التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المبتدا



1
المبتـــدأ

         تعريفه : اسم مرفوع يبتدأ به الكلام ، ويقع في أول الجملة غالبا ، مجرد من العوامل اللفظية ، أو مسبوق بنفي ، أو استفهام ، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى ، وإتمام الجملة .
نحو : محمد مبتسم . 1 ـ ومنه  { والله واسع عليم }1 .
ومثال المسبوق بنفي : ما قادم الضيف ، ومثال المسبوق باستفهام : أ ناجح عليُّ .
 { أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم }2 .
قول:
         أمنجز أنتم وعدا وثقت به     أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب
حكمه :
     المبتدأ مرفوع دائما ، إلا إذا سبق بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد ، فيجر لفظا ، ويرفع محلا .
نحو : بحسبك درهم .  : { وما من إله إلا الله } .
ونحو : " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة " .
أقسامه :
ينقسم المبتدأ إلى قسمين :
1 ـ مبتدأ صريح ، ويشتمل على الاسم الظاهر ، كما في الأمثلة السابقة .
أو الضمير . نحو : أنت مخلص ، وهو مجتهد .
 : ( وهم يصرخون فيها )4 .

و : ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )1 .
 2 ـ مبتدأ مؤول من أن والفعل . نحو : أن تتحدوا أرهب لعدوكم .
 { وأن تصوموا خير لكم }2 .
و : ( وان تعفوا أقرب للتقوى )3
والتقدير : اتحادكم أرهب لعدوكم ، وصيامكم خير لكم .

أنواع المبتدأ :
ينقسم المبتدأ بالنسبة لأخذه خبرا إلى نوعين :
1 ـ مبتدأ له خبر . نحو : الحكمة ضالة المؤمن .
الحكمة : مبتدأ ، وضالة : خبر .
 : ( أولئك لهم جنات عدن )4 .
2 ـ مبتدأ ليس له خبر ، ولكن له مرفوع يسد مسد الخبر .
نحو : أنائم الطفل ، وما محمود البخل .
 : ( أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم )5 .
نائم : مبتدأ ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر .
ومحمود : مبتدأ ، والبخل : نائب فاعل سد مسد الخبر .
قول:
      أعاقر مثلُ ذات رحم      أو غانم مثل من يخيب  

ما يتفق فيه النوعان :
1 ـ مجردان من العوامل اللفظية .
2 ـ العامل فيهما معنوي ، وهو الابتداء .
ما يختلفان فيه :
 1 ـ المبتدأ صاحب الخبر : إما أن يكون اسما صريحا ، أو مصدرا مؤولا  بالصريح ، ولا يكون المبتدأ الذي لا خبر له في تأويل الاسم ، بل لا بد أن يكون صفة مشبهة بالفعل : كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم   الفاعل .
2 ــ المبتدأ صاحب الخبر : لا يعتمد على شيء ، أما المبتدأ الذي لا خبر له فلابد أن يعتمد على نفي ، أو استفهام كما مثلنا سابقا .
 : ( ولا مولود هو جاز عن والده شيئا )1 .
 : ( أ قريب ما توعدون ) .
فمولود مبتدأ نكرة وسوغ الابتداء به اعتماده على نفي ، وجاز نائب فاعل سد مسد الخبر ، أو مبتدأ مؤخر ، ومولود خبر مقدم ، وقيل مولود مبتدأ ، وجاز خبره .

وجوه الإعراب في الاسم المرفوع بعد المبتدأ الذي لا خبر له :
في الاسم الواقع بعد المبتدأ المعتمد على نفي ، أو استفهام ، والذي اكتفى بمرفوعه ثلاثة أوجه من الإعراب : ـ
1 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا وتاليه مفردا .
نحو : أ مسافر الرجل ، وما محبوب الكسول .
وجاز أن يكون  : ( أحق هو ).

