المفعول به
تعريف المفعول به :
كل اسم منصوب يدل على من وقع عليه فعل الفاعل دون تغيير
معه في صورة الفعل .
نحو : كتب
الطالب الدرس ، وجنى المزارع الفاكهة .
: { لا نشتري به ثمنا }2 .
و : { قد
بلغت من لدنا عذرا } .
حكمه : واجب النصب .
العامل فيه :
الأصل أن يعمل الفعل في المفعول به النصب ، غير أن هناك
من يعمل عمل الفعل وهو : ـ
1 ـ اسم الفاعل . نحو : جاء الشاكر نعمتك ، وأقبل جندي
حامل سلاحه .
: { ولا آمين البيت الحرام }4 .
و : {
وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد } .
ومنه قول
الشاعر :.
أمنجز أنت وعدا قد وثقت به أم اقتفيتم جميعا وعد عرقوب
فالكلمات
" نعمتك ، وسلاحه ، والبيت ، وذراعيه ، ووعدا " جميعها مفاعيل بها
العامل
فيها أسماء
الفاعلين ، وهي على الترتيب : الشاكر ، حامل ، آمين ، باسط ، منجز .
2 ـ اسم المفعول المشتق من الفعل المتعدي لمفعولين .
نحو : محمد
مكسو أخوه ثوبا ، وأحمد مُخْبَرٌ أبوه الامتحان قريبا .
فكلمة
" ثوبا ، والامتحان " كل منهما مفعول به منصوب باسم المفعول : مكسو ،
ومخبر . لأن اسمي المفعول السابقين كل منهما مشتق من فعل متعد لمفعولين ، فالمفعول
الأول وقع نائبا للفاعل لكون اسم المفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ، والثاني
بقي مفعولا به .
3 ـ المصدر . نحو قولهم : حبك الشيء يعمي ويصم .
ونحو :
يسعدني إكرامك الضيف .
3 ـ ومنه : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما }1 .
فالكلمات
" الشيء ، والضيف ، ويتيما " جاءت مفاعيل بها منصوبة للمصادر : حب ،
وإكرام ،
وإطعام ، وجميعها عملت عمل أفعالها المتعدية .
4 ـ صيغ المبالغة . نحو : أنت حمالٌ الضر ، والكريم
منحارٌ إبله لضيوفه .
قول: ـ
أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاج الخوالف أعقلا
فالكلمات
" الضر ، وإبله ، وجلالها " جاء كل منها مفعولا به لصيغة المبالغة :
حمال في المثال الأول ، ومنحار في المثال الثاني ، ولباس في بيت الشعر . لأن صيغ
المبالغة إذا اشتقت من أفعال متعدية عملت عمل أفعالها المتعدية ، فترفع فاعلا ،
وتنصب مفعولا به .
5 ـ صيغ التعجب . نحو : ما أجمل القمر ، وما أكرم محمدا
.
4 ـ ومنه : { فما أصبرهم على النار }2 .
و : { قتل الإنسان
ما أكفره }3 .
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات
قليل
فالكلمات
" القمر ، ومحمدا ، والضمير في أصبرهم ، والضمير في أكفره ، والإخوان"
وقعت مفاعيل بها لأفعال التعجب التي سبقتها وهي : أجمل ، وأكرم ، وأصبر ، وأكفر ،
وأكثر .
6 ـ اسم الفعل . نحو : دونك الكتاب . ومنه : { عليكم أنفسكم }1 .
و : { قل هلم
شهداءكم الذين يشهدون }2.
فـ "
الكتاب ، وأنفسكم ، وشهداءكم " مفاعيل بها لأسماء الأفعال : دونك ، وعليكم ،
وهلمَّ ، لأنها تعمل عمل الفعل .
أنواع المفعول به : ـ
1 ـ الأصل
في المفعول به أن يكون اسما ظاهرا . نحو : كتب الطالب الواجب .
ومنه : { لا نشتري به ثمنا } .
و : { الذي
أحلنا دار المقامة } .
و : { الذي
جعل لكم الأرض فراشا } .
و : { إذ
ابتلى إبراهيم ربه } .
