التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عمل ليس

ما يعمل عمل ليس من الحروف

أولا : ما النافية .

تنقسم " ما " النافية إلى قسمين : ـ
1 ـ ما النافية التي لا عمل لها ، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها ، وتعرف بالتميمية ، وسبب عدم عملها ؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين ، ولا يختص دخولها على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء ، لذلك أهملها التميميون .
مثال دخولها على الأسماء : ما أخوك قائم ، وما عمرو مسافر .
فأخوك مبتدأ ، وقائم خبره .
ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء . وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة .
مثال دخولها على الأفعال الماضية ، 67 ـ  { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }. و { ما اتبعوا قبلتك } .
و { وما كان من المشركين } .
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة  { وما يعلمنا من أحد } .
و { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } .
و { ما يأكلون في بطونهم إلا النار } .

2 ـ ما النافية العاملة ، والتي يختص دخولها بالأسماء ، وتعمل عمل ليس ؛ لأنها
تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية .
68 ـ نحو  { ما هذا بشر }. و { ما هن أمهاتهم } .

شروط عملها :
تعمل ما النافية بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . إذ لا يصح أن نقول : ما مسافرا محمد .
2 ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها . فلا يصح أن نقول : ما عمله محمد مشكورا ، وما يوم الجمعة محمد قادما ، وما عند السفر عليّ منتظرا .
3 ـ الا تقترن بـ " إن " الزائدة . فلا يجوز أن نقول : ما إن محمد مسافرا .
4 ـ ألا ينتقض النفي بإلا ، فإذا انتقض بطل عمل " ما " .
نحو  { وما محمد إلا رسول } .
و { ما أنتم إلا بشر مثلنا } . فـ " محمد " مبتدأ ، و " رسول " خبر .
5 ـ ألا تتكرر . ومن الأمثلة التي استوفت فيها " ما " الشروط السابقة قولهم :
ما رجلٌ أكرمَ من حاتم ، وما محمد أشجعَ من علي .
ومنه  { ما منكم من أحد عنا حاجزين } .
       ما الحسن في وجه الفتى شرفا له     إذا لم يكن في فعله والخلائق
      أبناؤها  متكنفون أباهم      حنقوا الصدور وما هم أولادها
الشاهد في الآية  { من أحد عنه حاجزين } من : حرف جر زائد ، وأحد : اسم ما في محل رفع ، وحاجزين : خبرها منصوب .

والشاهد في البيتين : " ما الحسن شرفا " ، و " وما هم أولادها " . فـ " الحسن " في الشاهد
الأول ، والضمير المنفصل " هم " في الشاهد الثاني كل منهما وقع اسما لما النافية العاملة مرفوعا
بها ، و" شرفا " ، و " أولادها " خبراها منصوبان بها .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة .
69 ـ ك { وما ربك بظلام للعبيد }1. و { وما هم بمؤمنين } .
و { وما صاحبكم بمجنون } .
قول:
       ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي     بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة ، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد .
2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا ، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة .
كقول:
        وما لي شيء منكما غير أنني     أمني الصدى ظليكما فأطيل
الشاهد : وما لي شيء ، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها
" شيء " ، وفيه خلاف بين النحاة ، فمنهم من أبطل عملها ، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم ، و " شيء " مبتدأ مؤخر .
3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها ، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة . 70 ـ  نحو  { فما منكم من أحد عنه حاجزين } . 

       لا ينسينك الأسى تأسيا فما       من حِمام أحدٌ معتصما
الشاهد في الآية  فما منكم من أحد ، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما " . 
والشاهد في البيت قول الشاعر : ما من حمام ، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها ، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة .
4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة ، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين ، وليستا عاطفتين ؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب ، وإنما تعمل في المنفي . نحو : ما محمد مسافرا بل مقيم ،
وما زيد مهملا لكن مجتهد .
وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي ، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب .
فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي ، ولا يقتضي الإيجاب  كـ " الواو " مثلا جاز النصب . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملا .
وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملٌ {1} .