على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت ، فيكون حق مبتدأ ، وهو فاعل ، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم ، وهو مبدأ مؤخر .  
جاز فيه وجهان :
أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل ، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول .
فمسافر مبتدأ ، والرجل فاعل سد مسد الخبر .
ومحبوب مبتدأ ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر .
ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا .
فمسافر : خبر مقدم ، والرجل : مبتدأ مؤخر .
2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا ، وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف مبتدأ ، وتاليه فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر .
نحو : ما مهمل الطالبان ، وما محبوب المقصرون .
مهمل : مبتدأ ، والطالبان : فاعل سد مسد الخبر .
ومحبوب : مبتدأ ، والمقصرون : نائب فاعل سد مسد الخبر .
3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
        أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا     أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا
الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر ؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام .
ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق ، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا .
4 ـ نحو قول الشاعر : 
      خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما     إذا لم تكونا لي على من أقاطع
فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب ، وإنما هي خبر عما قبلها . نحو : محمد لا مجتهد ولا مؤدب .
ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره : هو .
وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم ، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر .
نحو : ما مسافر والداه أحمد .
مسافر خبر مقدم ، ووالداه فاعل لمسافر ، وأحمد مبتدأ مؤخر .
3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى ، أو جمعا وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما ، وتاليه مبتدأ مؤخرا .
نحو : أ مسافران الضيفان ، وما مقصرون المجتهدون .
مسافران : خبر مقدم ، والضيفان : مبتدأ مؤخر .

تعدد المبتدأ : 
يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد .
نحو : صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه .

تعريف المبتدأ وتنكيره :
     الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة ، ما عدا المعتمدة على نفى ، أو استفهام . غير أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى ، وقد قسم النحاة النكرة التي تفيد معنى إلى قسمين : ـ
أولا ـ النكرة التي تفيد الخصوص وهى :
1 ـ النكرة الموصوفة بوصف مذكور ، أو مقدر ، أو معنوي .
 : { ولعبد مؤمن خير من مشرك ) .
و : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ) .
ومثال الثاني  : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم }3 .
و : ( ظلمات بعضها فوق بعض )4 .
ومثال الثالث : رجيل عندنا .
والتقدير في المثال الثالث : وطائفة من غيركم ، وفي الرابع : ظلمات متراكمة وفي المثال الخامس : رجل وضيع .
فالتصغير في المثال الخامس فيه معنى الوصف ودلالته .
2 ـ نكرة مضافة لفظا . نحو : خمس صلوات كتبهن الله على العباد .
3 ـ أن يتعلق بها معمول . نحو : أمر بمعرف صدقة ، ورغبة في الخير خير .
فسوغ الابتداء " بأمر " وهي نكرة كونه تعلق بها الجار والمجرور " بمعروف "
ثانيا ـ النكرة التي تفيد العموم : ـ
1 ـ أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم . نحو : من يقم أقم معه ، ومنه  : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )5 .
 : { كل له قانتون }6 .
و : { كل يعمل على شاكلته }7 .
2 ـ أن يقع المبتدأ النكرة في سياق النفي ، أو الاستفهام .
نحو : ما رجل في الدار ، وهل أحد قادم .
 { أ إله مع الله } .