فالكلمات
" الواجب ، وثمنا ، ودار ، والأرض ، وفراشا ، وإبراهيم " جميعها مفاعيل
بها جاءت أسماء ظاهرة .
2 ـ يأتي
المفعول به ضميرا متصلا ، أو منفصلا .
مثال
المتصل : صافحتك ، أنت أكرمتني ، أنا كافأته .
: { هو الذي يصوركم في الأرحام }1 .
و : { ولو
شاء الله لجمعهم على الهدى }2 .
و : { عسى
ربي أن يهديني }3 .
فالضمائر
المتصلة وهي : الكاف في صافحتك ، والياء في أكرمتني ، والهاء في كافأته ، والكاف
في يصوركم ، والهاء في جمعهم ، والياء في يهديني ، وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل
بها للأفعال المتصلة بها .
ومثال
الضمير المنفصل : : { إياك نعبد وإياك
نستعين } . { إيانا يعبدون }: { وإياي فارهبون } .
فالضمائر
المنفصلة " إياك ، وإياك ، وإيانا ، وإياي " وقعت جميعها في محل نصب
مفاعيل بها للأفعال التي تلتها وهي : نعبد ، ونستعين ، ويعبدون ، وفارهبون .
3 ـ المصدر المؤول بالصريح . وهو كل فعل مضارع مسبوق بأن
المصدرية ، أو كل جملة مكونة من
" إن " المشبهة بالفعل ومعموليها .
مثال
المصدر المسبوك من أن والفعل : ينبغي أن تعمل واجبك أولا بأول .
: { أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا }7
.
و : {
وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب }8 .
و : { إن
الله يأمركم أن تذبحوا بقرة }9 .
فالمصدر
المؤول : أن تعمل ، وتقديره : عمل ، وأن يأتيهم وتقديره : إيتاء أو آتيان ، وأن
يجعلوه ، وتقديره : جعل ، وأن تذبحوا ، وتقديره : ذبح ، وقعت كلها في محل نصب
مفاعيل بها .
ومثال
المصدر المؤول من أن ومعموليها : أثبت المعلم أن التجربة خاطئة .
والتقدير :
أثبت خطأ التجربة .
ونحو :
عرفت أن الأسد لا يأكل الجيف .
والتقدير :
عدم أكل الأسد الجيف .
9 ـ ومنه : { زعمتم أنهم فيكم شركاء }1 .
و : {
ليعلموا أن وعد الله حق }2 .
والتقدير
في الآية الأولى : زعمتموهم شركاء ، فالضمير مفعول أول ، وشركاء مفعول ثان ، لأن
زعم يتعدى لمفعولين .
وفي الآية
الثانية : ليعلموا وعد الله حقا ، فالمفعول الأول : وعد ، والمفعول الثاني : حقا ،
لأن علم متعد لمفعولين .
حذف المفعول به : ـ
1 ـ يجوز حذف المفعول به إذا دل عليه دليل .
10 ـ نحو : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }3 .
والتقدير :
يزعمونهم شركاء .
و : { وما
يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء }4 .
فـ "
شركاء " مفعول يتبع ، وأما مفعول يدعون فهو محذوف لفهم المعنى ، وتقديره :
آلهة ، وقد جوزوا أن تكون " ما " استفهامية مفعول يتبع ، وشركاء مفعول
يدعون ، ولا حذف في الآية .
و : { فإن يخرجوا
منها فإنا داخلون }3 . والتقدير : داخلوها .
2 ـ يحذف المفعول به طلبا للاختصار .
11 ـ نحو : { ما ودعك ربك وما قلى }1 .
و : { ألم
يجدك يتيما فآوى }2 .
والتقدير :
قلاك ، وآواك ، وهو عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم .
3 ـ يحذف اقتصارا .
12 ـ ك : {
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون }3 .
والتقدير :
وهم من ذوي العلم ، وقد يكون الحذف للاختصار ، والتقدير : يعلمون كذبهم . ومنه : { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله }4 .
فقد حذف
مفعول يعلمون اقتصارا ، لأن المقصود إنما هو نفي نسبة العلم إليهم ، لا نفي علمهم
بشيء مخصوص ، فكأنه قيل : وقال الذين ليس لهم سجية في العلم لفرط غباوتهم {5} .
