي لم يخلق مثلها في
البلاد }.
اللتان : جاءت اللتان تنظفان البيت .
اللتين : كافأت اللتين تفوقتا .
اللاتي : : { اللاتي هاجرن معك }
و : { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم }
ثانيا
ـ اسم الموصول المشترك
المذكر : من ، نحو : :
{ وأما من أوتي كتابه بشماله }25 الحاقة
.
و : { ومنكم من يُتَوفى من قبل.
( ألم يصدون عن سبيل الله من آمن
).
{ لآمن من في الأرض كلهم }.
{ إلا من تاب وآمن }.
ما
، ـ { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل }
{ لا علم لنا إلا ما علمتنا }.
{ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون }.
{ فإن لكم ما سألتم }
أل
، نحو : 217 ـ { ولا يفلح الساحر حيث أتى }.
{ وقليل من عبادي الشكور }.
{ والمقيمي الصلاة }35 الحج . { وما كان
من المشركين }67 آل عمران .
أي
، نحو { فأي الفريقين أحق بالأمن }
220 ـ { أيا ما تدعوا فله الأسماء
الحسنى }110 الإسراء ..
{ أيهم يكفل مريم } 43 آل عمران .
ذا
، نحو : 221 ـ { يسألونك ما ذا أحل لهم }.
{ ماذا أراد الله بهذا مثلا }
{ من ذا الذي يعصمكم } 17 الأحزاب
{ من ذا الذي يشفع عنده } 255 البقرة .
المؤنث : من ، نحو : { ومن يقنت منكن
لله ورسوله }31 الأحزاب .
ما ، نحو : أعجبتني القصة بما فيها من
حوادث .
أل ، نحو : حضر الكاتبة إلى المحكمة .
أية : أكرمت أيتهم حضرت .
ذا : ماذا أعددت من طعام .
يتضح من أولا : أن أسماء الموصول الخاصة سبعة ألفاظ هي : الذي للمفرد المذكر ،
سواء أكان عاقلا أم غير عاقل ، واللذان واللذين للمثنى المذكر رفعا ، ونصبا ،
والذين لجمع المذكر العاقل ، والتي للمفردة المؤنثة عاقلة وغير عاقلة ، واللتان
واللتين للمثنى المؤنثة ، واللاتي واللاواتي واللائي لجمع المؤنث ، والألى لجمع
المذكر والمؤنث .
ويتضح من ثانيا : أن أسماء الموصول المشتركة ، ومعانيها
كالتالي : من للعاقل ، وما لغير العاقل
، وأي عامة للعاقل وغير العاقل ، وتؤنث على " أية " ، وتكون مبنية على
الضم إذا أضيفت إلى معرفة ، وحذف الضمير الواقع صدر جملتها ، وسنتعرض لها بالتفصيل
في موضعه ، وذا للعاقل وغير العاقل ، وتكون اسما موصولا إذا وقعت بعد من ، أو ما
الاستفهاميتين ، وأل للعاقل وغير العاقل ، وتكون اسما موصولا إذا دخلت على صفة
صريحة ، كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، وصيغ المبالغة .
شروط وأحكام بعض أسماء الموصول :
هناك
بعض أسماء الموصول مما ذكرنا آنفا لا بد أن يتوفر فيه بعض
الشروط ، والأحكام ليكون اسما موصولا ، ولتميزه عن غيره من الألفاظ الأخرى التي
تتشابه معه ، وسنوضح ذلك بالتفصيل .
أولا ـ من ، وما :
1 ـ
اسما موصول ، الأول يدل على العاقل ، والثاني لغير العاقل .
2 ـ تأتي من ، وما اسما استفهام .
: { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }3 .
و : ( ما منعك ألا تسجد )4 . و :{
يسألونك ما ذا ينفقون }5.
3 ـ
وتأتي من وما اسما شرط .
ك : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }و {
ومن يفعل ذلك يلق أثاما }
: { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه }و {
وما تنفقوا من خير فلأنفسكم }.
ثانيا
ـ أي ، ولها عدة أحكام كالتالي :
1 ـ تأتي موصولة كما في الأمثلة التي
وردت عنها ، ومن شروطها أن يكون
عاملها مستقبلا ، ومتقدما عليها ، وأن
تضاف لفظا ومعنى معا ، أو تضاف معنى فقط إذا حذف المضاف إليه بقرينة ، كما أنها
تعرب ، أو تبنى ، فهي تبنى في حالة واحدة ، وذلك إذا أضيفت ، وكانت صلتها جملة
اسمية صدرها ـ وهو المبتدأ ـ ضمير محذوف . نحو : أقدر من الطلاب أيهم مؤدب .
ونحو : يكافأ من الطلاب أيهم متفوق .
والتقدير : هو مؤدب ، وهو متفوق .
: { ثم لننزِعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن
عتيا }. و: { أيكم أحسن عملا } . وا: { أيهم أحسن عملا }
أما إذا لم يتحقق فيها شرط من شروط
البناء حينئذ يجب إعرابها ، وذلك في الحالات التالية :
أ ـ إذا كانت مضافة وصلتها جملة اسمية
يكون صدرها المبتدأ " ضمير " مذكور في الجملة .
نحو : كافأت من الطلاب أيهم هو مجتهد .
ب ـ إذا كانت مضافة ، وصدر صلتها اسم
ظاهر ، يجب إعرابها .
نحو : هل زرت أيهم محمد مكرمه .
أو إذا كان صدر صلتها فعلا ظاهرا . نحو
: سنجزل العطاء لأيهم يأتي أولا .
: { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }4 .
وكذلك إذا كان صدر صلتها فعلا مقدرا .
نحو : سنجزل العطاء لأيهم في المعركة .
والتقدير : ليهم كان في المعركة .
ج ـ إذا كانت غير مضافة ، وصلتها جملة
اسمية ، يكون صدرها الضمير
المذكور في الكلام . نحو : سيفوز أيٌّ
هو مجتهد .
وسنعاقب أيّا هو مقصر . ومررت بأيٍّ هو
صالح .
د ـ إذا كانت غير مضافة ، وصلتها جملة
اسمية لم يذكر صدرها وهو الضمير .
نحو : سيفوز بالجائزة أيُّ مجتهد .
وسنكافئ أيَّ مجتهد ، وسنعتني بأيِّ مجتهد .
2 ـ
تأتي أي اسم شرط جازم . نحو : أيُّ كاتب تقرأه تستفد منه .
أيَّ خير تفعل تجده عند الله .
3 ـ
تأتي اسم استفهام وتكون معربة كغيرها من الأسماء .
نحو : أيُّ كتاب هذا ؟ ، وبأيِّ قلم
تكتب ؟ ،
: { فبأي حديث بعده يؤمنون }.
و ( فأي الفريقين أحق بالأمن )
و{ من أي شيء خلقه }.
4 ـ
تأتي أي وصلة لنداء المعرف بأل .
نحو
: { يا أيها الملأ افتوني } .
{ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا } : {
يا أيتها النفس المطمئنة } .
5 ـ
تأتي نعتا يدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم .
مثال المدح قولهم : المتنبي شاعر أيُّ
شاعر .
ومثال الذم : بئس الخلق الخيانة أيُّ
خيانة .
ومنه قولهم : احترسنا من خائن أيِّ خائن
.
6 ـ
وقد تأتي حالا بعد اسم معرف تدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم .
كأن تقول : لقد استمعت إلى محمد أيَّ
خطيب .