ومن النكرات التي يسوغ الابتداء بها أيضا : ـ
1 ـ أن يكون المبتدأ نكرة ، ولا مسوغ للابتداء به ، إلا أن يتقدم عليه خبر شبه
جملة ، جار ومجرور ، أو ظرف . في المدرسة زائرون .
 : { لكل أجل كتاب } . ونحو : حول البئر أشجار .
 : { وفوق كل ذي علم عليم } .
أو يتقدم عليه خبر جملة . نحو : صافحك صديقه رجل .
قول:
         لخولة أطلال ببرقة تهمد      تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد  / *
ومنه قول :
       لهم راح وراووق ومسك      تُعلّ بهم جلودهُمُ وماء
2 ـ أن تكون النكرة معطوفة على معرفة . نحو : محمد ورجل عندنا .
3 ـ أو يعطف عليها بمعرفة . نحو : رجل ويوسف في المنزل .
4 ـ أن يعطف عليها بنكرة مخصصة . نحو : رجل وامرأة طويلة واقفان .
5 ـ أو تعطف على نكرة موصوفة . نحو : تميمي ورجل في المنزل .
 : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى }3 .
6 ـ أن تأتي النكرة جوابا لمن يسأل : من عندك ؟ فتقول : صديق .
التقدير : صديق عندي .
7 ـ أن يقصد بها التنويع ، والتفصيل . نحو : يوم لك ويوم عليك .
قول:
        فيوم علينا ويوم لنا    ويوم نُساء ويوم نُسَر
قول:
         فأقبلت زحفا على الركبتين      فثوب لبست وثوب أجر
الشاهد في البيتين " يوم علينا ، ويوم لنا ، وثوب لبست ، وثوب أجر " وكل منها وقع مبتدأ وخبر ، وسوغ الابتداء بالنكرات السابقة أنها أفادت التنويع .
8 ـ أن تفيد الدعاء . 13 ـ نحو  : { سلام على آل يسن }1 .
 : ( وويل للمشركين ) .
و : ( ويل لكل همزة لمزة ) .
قول:
    فويل لكسرى إن حللت بأرضه     وويل لجيش الفرس حين أُعَجعِج
9 ـ أن تكون عاملة فيما بعدها رفعا ونصبا وجرا .
نحو : مهذب خلقه محبوب . وإكرام ضيفا واجب . وإخلاص في العمل شرف .  
فـ " مهذب ، وإكرام ، وإخلاص " كل منها وقع مبتدأ ، وسوغ الابتداء به مع أنه نكرة أن عمل فيما بعده ، فمهذب عملت الرفع في " خلقه " ، وإكرام عملت النصب في " ضيفا " ، وإخلاص عملت ـ كما يتوهم بعض النحاة ـ في شبه الجملة " في العمل " والصواب عندي أن كلمة " إخلاص " لم تعمل في شبه الجملة ، وإنما شبه الجملة تعلق بها ، والله أعلم .
10 ـ أن تكون من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط .
نحو : من يزرع الخير يجنِ ثماره .
 : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 .
والاستفهام نحو : من زارنا ؟
 : { ومن أظلم ممن كتم شهادة }5 .
قول :
        ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله      على قومه يستغن عته ويذمم

وما التعجبية نحو : ما أجمل السماء . 9 ـ ومنه قول الشاعر : 
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى   وما أجمل المصطاف والمتربعا
وكم الخبرية نحو : كم حسنةٍ لك .
قول :
        كم عمة لك يا جرير وخالة     فدحاء قد ملكت عليّ عشاري
فكم خبرية ، وتمييزها محذوف ، وعمة مبتدأ ، وجملت ملكت في محل رفع خبر .
ومنه قول عنترة :
     كم ليلة سرت في البيداء منفردا     والليلُ للغرب قد مالت كواكبه
أو كأين الخبرية .
 : { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير }1 .
أو أضيف المبتدأ النكرة إلى ما له الصدارة . نحو : قلم من هذا ؟
11 ـ أن تقع في أول جملة الحال المرتبطة بالواو ، أو بدونها .
نحو : خرجت من المنزل وأنواره مضاءة .
قول:
        سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا    محياك أخفى ضوءه كل شارق
ومثال الثاني : 3 ـ  قول:
       الذئب يطرقها في الدهر واحدة     وكل يوم تراني مُدية بيدي    
الشاهد في البيت الأول " ونجم قد أضاء " فنجم مبتدأ ، وقد أضاء في محل رفع خبره ، والجملة في محل نصب حال ، والرابط الواو .
والشاهد في البيت الثاني " مدية بيدي " مدية مبتدأ ، وبيدي في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في تراني .
12 ـ أن تقع بعد لولا . نحو : لولا رجل لهلك أخوك .
ـــــــــــــ

قول:
        لولا اصطباري لأودى كل ذي مقة     لما استقلت مطاياهن للضعن
الشاهد " اصطبار " حيث وقعت مبتدأ ، وهي نكرة ، ومسوغ الابتداء بها وقوعها بعد لولا ، وخبرها محذوف وجوبا تقديره : كائن ، أو موجود .
قول:
      ولولا حياء زدت رأسك هزمةً      إذا سُبِرتْ ظلتْ جوانبها تغلي
13 ـ أن تقع بعد إذا الفجائية . نحو : وصلت فإذا صديق ينتظرني .
14 ـ إذا اتصل بالنكرة ما له الصدارة : كلام الابتداء:
نحو : لعملٌ خيرٌ من قول .
ومنه  ( ولدار الآخرة خير ) .
ـ ومنه قول :
       ولَلموت خير للفتى من حياته     إذا لم يثب للأمر إلا بقائدِ
15 ـ إذا أريد بها حقيقة الجنس ، وعموم أفراده . نحو : إنسان خير من بهيمة ، وعالم خير من زاهد ، وثمرة خير من جرادة .
16 ـ أن تكون النكرة خلفا من موصوف . نحو : أعمى استعان بأعمى ، وضعيف استجار بعاجز ، والتقدير : رجل أعمى ، ورجل ضعيف .
17 ـ أن يكون ثبوت الخبر لها من خوارق العادة . نحو : شجرة سجدت .
18 ـ أن تكون محصورة . نحو : ما طالب إلا ناجح . وإنما طالب ناجح .
19 ـ أن تكون في معنى المحصور بشرط وجود قرينة تهيئ لذلك .
نحو : حادث دعاك لقطع الرحلة . أي : ما دعاك لقطع الرحلة حادث .
ونحو : شر هر ذا ناب . وشيء جاء بك .
والتقدير : ما أهر ذا ناب إلا شر . وما جاء بك إلا شيء .

وقدّر أيضا : شر عظيم أهر ذا ناب . وشيء عظيم جاء بك .
19 ـ أن تكون مبهمة مقصودا إبهامها لغرض يريده المتكلم . نحو : زائر عندنا .
ـ ومنه قول امرئ القيس :
        مُرَسّعةٌ بين أَرساغه       به عسَم يبتغي أرنبا
20 ـ أن تقع بعد فاء الجزاء .
نحو قولهم : إن ذهب عير فعير في الرباط .

العامل في المبتدأ :
اختلف النحاة حول العامل في المبتدأ ، ولكن الراجح هو : الابتداء . أي : أن العامل فيه معنوي كونه مجردا عن العوامل اللفظية غير الزائدة ، وشبه الزائدة .

وجوب تقديم المبتدأ :
       يجب تقديم المبتدأ في ستة مواضع :
1 ـ أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية ، وكم الخبرية .
نحو : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية .
ومنه  : ( من يفعل ذلك يلق أثاما )1 .
ومنه قول زهير :
      ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه     يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
ومثال الاستفهام : من مسافر غدا ؟
ومنه  : ( من أنصاري إلى الله )2 .
و : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )3 .

و : ( فما خطبكم أيها المرسلون )1 . 
ومنه قول:
      وما الفرقُ ما بين الأنام وبينَه     إذا حَذِر المحذورَ واستصعبَ الصعبا
ومثال ما التعجبية : ما أجمل الربيع .
ومنه قول :
      فما أبصر النارَ التي وضحت له     وراء جُفاف الطير إلا تماريا
ومثال كم الخبرية : كم من كتب قرأت .
ومنه  : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة )2 .
ومنه قول:
      وكم ذنبٍ مُوَلِّدُهُ دلالٌ       وكم بُعدٍ مُولِّدُه اقترابُ
وقوله أيضا :
      كم زورةٌٍ لك في الأعراب خافيةٌٍ     أدهى وقد رقدوا من زورة الذيبِ     
2 ـ أن يكون المبتدأ مشبها باسم الشرط .
نحو : الذي يفوزُ فله جائزة .
ومنه  ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )3 .
و : ( فأما الزبد فيذهب جفاء )4 .
و : ( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )5 .
3 ـ أن يضاف إلى اسم له صدر الكلام .
نحو : كراسة كم طالب صححت ؟

ونحو : ومدير أي مدرسة صافحت ؟
ونحو : عمل من أعجبك ؟
4 ـ إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ .
نحو : أنت تعبث بمقتنياتي . ومحمد يلعب الكرة .
 : ( الله يستهزئ بهم )
و : ( قل الله يهدي للحق ).
و : ( أو من كان ميتا فأحييناه ). 
5 ـ أن يكون مقترنا بلا الابتداء " أو ما تعرف بلام التوكيد " .
نحو : لأنت أفضل من أخيك .
ومنه  : ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون ) 4 .
و : ( ولذكر الله أكبر ) 5 .
و : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) 6 .
     ولأنت أوصلُ ما علمتُ به     لشوابك الأرحام والصِّهر
6 ـ أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة ، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به .
نحو : أبوك محمد . إن أردت الإخبار الأب .
ونحو : محمد أبوك . إن أردت الإخبار عن محمد .

فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر ، جاز التقديم والتأخير .
نحو : أبناء مدرستنا أبناؤنا . بتقديم المبتدأ .
وأبناؤنا أبناء مدرستنا . بتقديم الخبر .
وسواء تقدم المبتدأ ، أو الخبر فالدلالة واحدة .
       بنونا بنو أبنائنا وبناتنا        بنوهن أبناء الرجال الأباعد 
7 ـ أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا ، أو بإنما .
نحو : ما الصدق إلا فضيلة . وإنما أنت مهذب .
25 ـ ومنه  : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول ) 1 .
و : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) 2 .
و : ( وما محمد إلا رسول ) 3 .
و : ( إنما نحن مصلحون )4 .
و : ( قل إنما هو إله واحد ) 5 .

وجوب حذف المبتدأ : يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع : ـ
1 ـ النعت المقطوع إلى الرفع لإفادة المدح ، أو الذم ، أو الترحم .
نحو : مررت بزيدٍ الكريمُ . والتقدير : هو الكريم .

ونحو : ابتعد عن اللئيم الخبيث ُ . والتقدير : هو الخبيث .
ونحو : تصدقت على الفقير المسكينُ . والتقدير : هو المسكين .
2 ـ إن دل عليه جواب القسم . نحو : في ذمتي لأقولن الصدق .
والتقدير : في ذمتي عهد .
      في عنقي لأسدين يدا     لكل ذي حاجة يرجيها
3 ـ إن كان الخبر مصدرا ناب عن فعله . نحو : صبر جميل . وسمع وطاعة .
والتقدير : صبري صبر جمل ، وأمري سمع وطاعة .
ونحو  : ( فصبر جمل والله المستعان على ما تصفون ) 1 .
و : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ) 2 .
     شكا إليّ جملي طول السرى     صبر جميل فكلانا مبتلى
4 ـ إن كان الخبر مخصوصا بالمدح أو الذم ، بعد نعم وبئس مؤخرا عنهما .
نحو : نعم الطالب محمد ، وبئس الطالب الكسول .
فمحمد والكسول خبران حذف مبتدأ كل منهما .
والتقدير ، هو محمد ، وهو الكسول .
ويجوز أن يكون الخبر الجملة الفعلية المقدمة والمخصوص بالمدح أو الذم هو المبتدأ المؤخر . 27 ـ ومنه  : ( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي )3 .
يجوز في " هي " الرفع على الابتداء ، والجملة قبلها في محل رفع خبر مقدم ، ويجوز أن تكون " هي " في محل رفع خبر والمبتدأ محذوف ، تقديره : فنعما الصدقات هي .
      فنعم صديق المرء من كان عونه     وبئس امرؤ لا يعين على الدهر
       ونعم فوارس الهيجاء قومي      إذا علَقوا الأعنةَ بالبَنان
ويكثر حذف المبتدأ في المواضع التالية :
1 ـ بعد القول .
نحو  : ( ويقولون طاعة ) 1 .
والتقدير : أمرنا طاعة ، أو : منا طاعة .
و : ( قالوا أضغات أحلام ) 2 .
والتقدير : هي أضغات .
و : ( وقالت عجوز عقيم ) 3 .
التقدير : أنا عجوز .
2 ـ يكتر حذفه بعد فاء الجزاء .
نحو  : ( وإن يخالطوهم فإخوانكم ) 4 .
أي : فهم إخوانكم .
و : ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ) 5 .
أي : فهو لأنفسكم .
و : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) 6 .
أي : فالإساءة لها .
3 ـ ويكثر حذف المبتدأ بعد ما الخبر صفة له في المعنى .