ويراد بالاختصار الحذف لدليل ، وبالاقتصار الحذف لغير دليل .
4 ـ يحذف المفعول به بعد لو شئت .
13 ـ نحو : { فلو شاء لهداكم أجمعين }6 . والتقدير : لو
شاء هدايتكم .
و : { ولو
نشاء لطمسنا على أعينهم }7 .
فالمفعول
به محذوف تقديره : لو نشاء طمسها .
5 ـ ويحذف بعد نفي العِلْم .
14 ـ
ك : { ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون }8 .
والتقدير :
لا يعلمون أنهم السفهاء . فالمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل نصب مفعول به
محذوف .
ومنه : { ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون }9 .
والتقدير :
لا تبصرون الحق .
6 ـ ويحذف إذا كان المفعول به عائدا على الموصول .
: { أ هذا الذي بعث الله رسولا }1 . والتقدير :
بعثه .
7 ـ كما يكثر حذفه في الفواصل .
: { ووجدك ضالا فهدى }2 .
و : {
ووجدك عائلا فأغنى }3 . والتقدير : فهداك ، فأغناك .
حذف العامل في المفعول به : ـ
1 ـ يجوز
حذف عامل المفعول به إذا دلت عليه قرينة ، وذلك في جواب الاستفهام .
نحو : من
ضربت ؟ فتقول : خالدا ، والتقدير : ضربت خالدا .
فحذفنا
الفعل لدلالة ما قبله عليه وهو : من ضربت ؟
ويجوز
الحذف إذا دلت عليه القرينة في غير جواب الاستفهام .
: { ولوطا إذ قال لقومه }4 .
فـ "
لوط " منصوب بإضمار الفعل " وأرسلنا " .
و : { ولسليمان
الريح عاصفة }5 .
فـ "
الريح " مفعول به على إضمار " سخرنا "
و : { ومريم
ابنة عمران الني أحصنت فرجها }6 .
فـ "
مريم " مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : واذكر مريم .
2 ـ يجب
حذف عامل المفعول به إذا تقدم المفعول به على فعل عمل في الضمير المتصل العائد
عليه . نحو : محمدا أكرمته .
: { والأرض بعد ذلك دحاها }1 .
فـ "
الأرض " مفعول به لفعل واجب الحذف يفسره ما بعده ، والتقدير : ودحا الأرض .
ومنه : { والجبال أرساها }2 .
والتقدير :
أرسى الجبال ، وفسره الفعل الموجود .
تقديم
المفعول به وتأخيره : ـ
أولا ـ
جواز التقديم :
الأصل في المفعول به أن يكون مؤخرا ، وأن يتقدم عليه فعله وفاعله ، كما بينا ذلك
في باب الفاعل ، غير أنه يجوز تقديم المفعول به على فعله ، وفاعله إذا أمن اللبس .
نحو : كسر زجاجا التلميذ ، وكتب الواجب الطالب .
ونحو :
درسا كتب الطالب ، وزجاجا كسر التلميذ .
ففي المثالين
اللذين تقدم فيهما المفعول به على فاعله لا خلاف في تجويزه ، لأمن اللبس .
ومثله
قولهم : خرق الثوب المسمار .
إذ لا يعقل
أن يكون الثوب هو الفاعل لأن المسمار هو الذي يخرق ، وكذا لا يعقل أن يكسر الزجاج
التلميذ ، ولا يكتب الدرس الطالب ، لأن كل من الزجاج والدرس هما المفعول بهما أصلا
.
أما في
تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا ، قد يوهم أن يكون مبتدأ ، غير أنه في
المثالين السابقين ، وما شابهّما لا يصح أن يكونا مبتدأين لأن كل منهما نكرة ولا
مسوغ للابتداء بها إلا إذا أفادت .
أما إذا
كان المفعول به المقدم على فعله وفاعله معرفة . نحو : الدرس كتب الطالب ، والزجاج
كسر المهمل . يصح في كل منهما أن يكون في موضع المبتدأ ، إذ لا مانع للبس في هذه
الحالة بين المفعول به ، وبين المبتدأ ، فكل منهما يجوز فيه أن يكون مفعولا به ،
ويجوز فيه أن يكون مبتدأ ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره ، فتدبر .