ثالثا
ـ أل ، اسم موصول للعاقل وغير العاقل ، كما أوضحنا في أمثلة سابقة ، وتأتي مفردة ،
وغير مفردة ، ويشترط فيها لتكون اسما موصولا أن تخل على صفة صريحة " صفة
مشبهة " كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، وصيغ المبالغة ، ومع أن
" أل " الموصولة تعتبر كلمة مستقلة إلا أن الإعراب لا يظهر عليها ،
وإنما يظهر على الصفة الصريحة المتصلة بها ، والتي تعرب مع مرفوعها صلة لها . نحو
: كرمت المدرسة الفائز في المسابقة .
رابعا
ـ ذا ، اسم موصول للعاقل وغير العاقل ، مفردا ، وغير مفرد .
: { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }1 .
ويشترط في " ذا " الموصولة أن
تسبق بمن ، أو ما الاستفهاميتين ، كما يجب أن تكون كلمة " من " ، أو
" ما " مستقلة بلفظها ، وبمعناها ، وهو الاستفهام غالبا . بحيث لا تركب
مع ذا تركيبا يجعلهما معا بمثابة الكلمة الواحد في إعرابها ، كأن نقول : ما ذا
عطارد ؟ ، أو : من ذا النائم ؟ فأن كلمة ما ذا ، أو من ذا في المثالين السابقين
كلها اسم استفهام ، وفي هذه الحالة تكون " ذا " ملغاة ، لأن تركيبها مع
" ما " ، أو " من " الاستفهاميتين قد جعلها بمثابة الكلمة
الواحدة .
وقد تأتي " ذا " اسم إشارة ، وحينئذ لا تصلح أن
تكون اسم موصول لعدم وجود الصلة بعدها ، لأنها تكون قد دخلت على مفرد .
نحو : ما ذا الكتاب ؟ ، ومن ذا الشاعر .
ويكون المقصود بذلك : ما هذا الكتاب ؟ ،
وما هذا الشاعر ؟
صلة الموصول والعائد :
تأتي
صلة الموصول لأسماء الموصول الاسمي جملة ، أو شبه جملة جار ومجرور ، أو ظرف ، ما
عدا " أل " الموصولة فلا تحتاج إلى صلة .
ويشترط في جملة الصلة سواء أكانت اسمية
، أو فعلية ثلاثة شروط هي : ـ
1 ـ
أن تكون جملة صلة الموصول خبرية ، ولا تأتي طلبية ، ولا إنشائية .
فلا يصح أن نقول : جاءني الذي اضربْه ،
ولا جاءني الذي ليته قائم .
2 ـ
أن تكون خالية من معنى التعجب .
فلا يصح أن نقول : جاءني الذي ما أحسنه
.
3 ـ
ألاّ تكون مفتقرة إلى كلام قبلها ، وأن تكون مشتملة على ضمير يعود على اسم
الموصول . فلا يصح أن نقول : جاءني الذي لكنه قائم .
ويشترط في شبه جملة الصلة بنوعيها
أن تكون تامة ، أي : أن يكون للوصل بها فائدة . نحو : أكرمت الذي في بيتك ، وأحسنت
إلى الذي عندك .
فالعامل في شبه الجملة في المثالين
السابقين أفعال محذوفة وجوبا تقديرها استقر .
وأما " أل " الموصولة فلا
تكون إلا مع الصفة الصريحة ، وهي اسم الفاعل ، واسم المفعول ، وصيغ المبالغة
، وبذلك تكون صلة " أل " هي الفصة وعمولها .
العائد : ـ
هو الضمير
الذي يعود على الموصول ، ويربط بينه ، وبين جملة الصلة ، ويكون مذكورا في الجملة ،
وقد يكون مقدرا .
فمثال العائد المذكور : جاء الذي هو عون
لكم .
سررت من الذين كافأتهم .
واستمعت إلى الذين استمعت إليهم .
ويلاحظ من الأمثلة السابقة أن العائد هو الضمير البارز الذي ذكر في جملة الصلة ،
ويعرب حسب موقع من الكلام ، فقد يأتي مرفوعا كما في المثال الأول لأنه مبتدأ ،
وعون خبره ، وقد يأتي منصوبا كما في المثال الثاني حيث وقع مفعولا به للفعل كافأ ،
وقد يأتي مجرورا بحرف الجر كما في المثال الثالث .
وقد يحذف العائد كما ذكرنا آنفا إذا أمن اللبس ، ويتحقق أمن اللبس بألا يكون الجزء
الباقي بعده صالحا للصلة .
فإذا قلنا : جاء الذي هو أخوه متفوق .
أو : جاءت التي أختها تتفوق .
أو : سلمت على الذي هو عندك ، أو : هو
في منزلك .
ففي كل الأمثلة السابقة لا يجوز حذف
العائد ، لأنه إذا حذفته ما يتبقى من الجملة بعد حذفه يكون صالحا للصلة ، ولا يعلم
من الكلام ما إذا كان هناك حذف ، أم لا ، وبذلك لا يجوز أن نقول : جاء الذي أخوه
متفوق .
أو : جاءت التي أختها تتفوق . أو : سلمت
على الذي عنك ، أو : في منزلك .
وعدم جواز الحذف إذا لم يؤمن اللبس
ينطبق على جميع أسماء الموصول ، بما في ذلك " أي " الموصولة .
فإذا قلت : يسرني أيهم هو متفوق .
فلا يجوز حذف
الضمير " هو " ، لأن الكلام يتم بدونه ، إذا حذف ، ولم يعلم فيما إذا
كان هناك ضمير محذوف أم لا .
ولا يجوز حذف الضمير
، إذا كانت الجملة بعده تصلح للصلة ، كما ذكرنا ذلك سابقا ، سواء أكان الضمير في حالة
الرفع ، أو النصب ، أو الجر .
أما الحالات التي يجوز فيها حذف
العائد فهي كالتالي : ـ
أولا
ـ إذا كان العائد في حالة الرفع فلا يجوز حذفه إلا بشرطين هما :
أ ـ أن تكون جملة الصلة اسمية ، والعائد
فيها هو المبتدأ .
ب ـ أن يكون خبره مفردا ، ففي هذه
الحالة يجوز الحذف ، لأن الخبر المفرد لا يصلح أن يكون صلة للموصول ، إذا حذف
المبتدأ .
ك : { وهو الذي في السماء إله }، و {
أيكم أحسن عملا }
فقد تم حذف الضمير في كل من الآيتين
السابقتين لأنه وقع مبتدأ ، وخبره مفرد لا
يصلح أن يكون صلة للموصول بعد حذف
المبتدأ ، والتقدير في الأولى : وهو الذي
في السماء إله . وفي الثانية : أيكم هو
أحسن عملا .
ثانيا
ـ إذا كان العائد في حالة النصب ، فلا يجوز حذفه إلا بشروط ثلاثة من غير الشرط
العام الذي ذكرناه أنفا في الحديث عن الحذف .
أ ـ أن يكون ضميرا متصلا .
ب ـ أن يكون العامل فيه فعلا تاما، أو
وصفا تاما .
ج ـ أن يكون الوصف التام لغير صلة
" أل " الموصولة التي يعود عليها الضمير.
نحو : حضر الذي كافأته . ووصل الذي أنا
معطيكه جائزة .
ومنه قولهم : أشكرك الله على ما هو
موليكه .
ففي الأمثلة السابقة يجوز حذف الضمير
المنصوب في " كافأته ، ومعطيكه ، وموليكه " . فنقول : حضر الذي كافأت . ووصل
الذي أنا معطيك جائزة ، وأشكر الله على ما هو موليك .
ومنه
: { ذرني وما خلقت وحيدا } . { أهذا الذي بعث الله رسولا} .
و : { الذين يعبدون من دون الله لا
يملكون لكم رزقا } .
ثالثا
ـ إذا كان العائد ضميرا في محل جر ، فيكون جره أما بالإضافة ، أو بحرف الجر .
أ ـ إذا كان العائد في محل جر بالإضافة
، يجوز حذفه إذا كان المضاف إليه اسم فاعل أو اسم مفعول ، وكلاهما للحال أو
الاستقبال . نحو : جاء الذي أنا مكرمه .
فيجوز حذف الضمير في مكرمه ونقول : جاء
الذي أنا مكرمٌ .
ب ـ وإذا كان العائد في محل جر بحرف
الجر ، يجوز حذفه إذا دخل على اسم الموصول حرف جر مثله لفظا ، ومعنى .
نحو : سلمت على الذي سلمت عليه .
فحينئذ يجوز لك أن تحذف الضمير في
" عليه " ، وتقول : سلمت على الذي سلمت.
: { ويشرب مما تشربون }1 ، والتقدير : تشربون
منه .
و : { فاختلط به نبات الأرض مما يأكل
الناس والأنعام } .
والتقدير : مما يأكل منه .
إعراب اسم الموصول :
لاسم الموصول مواقع إعرابية متعددة يحدده موقعه من الجملة التي يذكر فيها ، ولكن
قبل أن نذكر تلك المواقع الإعرابية يجدر بنا أن ننوه بأن أسماء الموصول عامة تكون
مبنية ما عدا " أي " الموصولة فتأتي مبنية في حالة ، ومعربة في ثلاثة
أحوال كما ذكرنا آنفا ، و " اللذان ، واللتان ، واللذين ، واللتين "
فإنهما معربان ، ويتبعان المثنى في إعرابهما ، رفعا بالألف ، ونصبا وجرا بالياء
كما أوضحنا سابقا .
ومنه في حالة الرفع : { واللذان يأتيانها منكم فأذوهما }3 .
فاللذان مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يتبع
المثنى في إعرابه .
ومثاله في حالة النصب : { ربنا أرنا اللذين أضلانا }4 .
فاللذين مفعول به منصوب بالياء .
أما بقية أسماء الموصول فتكون مبنية
دائما ، ولها مواقع إعرابية تكتسبها من خلال موقعها في الجملة ، وسنذكر على سبيل
المثال بعض المواقع الإعرابية لأسماء الموصول المبنية وهي كالآتي :
1 ـ حالة الرفع : وتشمل :
أ ـ
الرفع على الابتداء :
نحو
: { الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين }. { الذي يؤتي ماله يتزكى } .
و : { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن
واهجروهن }3 .
ب ـ
الرفع على الخبرية ،
نحو
: { هو الذي يصوركم في الأرحام }. { وهو الذي إليه تحشرون }5 .
وقوله : { أولئك الذين اشتروا الضلالة }
.
ج ـ
الرفع على الفاعلية :
نحو
: { وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا }7.
و : { قال الذي عنده علم من الكتاب }{
وراودته التي هو في بيتها } .
و : { أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح }
.
د ـ
نائب الفاعل ، نحو : { فبُهت الذي كفر } .
هـ
ـ اسم كان وأخواتها .
: { فإن كان الذي عليه الحق سفيها }
: { أو ليس الذي خلق السموات
والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم } .
{ وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس
يقولون ويكأن الله }
و : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك
بأبصارهم }.
و ـ
بدل المرفوع : بدل من الفاعل .
231 ـ نحو : { ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.
وبدل من المعطوف على نائب الفاعل .
نحو
: { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } .
وبدل من الخبر ، : { تلك الجنة التي نورث من عبادنا }.
2 ـ
حالة النصب :
أ ـ المفعول به ، : { أ رأيت الذي يكذب بالدين }7 .
{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن }. { أتستبدلون
الذي هو أدنى بالذي هو خير }9 .
و : { وبشر الذين آمنوا } .
ب ـ اسم إن ، نحو : { إن الذين آمنوا والذين هادوا }
{ إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى
معاد }
و : { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا
يؤمنون }.
ج ـ
مستثنى منصوب .
: { إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم }
د ـ
بدل المنصوب : بدل من المفعول به .
نحو
: { اعبدوا ربكم الذي خلقكم }2 .
{ فاتقوا النار التي وقودها الناس
والحجارة } { أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن } .
و : { وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون }
3 ـ
حالة الجر :
أ ـ المجرور بالحرف .
: { ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن
}.
{ كالتي نقضت غزلها } . و : { لتجدن أشد
الناس عداوة للذين آمنوا اليهود }8 .
ب ـ
بدل المجرور بحرف الجر .
و : { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا
عليها }
ج ـ
المجرور بالإضافة .
: { ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم }
و : { وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا
}.
د ـ بدل المجرور بالإضافة .
: { مثل الجنة التي وعد المتقون }.: { في يتامى النساء
اللاتي لا تأتوهن }
فوائد
وتنبيهات
أولا
ـ إن جملة الصلة تكون مع اسم الموصول كالوحدة الواحدة ، فلا يجوز لاسم الموصول
أن يتبع ، أو يخبر عنه ، ولا يستثنى منه قبل أن يستوفي الصلة التي يجب ألا
تتقدم هي ، أو أي من أجزائها عليه .
ثانيا
ـ يجب ألا يفصل بين اسم الموصول وصلته بفاصل ، وقد استثنى من هذه القاعدة
الفصل بالقسم ، كأن تقول : جاء الذي والله أكرمته .
أو بالنداء ، نحو : كافأت الذي أيها
الطلاب تفوق منكم .
أو بالجملة الاعتراضية ، نحو : جاء الذي
ـ أدامك الله ـ نقدره .
ولنا على هذه القاعدة ملاحظة هي :
لقد ذكر النحاة بأنه يجب عدم الفصل
بين اسم الموصول ، وجملة الصلة ، لأنهما كالكلمة الواحدة ، ثم أتبعوا ذلك بإجازة
الفصل بينهما بالقسم ، أوالنداء ، أو الجملة الاعتراضية ، ونحن هنا نلمس في
قولهم هذا مايشبه التناقض ، فالكلمة الواحدة ، إما أن تكون كلا متكاملا ، لا يتجزأ
، وإما لا ، فإذا تجزأت أصبحت لا تعطي المدلول الذي وجدت من أجله ، لذلك كان حري
بهم إلا يقيدوا الكلام وتركوا الأمر للمتكلم فإن شاء وصل ، وإن شاء فصل ، حتى لا
يعقدوا القاعدة ويجعلوا فيها مغمزا ، أو مجالا للاحتمال ، والتجويز .
ثالثا
ـ " أل " تأتي على عدة أنواع :
1 ـ
" أل " الموصولة ، وقد سبق ذكرها والتمثيل لها ، فهي لا تدخل إلا على
الصفات المشتقة ، نحو : وصل الراكب
السيارة .
2 ـ
" أل " التعريف : وهي التي تدخل على الأسماء النكرات المبهمة فتزيل
إبهامها ، وتحددها ، نحو : تسلمت الكتاب
الجديد .
وجاء الرجل المهذب .
وتنقسم
أل التعريف إلى ثلاثة أنواع هي : ـ
أل التعريف الجنسية . أل التعريف
العهدية . أل التعريف التي لبيان الحقيقة .
1 ـ
" أل " التعريف الجنسية ، وتنقسم إلى قسمين : ـ
أ ـ
أل التعريف الجنسية التي تكون لاستغراق الأفراد ، وهي التي تحل محلها "
كل " حقيقة .
نحو
: { إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات }1 .
والتقدير : كل إنسان في خسر .
ب ـ
أل التي لاستغراق الصفات ، وهي التي محلها " كل " مجازا .
نحو : أنت العالم . أي : أنت الجامع لكل
صفات العلماء .
: { والله يعلم المفسد من المفلح }2 .
أي : كل من توفرت فيه صفات الفساد ،
وتوفرت فيه صفات الإصلاح .
ويتضح من الشواهد القرآنية السابقة في
" أل " الجنسية بنوعيها ، أن الأسماء ، أو الصفات التي دخلت عليها
" أل " لا يراد بها شيء معين ، وإنما يراد منها الجنس ، وهو
واحد يدل على أكثر منه .
2 ـ
" أل " التعريف العهدية ، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام : ـ
أ ـ
العهد الذكري .
: { مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في
زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري } .
فكلمة المصباح ، والزجاجة المعرفتان
في السابقة ورد ذكرهما في الكلام نكرتين ،
ومن هنا كانتا معهودتين ذكرا .
ب ـ
العهد الذهني ، نحو جاء القاضي .
وتريد بالقاضي ذلك الشخص المعهود في
ذهنك ، وذهن مخاطبك .
: { إذ هما في الغار } .
ج ـ
العهد الحضوري ، نحو : هذا الطالب يدرس باجتهاد .
وهنا إشارة إلى الشخص الذي حضر أمامك
وأمام المخاطب .
: { اليوم أكملت لكم دينكم }2 .
3 ـ
" أل " التي لبيان الحقيقة :
هي التي تبين حقيقة واقعة معينة . نحو :
أحب الأمانة وأكره الخيانة .
في هذا المثال نبين أن المقصود حقيقة هو
الأمانة ، والخيانة .
ومنه
: { وجعلنا من الماء كل شيء حي }3 الأنبياء .
فالمقصود حقيقة في هذا الشاهد هو "
الماء " .
3 ـ
" أل " الزائدة :
هي التي تدخل على المعرفة ، أو النكرة ،
فلا تغير من تعريفها ، أو تنكيرها .
مثال دخولها على المعرفة : المأمون بن
الرشيد من أشهر خلفاء بني العباس .
فالكلمات : المأمون ، والرشيد ، والعباس
، معرف قبل دخول أل عليها ، لذلك لم تستفد تعريفا جديدا . ومثال دخولها على النكرة
، قولهم : ادخلوا الطلاب الأول فالأول . فكلمة " أول " نكرة لأنها حال ،
وعندما أدخلنا هليها " أل " لم تخرجها من دائرة التنكير .
أقسام
" أل " الزائدة :
تنقسم أل الزائدة إلى نوعين : ـ
1 ـ
أل الزائدة اللازمة : وهي التي اقترنت بالاسم منذ عرف عن العرب ، ولم
تفارقه ، وهذه الأسماء معرفة في أصلها ،
ومن ذلك بعض أسماء الأعلام . نحو : السموأل ، واللات ، والعزى ، وبعض الظروف مثل :
الآن ، وبعض أسماء الموصول : كالذي ، والتي ، واللاتي ، واللائي ، واللذان ،
والذين .
2 ـ
" أل " الزائد العارضة : وهي غير اللام التي توجد في الاسم حينا وتخلو
من حينا آخر ،
فبعضها يضطر إليه الشعراء في أشعارهم عند الضرورة .
كقول الشاعر :
" ولقد
نهيتك عن بنات الأوبر "
فأدخل الشاعر" أل " على كلمة
" أوبر " مضطرا ، لأن العرب عند ما تستعملها تستعملها مجردة من أل
، لكونها من أعلام الجنس . نقول : بنات أوبر .
وكذلك دخولها على التمييز الذي يكون في
الأصل مجردا من أل ، بل لا تدخل عليه في الأصل ، غير أن بعض الشعراء يدخلون أل
الزائدة العارضة على التمييز ضرورة كقول الشاعر :
" صدت وطبت النفس يا قيس بن عمرو "
وكان الأصح أن يقول : وطبت نفسا ، لأن
" نفسا " تمييز ، والتمييز على المشهور لا تلحقه أل الزائدة ، ولكنها
الضرورة الشعرية .
ومنه غير اضطراري ، وهذا ما يلجأ إليه
الشعراء ، وغير الشعراء لغرض يريدون تحقيقه هو : لمح الأصل وبيانه .
نحو : العادل ، والمنصور ، والحسن
، فهي تدل على العلمية بذاتها ، وبمادتها ، واعتبارها جامدة ، وتدل على المعنى
القديم بأل التي تشعر وتلمح إليه ، والمعنى القديم لتلك الأعلام كان عبارة عن
المعنى التي تؤديه هذه المشتقات قبل أن تصبه أعلام ، فكلمة : عادل ، ومنصور ، وحسن
، ونظائرها كانت عبارة عن الذات التي فعلت العدل ، أو وقع عليها النصر ، أو اتصفت
بالحسن ، ولا دخل للعلمية بها ، ثم صار كل واحد منها بعد ذلك علما يدل على مسمى
معين ، ولا يدل على المعنى القديم السابق ، وأصبحت اسما جامدا لا ينظر إلى أصله
الاشتقاقي ، ولا لاستعماله الأول .
رابعا ـ يجوز تعدد اسم الموصول دون أن
تتعدد صلته ، فإذا ورد في الجملة اسما موصول ، أو أكثر يمكن أن يكتفى لها بصلة
واحدة ، بشرط أن تكون جملة الصلة ذات معنى مشترك بين تلك الموصولات ، كما يجب أن
يكون الرابط بينها مطابقا لتلك الموصولات باعتبار تعددها .
نحو : فاز بالجائزة الذي والتي هيأناهما
للمسابقة .
ونحو : شارك في الرحلة الذين واللاتي
ساهموا في الاشتراك .
في المثالين السابقين جاءت جملة الصلة جملة فعلية " هيأناهما ، و ساهموا
" وفي كل منهما لا يصح أن تكون جملة الصلة لإحدى الموصولين دون الآخر ، لأن
كلا من الموصولين قد اشترك في معنى جملة الصلة ، كما أن الرابط يدل على التثنية في
المثال الأول ، وعلى الجمع في المثال الثاني ، ولا يصح أن يخصص لأحدهما .
كما
يجوز أن تتعدد الموصولات ، وتتعدد معها جملة الصلة ، فيكون لكل موصول صلته الخاصة
، سواء أكانت مذكورة في الكلام ، أو محذوفة جوازا ، تدل عليها صلة أخرى مذكورة ،
بشرط أن تكون الصلة المذكورة صالحة لاسم موصول واحد دون غيره .
نحو : كافأت الذي والتي تفوقت . وشجعت
اللائي والذين لم يوفقوا .
ففي كل من المثالين السابقين نلاحظ تعدد اسم الموصول ، وكذلك تعدد الصلة ، لأن
الصلة المذكورة لا تصلح أن تكون صلة للموصولين ، فهناك جملة صلة محذوفة جوازا
لدلالة الصلة المذكورة عليها .
خامسا
ـ يجوز حذف الموصول الاسمي ما عدا " أل " الموصولة ، وذلك إذا كان في
الجملة
أكثر من اسم موصول وأمن اللبس عند الحذف .
نحو : فليعلم كل من يهمل عمله ويتواكل
ويتقاعس أنه سيفصل من العمل .
والتقدير : من يتواكل ومن يتقاعس . فقد
حذفا اسما الموصول في بقية الكلام لدلالة اسم الموصول الأول عليهما ، كما أنه لم
يقع لبس في الكلام بعد حذفهما ، وهذا الاسمان يقتضيهما المعنى ، وإلا لفسد معنى
الجملة .
سادسا
ـ يجوز في الضمير العائد على اسم الموصول المشترك كـ " من " ، و
" ما " الإفراد مراعاة للفظ ، لأن ألفاظها مفردة .
: { ومن يقنت منكم لله ورسوله ويعمل صالحا } .
كما يجوز فيه المطابقة مراعاة للمعنى .
: { ومنهم من يستمعون إليك } .
تعليقات
إرسال تعليق