ثانيا ـ " لا " النافية ، وهي إما عاملة ، أو غير عاملة .
1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس ، وتعرف بلا الحجازية أيضا ، وهي لنفي الوحدة ، وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة .
أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا .
ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر .
ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة .

نحو : لا في الدار أحد موجودا .
د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا .
هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي .
ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا " ،
ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا .
ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا : لا رجلٌ أفضلَ من رجل .
36 ـ ومنه قول الشاعر* :  
       تعز فلا شيء على الأرض باقيا    ولا وزر مما قضى الله واقيا
الشاهد : فلا شيء باقيا . لا : نافية تعمل عمل ليس ، وشيء : اسمها مرفوع ، وباقيا :
خبرها منصوب .
ومنه قول:
          إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى     فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول المتنبي :
         نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل     فبؤت حصنا بالكماة حصينا
37 ـ والغالب في خبرها الحذف كقول:
       من صد عن نيرانها    فأنا ابن قيس لا براح
الشاهد : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره :
لا براح لي .
2 ـ " لا " النافية غير العاملة ، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء ،والأفعال ، كما هو الحال في " ما " غير العاملة .
فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا .
71 ـ نحو  { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }.

و { لا بيع فيه ولا خلال }.
و { لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر } .
ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت . نحو  { زيتونة لا شرقية ولا غربية } .
72 ـ و { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث } .
ومثال دخولها على الأفعال  { فلا صدق ولا صلى } .
و{ لا يعزب عنه مثقال ذرة } .
و { فلا أقسم بمواقع النجوم } .

فوائد وتنبيهات

1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا ، ولم يرد عملها في القرآن ، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه .
38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري ، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب :
         وما صرمتك حتى قلت معلنة    لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا " ، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها .
أما  { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.
فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2} .
و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف " ، و " لا " لا عمل لها ، وعلتهم في ذلك  ولا هم يحزنون ، أن ما بعد " لا " معرفة ،
و " لا " لا تعمل إلا في النكرة ، فحملوا الأول على الثاني .
أي حملوا  لا خوف عليهم ، على  ولا هم يحزنون .
وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس ، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها ، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين ، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط . فقد يأتي اسمها معرفة ، وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي :
     وحلت سواد القلب لا أنا باغيا     سواها ولا عن حبها متراخيا
     إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى    فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

وعلى ذلك حملت الآية السابقة : ولا هم يحزنون .
والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوبا .
حيث عملت " لا " عمل ليس ، واسمها ضمير ، والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل . و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان .
وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف ؛ لأن " لا " للنفي مطلقا ، و " ليس " لنفي الحال ليس غير .
2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما ، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد .
ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها .
فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً . برفع المبتدأ ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة ، والتفي في هذه الحالة ليس عاما ، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحدا أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجلٌ مسافراً ، بل رجلان أم ثلاثة .
وإذا قلنا : لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً . بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا . إذ لا يصح أن نقول : لا رجلَ مسافر ولا امرأة ، بل رجلان ؛ لأن المنفي وقع على الجميع ، فلا يستثني منهم أحد .
وقد قرئ  { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }.
بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة ، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة .
3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار .
نحو  { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .

و { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }.
4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام .
نقول : ألا رجل محسنا إلى للفقير ، ألا طالب فائزا في المسابقة .
5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب :
         وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة      بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
الشاهد : بمغن ، فقد زيد الباء قبل خبر لا .
6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم : أ ، ب ، ج ، د .

ثالثا ـ لات .
      هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ ، الغرض من زيادتها المبالغة .
وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع ، ولم تتمكن تمكنها ، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها ؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة ، والإخبار عن الغائب .
ويشترط في عملها الشروط الآتية : ـ
1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين " .
2 ـ أن يحذف اسمها ، أو خبرها ، والغالب حذف اسمها .
73 ـ نحو  { ولات حين مناص } .
والتقير : ولات الحينُ حينَ مناص . أي : ليس الحين حين مهرب .
39 ـ ومنه قول قول الشاعر* :
       ندم الغاة ولات ساعة مندم     والبغي مرتع مبتغيه وخيم
الشاهد : ولات ساعة . فقد عملت ساعة في الخبر ؛ لأنه ظرف زمان ، ولكنه ليس بلفظ الحين .
* لرجل من طي ، ويقال لمحمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلل بن مالك الكناني .

ومنه قول الأعشى :
       لات هنَّا ذكرى جبيرة أو من     جاء منها بطائف الأهوال
الشاهد : لات هنَّا . وهنَّا ظرف زمان بمعنى " الحين " ، وقد عملت فيه لات النصب خبرا لها .

تنبيهات وفوائد

1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا " ، ولكنها جاءت مجرورة ، وهذا شاذ في كلام العرب ، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم ، وهو في الغالب ما يكون محذوفا ، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان . فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1} .
وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب ، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة ، وهي : لعل ، ومتى ، ولولا وغيرها .
ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات ، 40 ـ قول المنذر بن حرملة * :
       طلبوا صلحنا ولات أوان    فأجبنا أن ليس حين بقاء
الشاهد : ولات أوان . بجر أوان وتنوينها ، أي : ليس الجر جر بناء .
فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت .
ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي :
      لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ     ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ

الشاهد : لات مصطبرٍ ، ولات مقتحمِ . حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات .
والجر كما ذكرنا : إما على إضمار حرف الجر " من " ، وهو الوحه الحسن ، أو على لغة بعض القبائل .
2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها ، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء ، أو الفاعلية .
كقول شمردل الليثي :
        لهفي عليك للهفة من خائف    يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ
الشاهد : لات مجير . برفع مجير ؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات ، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما .
والتقدير : لات له مجير ، أو لات يحصل مجير .
3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات ؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها ، فلم تقو على العمل في معمولين ، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1} .
4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا ، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : لات أرى حين مناص ، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف ، والتقدير : لات حينُ مناص كائن لهم . والله أعلم .

رابعا ـ إن :
حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة ، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين . نحو : إن معلمٌ حاضراً .
بل جاز في اسمها التعريف ، وفي خبرها التنكير . نحو : أن محمدٌ قائماً .
وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب ، 74 ـ نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد .
ــــــــــــــــــــــــ

وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا ، فإن انتقض أهملت .
75 ـ نحو  { إن هذا إلا ملك كريم }.
و { إن هذا إلا أساطير الأولين } .
وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها . فلا يصح أن نقول : إن موجودا أخوك ، ولا : إن عمله خالد مشكورا .

فوائد وتنبيهات

1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة ، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم ، وهي بذلك تكون للنفي فقط ، وتدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية .
نحو : إن محمد ٌ مجتهدٌ . برفع المبتدأ ، والخبر .
ومنه  { إن أنت إلا نذير } .
و { إن نحن إلا بشر مثلكم } .
و { إن في صدورهم إلا كبر } .
والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات ، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا .
ومثال دخولها على الجمل الفعلية ، 76 ـ  { إن أردنا إلا الحسنى } .
و { إن يقولون إلا كذبا } .
2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة . نحو  { وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ } .
و { وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون } .

غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا " ، أو " لمَّا .
نحو  إن عندكم من سلطان }.
و { وإن أدري أقريب أم بعيد } .
فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة   الاسمية . 

4

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمع مذكر ومؤنث سالم

جمع المذكر السالم       تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . الاّية : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . الاّية : { هم فيها خالدون }4 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }. ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . الاّية : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . وم...

توكيد

5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . { لبثنا يوما أو بعض يوم } . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب .         كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية      لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ...

حال

ـ البدل  تعريفه :        تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .     أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين . أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :      هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . { مفازا حدائق وأعنابا } . و{ اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } . قول :       ...