ثانيا ـ وجوب التقديم :
1ـ يجب
تقديم المفعول به على الفاعل إذا كان الفاعل محصورا بـ " ما أو إنما " .
نحو : ما
أكل الطعام إلا محمد . ونحو : إنما كتب الدرس المجتهد .
: { وما يعلم جنود ربك إلا هو }1 .
2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا بالفعل ، والفاعل
اسما ظاهرا .
نحو :
كافأك المدير ، وأكرمني صديقي ، وشكره عليّ .
: ( لا يحطمنكم سليمان وجنوده }2 .
و : ( يوم يغشاهم
العذاب }3 .
سيذكرني قومي إذا جد جدهُمُ وفي الليلة الظلماء يفتقد
البدر
3 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به .
نحو : أخذ
الكتاب صاحبه . ومنه قولهم : إعط القوس باريها .
23 ـ ومنه : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }4 .
فـ "
الكتاب ، والقوس ، وإبراهيم " مفاعيل بها تقدمت على فاعليها لاتصال فاعل كل
منها بضمير يعود عليها ، فلو قدمنا الفاعل وأخرنا المفعول به لعاد الضمير على
متأخر لفظا ورتبة ، وهو غير جائز لأن الأصل أن يتقدم الاسم ويتأخر الضمير العائد
عليه .
ثالثا ـ وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا :
ـ
1 ـ يجب تقديم المفعول به على فعله ، وفاعله إذا كان
ضمير منفصلا .
نحو : { إياك نعبد }5 ، و : { وإياى فارهبون }6 .
و : {
إيانا تعبدون }1 .
2 ـ إذا كان المفعول به من الأسماء التي لها الصدارة في
الكلام .
كأسماء الشرط . نحو : أياً تصاحب أصاحب .
: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }2 .
و : { من
تدخل النار فقد أخزيته }3 .
أو أضيف
إلى أسماء الشرط . نحو : كتابَ أي عالم تقرا تستفد .
وأسماء الاستفهام . نحو : من قابلت ؟
25 ـ ومنه : { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي }4 .
أو أضيف
إلى أسماء الاستفهام . نحو : كتاب من استعرت ؟
3 ـ إذا كان المفعول به كم ، أو كأين الخبريتين ، وما
أضيف إليهما .
نحو : كم
من دروس قرأت ولم تستفد .
ونصيحة كم
صديق سمعت ولم تتعظ .
: { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرون }5 .
و : { وكم أرسلنا
من نبي في الأولين }6 .
فـ "
كم " في الآيتين وقعت كل منهما في موضع نصب مفعول به ، الأولى للفعل أهلكنا ،
والثانية للفعل أرسلنا .
ومثال كأين
: كأين من صديق عرفت . والتقدير عرفت كأين من صديق .
المفعول
المطلق
تعريفه :
اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على
حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه .
نحو : أقدر
الأصدقاء تقديرا عظيما .
فتقديرا :
مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر .
وسوف نتعرض
لعامله بالتفصيل في موضعه عن شاء الله .
ويتنوع
المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو 59 ـ : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 .
60 ـ أو
بالإضافة . نحو : { وقد مكروا مكرَهم } 2
.
و : { ومن
أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 .
ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ،
ويكون منصوبا دائما .
أنواعه :
1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله .
نحو : قفز
النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا .
61 ـ ومنه : { وكلم الله موسى تكليما }4 .
فالكلمات :
قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ،
وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها .
ومنه : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 .
و : { كلا
إذا دكت الأرض دكا دكا }6 .
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون
2 ـ لبيان نوعه .
نحو : تفوق
المتسابق تفوقا كبيرا .
ونحو :
انطلقت السيارة انطلاق السهم .
فكلمة
تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا "
، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ،
وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا
لنوع فعله .
: { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1
.
ومنه : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 .
و : {
يرونهم مثليهم رأي العين }3 .
و : { ولا تبرجن
تبرج الجاهلية الأولى }4 .