30 ـ نحو  : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) 1 .
صم خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هم صم .
و : ( بديع السموات والأرض ) 2 .
في قراءة الرفع : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو بديع .
وقرئ بالنصب ، والجر .
و : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) 3 .
عالم : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو عالم .
وقيل : عالم مبتدأ خبره الكبير .
       مهفهفة بيضاء غير مفاضة      ترائبها مصقولة كالسجنجل / *
التقدير : هي مهفهفة .
      كريم يرّوي نفسه في حياته     ستعلم إن مُتنا غدا أيّنا الصدي
التقدير : هو كريم .
4 ـ ويحذف المبتدأ بعد بل . 31 ـ نحو  : ( بل عباد مكرمون ) 4 .
فعباد خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم هباد .

جواز حذف المبتدأ : ـ
1 ـ يحذف المبتدأ جوازا في جواب من سأل : كيف محمد ؟ تقول : بخير .
التقدير : هو بخير .

ومنه  : ( وما أدراك ما هي . نار حامية ) 1 .
نار : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال . التقدير : هي نار .
و : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ) 2 .
متاع : خبر لمبتدأ محذوف وهو جواب لسؤال ، والتقدير : ذلك متاع .
و : ( وما أدراك ما الحطمة . نار الله الموقدة ) 3 .
نار الله : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال ، أي : هي نار الله .
وقد ذكر ابن هشام في المغني أن المبتدأ يكثر حذفه في جواب الاستفهام . (4)
2 ـ إذا كان في الجملة ما يشير إليه .
نحو  : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) 5 .
فلنفسه : في محل رفع خبر ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ   محذوف ، وكذلك قوله : من أساء فعليها .
والتقدير : من عمل صالحا فعمله لنفسه ، ومن أساء فإساءته عليها .
حذف المبتدأ والخبر معا :
     يجوز أن يحذف المبتدأ والخبر معا إذا دل عليهما دليل .
نحو : الذين فازوا في مسابقة الإلقاء لهم جوائز ، والذين ساهموا أيضا .
والمحذوف : لهم جوائز . وهو مبتدأ وخبر ، أي والذين ساهموا أيضا لهم جوائز .
ونحو  : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) 6 . 

والتقدير : واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر . فانحذفت جملة كاملة مكونة من المبتدأ والخبر .
2 ـ ويحذفان في الجواب بنعم عن سؤال . كأن تسأل : أأنت مسافر ؟
فتقول : نعم ، أي : نعم أنا مسافر ، فحذفت جملة أنا مسافر المكونة من المبتدأ " أنا " والخبر " مسافر " .
 2
 الخبــــر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمع مذكر ومؤنث سالم

جمع المذكر السالم       تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . الاّية : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . الاّية : { هم فيها خالدون }4 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }. ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . الاّية : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . وم...

توكيد

5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . { لبثنا يوما أو بعض يوم } . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب .         كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية      لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ...

حال

ـ البدل  تعريفه :        تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .     أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين . أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :      هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . { مفازا حدائق وأعنابا } . و{ اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } . قول :       ...