29 ـ ومنه
قول:
لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك
الأحياءُ
3 ـ أو لبيان عدده .
نحو : ركعت
ركعة . وسجدت سجدتين .
"
فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل .
فركعة بينت
وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة .
63 ـ ومنه : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 .
ــــــــــ
* تثنية المفعول المطلق وجمعه :
1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا
نقول :
انطلقت
انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات .
2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على
قلة .
نحو : وقفت
وقوفي محمد وأحمد .
بمعنى أنك
وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد .
3 ـ
المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته .
نقول :
جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .
* عامل المفعول المطلق :
يعمل في المفعول المطلق كل من
الأتي :
1 ـ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما
عظيما .
وقد مر
معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة .
2 ـ المصدر . 64 ـ نحو : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 .
فجزاء
مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم .
3 ـ اسم الفاعل . 65 ـ نحو : { والصافات صفا }2 .
صفا :
مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات .
4 ـ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا .
قبحا :
مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح .
5 ـ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد
أكرمهم كرما .
فشجاعة ،
وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل :
أشجعهم في
المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني .
ـــــــــــ
ما ينوب عن المفعول المطلق
وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ، أو
صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك
عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة مثله .
وسنتحدث عنها بالتفصيل :
1 ـ مرادف المفعول المطلق .
نحو : فرحت
جذلا . ووقفت نهوضا .
فجذلا جاء
نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا .
الذي لم
يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه .
وكذلك
المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا .
ونحو : سرت
مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا .
غير أن بعض
النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ،
أما الجلوس
فيكون من اتكاء . (1) .
66 ـ ومنه : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 .
2 ـ ينوب عنه أسم المصدر .
واسم المصدر
ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا .
فعونا
نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل
أعان
المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان .
ومنه :
اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما .
67 ـ ومنه : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا
}3 .
و : {
والله أنبتكم من الأرض نباتا }4 .
4 ـ ملاقيه
في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر
الأصلي .
68 ـ نحو : { وتبتل إليه تبتيلا}1 .
فالفعل
" تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في
الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق .
فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ
صعبة أيَّ إذلالِ
4 ـ صفة المصدر المحذوف .
نحو : ضحكت
كثيرا .
فكثيرا :
نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا
كثيرا .
ومنه :
صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا .
69 ـ ومنه : { واذكروا الله كثيرا }2 .
و : {
واذكر ربك كثيرا }3 .
5 ـ لبيان نوعه .
نحو : رجع
العدو القهقرى .
فالقهقرى :
نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل .
والأصل :
رجع العدو رجوع القهقرى .
ومنه :
جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى .
6 ـ لبيان عدده .
نحو : صليت
ركعتين .
ركعتين :
نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ
الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى .
ومنه :
قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة .
فستين :
نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب .
: { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 .
7 ـ ما يدل على آلته .
نحو : ضربت
المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل .
والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا .
ومنه :
ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة .
8 ـ الإشارة إليه .
نحو :
أقدره هذا التقدير .
هذا : اسم
إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق .
التقدير :
بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق .
ومنه :
غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية .
9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق .
نحو :
أحترمه كل الاحترام .
كل : أضيفت
إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب .
ونحو :
أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير .
وفي كلا
المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه .
: { فلا تميلوا كل الميل }2 .
و : { ولا تبسطها
كل البسط }3 .
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا
تلاقيا
ــــــــــــ
10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق .
نحو :
كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل .
فالضمير
المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " .
والأصل :
لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به .
ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري .
: { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين
}1 .
11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق .
وهي : أفضل
، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ .
نقول :
اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد .
واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد .
فكل من
كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ،
لكونها أضيفت إليه .
12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان .
نحو : ما
كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟
: { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }2 .
13 ـ وينوب
عنه ما ومهما وأي الشرطيات .
نحو : ما
تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك .
14 ـ وينوب
عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر .
نحو :
اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد .
وأصل
" أي " صفة للمصدر .
ــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق