التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مفعول معه


2 ـ ظرف مكان مختص " غير مبهم " .
* ظرف المكان المبهم : هو كل اسم دل على ظرف مكان غير معين أو محدود .
ومن ذلك الجهات الأصلية ، والفرعية وهى :
أمام أو قدام ، نحو : وقف المعلم أمام الطلاب .

خلف ويمين وشمال ، ك : { ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم }1 .
 و : { عن اليمين وعن الشمال عزين }2 .
فوق ، ك : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }3 .
تحت ، 40 ـ ك : { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم }4 .
ومنها أيضا أسماء المقادير المكانية : الميل ، والفرسخ ، والكيلا ، والبريد .
* ظرف المكان المختص : هو كل اسم دل على مكان معين ، ومحدود بحدود  أربعة ، وهذا النوع لا يكون إلا مجرورا ، ومنه : الدار ، المدرسة ، الملعب ، القفص ، الميدان ، الجنة ، والمجرى ، والمرسى ، والمتكأ ، والمرصد .
نحو : خرجت من الدار ، وذهبت إلى المدرسة ، ووعد الله المؤمنين الدخول في الجنة . 41 ـ ومنه  : { وأعْتَدَتْ لهن متكأ }5 ،
و : { واقعدوا لهم كل مرصد }6 .

أقسام ظرف المكان من حيث الجمود والتصرف .
ينقسم ظرف المكان إلى نوعين :
1 ـ ظرف مكان متصرف .     2 ـ ظرف مكان جامد ، غير متصرف .
* المتصرف : هو كل اسم مكان لا يتقيد بالنصب على الظرفية ، بل يأتي مرفوعا ، أو مجرورا ، أو منصوبا ، وذلك حسب موقعه من الجملة .
مثل : الجنة ، البيت ، المنزل ، أمام ، خلف ، قدام ، الميل ، الفرسخ .
ــــــــــ

فمثال الرفع قول الرسول الكريم " الجنة تحت أقدام الأمهات " .
ومنه قول لبيد بن ربيعة :
          فغدت كلا الفرجين تحسب أنه    مولى المخافة خلفها وأمامها
ومثال النصب : من يعمل عملا صالحا حق له أن يدخل الجنة ،
قول  :
         وصحراء يحمى خلفها ما أمامها     ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر
والشاهد في البيت الأول : " خلفها وأمامها " خلفها خبر أن مرفوع ، وأمامها معطوف عليه . والشاهد في البيت الثاني : " أمامها " فهو منصوب على الظرفية المكانية .
ومثال الجر  : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه }1 .
و : { إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم }2 .

* أما غير المتصرف : فهو كل اسم مكان لا يكون إلا ظرفا .
وينقسم إلى قسمين :
1 ـ نوع ملازم النصب على الظرفية المكانية الظاهرة أو المقدرة ، إذا كان الظرف  مبنيا ، ومن ذلك : بين وبينما ك : { والسحاب المسخر بين السماء والأرض }3 ، و : { الله يحكم بينكم يوم القيامة }4 .
2 ـ ما يلزم النصب على الظرفية ، أو الجر بأحد أحرف الجر التالية :
من ، إلى ، حتى ، مذ ، منذ .
ومن تلك الظروف : فوق ، تحت ، لدى ، لدن ، عند ، ثَمَّ ، حيث .
نحو  : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }5 .

ومثال الجر  : { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش }1 .
و : { إذ يبايعونك تحت الشجرة }2 .
و : { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم }3 .
و : { لهم أجرهم عند ربهم }4 .
ومثال الجر  : { ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم }5 .
ومثال لدى ولدن  : { كل حزب بما لديهم فرحون }6 .
و : { وهب لنا من لدنك رحمة }7 .
ومثال حيث  : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }8 .
ومثال جرها محلا  : { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم }9 .

نصب ظرف الزمان وجره :
1 ـ ينصب ظرف الزمان إذا كان دالا على زمان الفعل سواء أكان مبهما أم محدودا " مختصا " ، بشرط أن يتضمن معنى " فى " .
نحو : مكث حينا ، وانتظرت مدة ، وحضرت اليوم ، وتأخرت ساعة .
ومنه  : { ولات حين مناص } .
* كما يجوز جره إذا سوغه المعنى واقتضاه ، نحو : غادرت المدينة في يوم  الجمعة . ومنه  : { وخل المدينة على حين غفلة من أهلها } .

* فإذا لم يتضمن  معنى " في " يعرب حسب موقعه من الجملة .
نحو : يوم الجمعة يوم مبارك ، وجاء يوم الخميس .
ومنه  : { وأنذرهم يوم الحسرة }1 ، و : { يخافون يوما }2 .
" فيوم " في المثال الأول مبتدأ ، وفى المثال الثاني فاعل ، وفى الآيتين :
مفعول  به . ويجوز في " يوم الحسرة " أن يكون ظرفا متعلقا بالفعل ، غير أن نصبه على المفعولية ، هو الوجه الأحسن .
2 ـ  ظرف المكان لا ينصب منه إلا ما كان مبهما ، أو سبه مبهم ، بشرط أن يتضمن معنى " في " نحو : مشيت أمام الجند ، ووقفت فوق المنبر ، وسرت ميلا .
* كما يجوز جره بالحرف ، نحو : البحر من ورائكم ، ومررت من أمامكم .
ومنه  : { فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب }3
* أما إذا كان ظرف المكان محدودا وجب فيه الجر . نحو : جلست في المنزل ، وذهبت إلى المدرسة ، وصليت في المسجد .
* فذا لم يتضمن معنى " في " أعرب بحسب العوامل الداخلة عليه " حسب موقعه من الجملة " نحو : المنزل واسع ، هذه مدرسة كبيرة ، والميل ثلث الفرسخ ، ورأيت ملعبا واسعا .
* وإذا كانت أسماء المكان مشتقة سواء أكانت مبهمة أم محدودة ، نصبت بشرط أن يكون ناصبها الفعل الذي اشتقت منه . نحو : وقفت موقف الحق ، وجلست مجلس
أهل العلم ، وذهبت مذهب أهل الفضل .
* فإذا كان عامله غير ما اشتق من وجب جره ، نحو : جلست فى مجلس زيد ، ونزلت في منزل أهل الفضل .  
ــــــــــــ

ما ينوب عن المفعول فيه  
1 ـ المصدر : إذا كان متضمنا معنى الظرف ، دالا على تعيين الوقت ، أو المقدار ، وفى هذه الحالة يكون الظرف مضافا إلى المصدر ، فيحذف الظرف المضاف ، ويقوم المصدر " المضاف إليه " مقامه .
نحو : ذهبت إلى عملي طلوع الشمس ، وسافرت خفوق النجم .
فهي في الأصل ذهبت إلى عملي وقت طلوع الشمس ، ووقت خفوق النجم .
ونحو : لقيتك مقدم الحجاج ، أي : زمن قدوم الحجاج .
ونحو : أجبتك صلاة المغرب ، أي : وقت صلاتها .
ومثله قولهم : فرقته طرفة عين ، أي : مدة طرفة عين .
ونزل المطر ركعتين من الصلاة ، وأقمت في البلد راحة مسافر .
أي : مدة ركعتين ، ومدة راحة مسافر .
ومنه  : { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم }1 .
قول :
           عهدي به مدّ النهار كأنما     خُضِبَ البنان ورأسه بالعظلم {2} .
والأصل : وقت مد النهار .
ومنه قول  :
            كلانا غني عن أخيه حياته    ونحن إذا متنا أشد تغانيا
أي : مدة حياته .
* ومثله في ظرف المكان : جلست قرب محمد ، وصليت خلف الإمام ،
ورحلت نحو الشرق ، وسافرت تجاه الشام .

* وقد يكون المصر مؤولا من " ما " المصدرية الزمانية ، والفعل الماضي بعدها ، نحو : سأحمل جميلك ما حييت ، وتأويله : سأحمله حياتي ، أي : مدة حياتي .
42 ـ ومنه  : { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما }1 .
و : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم }2 .
والتقدير في الآيتين : لا يؤديه إليك في جميع الأزمنة إلا في مدة دوامك قائما عليه ، وكنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيهم .
2 ـ العدد المميز بالظرف ، أو المضاف إليه .
نحو : مشيت ثلاثة أيام ، وقطعت عشرين كيلا .
3 ـ المضاف إليه الدال على الكلية أو ، الجزئية .
43 ـ نحو : سرت كل الليل ، 44 ـ وارتحت بعض النهار .
وقطعت نصف ميل أو كله أو بعضه أو جميعه أو عامته .
4 ـ صفته ، نحو : صمت قليلا ، ووقفت طويلا ، وجلست غربي الشجرة . والتقدير : صمت وقتا قليلا ، وجلست مكانا غربي الشجرة .
قول :
           فشك غير طويل ثم قال له     اقتل أسيرك إنى مانع جارى
والشاهد : غير طويل ، فغير نائب عن الظرف ، وأصله : فشك زمنا غير طويل .
5 ـ الإشارة إليه ، نحو : سرت ذلك اليوم سيرا متعبا ، وسكنت تلك الجهة .
6 ـ بعض الألفاظ المسموعة :
فمما نُصب نصْب ظروف الزمان لكونها تضمنت معنى " في " بعض الألفاظ التي سمعت عن العرب ، نحو : أحقا أنك مسافر ، والتقدير : أفي الحق أنك مسافر .
ونحو : وجهد رأيي أنك مصيب ، أي : في جهد رأيي .

ونحو : غير شك أنى سأزورك ، أي : في غير شك .
5          أحقا عباد الله أن لست سامعا    نشيد الرعاء المغربين المتاليا
والتقدير : أفي الحق .
            ألا أبلغ بنى خلف رسولا     أحقا أن أخلطكم هجاني
        أفي الحق أنى مغرم بك هائم     وأنك لا خل هواك ولا خمر
          أفي حق مواساتي أخاكم     بمالي ثم يظلمني السريس
المفعول لأجله

تعريفه :
      مصدر منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل ، أو ما دل على الوقوع ، ويسمى المفعول له ، والمفعول من أجله . وهو جواب مقدر لسؤال يبدأ بـ : لم ، أو لماذا .
ويشترط فيه أن يتحد مع عامله " وهو ما جاء المفعول لأجله يبين سببه " في الزمان والفاعل .
نحو : أقرأ حبا في القراءة .
حبا : مفعول لأجله ، وهو مما توفرت فيه كل الشروط التي ذكرنا سابقا ، فهو مصدر الفعل " حبّ " ، ويبين سبب وقوع الفعل " أقرأ " ، لم أقرأ ؟ الجواب : حبا .
وهو متحد معه في الزمان بمعنى أن القراءة والحب حادثان في آن واحد  ، وليست القراءة في وقت غير وقت الحب . وهو متحد معه في الفاعل بمعنى أن القراءة والحب فاعلهما واحد وهو المتكلم ، فأنا أقرأ ، وأنا أحب .
76 ـ ومنه  : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 .
تنبيه : إذا فقد المفعول لأجله شرطا من الشروط السابقة وجب حينئذ جره .
مثال ما فقد المصدرية : سافرت إلى القاهرة للمعرض .
فالمعرض سبب السفر إلى القاهرة ، ولكنه ليس مصدرا .
ومثال ما فقد الاتحاد في الزمان : انتظرتك للحضور غدا .
فالحضور مصدر يبن سبب الانتظار ، وهو متحد مع فعله في الفاعل ، فالانتظار والحضور من المتكلم ، غير أن الحضور سيكون غدا في وقت غير وقت الانتظار .
ومثال ما فقد الاتحاد في الفاعل : سررت لإكرامك الضيف .
فإكرام مصدر يبين السبب ، ومتحد مع الفعل في الزمن ، غير أن فاعل سرّ هو تاء

المتكلم ، وفاعل إكرام الكاف ضمير المخاطب ، الذي هو فاعل في المعنى ، وهو الآن مضاف إليه .
ورغم استيفاء المفعول لأجله للشروط كلها إلا أنه يجوز أن يأتي مجرورا .
نحو : حضرت لتلبية دعوته .

نوع المصدر الذي يقع مفعولا لأجله :
     ليست كل المصادر مناسبة لأن تكون مفاعيل له ، ولكن من المصادر المناسبة ما كانت تعبر عن رغبة من القلب ، أو عن شعور وإحساس ، ومن هذه المصادر :
خشية ، ورغبة ، وإكراما ، وإحسانا ، وحبا ، وتعظيما ، واستبقاء ، ونفورا ، وإجلالا ، وإكبارا ، وطلبا ، وتلبية ، وشوقا ، وعونا ، واعترافا ، وأنفة ، وإباء ،  وحياء ،  وتفانيا ، وابتغاء ، وخوفا ، وطمعا ، وحزنا ، ورأفة ، وشفقة ، وإنكارا ، واستحسانا ، واطمئنانا ، ورحمة ، وإعجابا ، وإرضاء ، ومواساة ، وتوبيخا ، وزلفة ، ونصحا .
ولا تأتي مثل هذه المصادر مفاعل له لأنها ليست صادرة من القلب ، وإنما صادرة من الجوارح . وهي : دراسة ، وقراءة ، وكتابة ، وإملاقا ، وعلما ، ووقوفا ، ونحوها .
فلا يصح أن نقول : سافرت إلى مصر علما .
وإنما نقول : طلبا للعلم ، أو للعلم .

العامل في المفعول لأجله :
     يعمل في المفعول لأجله غير الفعل ما يشبه الفعل وهو التالي :
1 ـ المصدر . نحو : الارتحال طلبا للعلم واجب .
2 ـ اسم الفاعل . نحو : محمد مسافر طلبا للعلم .
3 ـ اسم المفعول . نحو :  أنت مغبون حسدا لك .
4 ـ صيغ المبالغة . نحو : أحمد شغوف بالعلم رغبة في التفوق .
5 ـ اسم الفعل . نحو : حذار المنافقين تجنبا لنفاقهم .

أحكام المفعول لأجله الإعرابية :
1 ـ الأصل في المفعول لجله النصب ، ويجب نصبه إذا تجرد من " أل " التعريف ، والإضافة .
نحو : وقفت للمعلم إجلالا . وسافرت رغبة في الاستجمام .
غير أن هذا النوع يجوز فيه الجر أيضا .
نحو : سافرت للرغبة في الاستجمام .
77 ـ ومنه  : { أفنضرب عنكم الذكر صفحا }1 .
و : { ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا }2 .
و : { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد }3 .
39 ـ ومنه قول المتنبي : 
       وأغفر عوراء الكريم ادخاره      وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
2 ـ أن يكون معرفا بأل التعريف والأنسب فيه أن يكون مجرورا إذا سبق بحر  الجر . نحو : حضرت للاطمئنان عليك . وذهبنا إلى الريف للاستجمام .
ويجوز فيه النصب أيضا إذا تجرد من حرف الجر .
فنقول : ذهبنا إلى الريف الاستجمامَ .
       لا أقعدُ الجبنَ عن الهيجاء     ولو توالت زمرُ الأعداء
      فليت لي بهم قوما إذا ركبوا      شنوا الإغارةَ فرسانا وركبانا
3 ـ أن يكون مضافا ، وفيه يتساوى النصب والجر .
نحو : تأني المتسابق في تلاوته خشية الوقوع في الخطأ .
ويجوز أن نقول : تأنى المتسابق في تلاوته لخشية الوقوع في الخطأ .
ــــــــــــ

78 ـ ومنه  : { لو أنزلنا هذا القراء على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله }4 .
ومنه  : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 .
79 ـ و : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق }2 . 
و : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت }3 .

       ومن ينفق الساعات في جمع ماله     مخافة فقر فالذي فعل الفقر
      
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله ، سواء أكان منصوبا ، أم مجرورا .
نحو : طلبا للاستشفاء سافرت إلى مصر .
      وتكريما له منح الجائزة .
ونحو : لطلب الاستشفاء سافرت إلى مصر .
        ولتكريمه منح الجائزة .
        ـ فما جزعا ـ ورب الناس ـ أبكي     ولا حرصا على الدنيا اعتراني
      طربت وما شوقا إلى البيض أطرب      ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
2 ـ إذا سبق المفعول لأجله بحرف الجر ، لا يعرب مفعولا لأجله ، وإنما يعرب جارا ومجرورا .
80 ـ نحو  : { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }4 .
و : { وإن منها لما يهبط من خشية الله }5 .
      وإني لتعروني لذكراك هزة      كما انتفض العصفور بلله القطر
3 ـ يجوز حذف المفعول لأجله ، ويبقى لفظ يدل عليه ، ويغلب هذا الحذف قبل مصدر مؤول من أن وما بعدها .
81 ـ نحو  : { يبين الله لكم أن تضلوا }1 .
فحذف المفعول لجله قبل المصدر " أن تضلوا " . والتقدير : خشية أن تضلوا .
ومنه  : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة } 2 .
و : { ولا تجهروا بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم }3 .

المفعول معه

 تعريفه :
          اسم فضلة يذكر بعد " واو " بمعنى " مع " للدلالة على ما فعل الفعل بمصاحبته ، وغالبا ما يكون بعد فعل ، أو شبهه .
نحو : سهرت والقمر . وسرت وسور المدرسة .
      واستيقظ النائم وآذان الفجر .
       فكل من " القمر ، والمدرسة ، وآذان " قد وقع مفعولا معه بعد واو تعرف بواو مع ، أو واو المصاحبة ، ولا يمكن أن تكون تلك الأسماء معطوفة ، لأن الأفعال التي سبقتها لم تقع من متعدد ، بمعنى أن الفعل الذي وقع قبل الواو لا يمكن أن يقع على ما بعد الواو ، فالفعل سهر حدث من المتكلم ، ولكنه لا يمكن أن يحدث من القمر ، لأن القمر لا يسهر ، وقس بقية الأسماء الأخرى .
75 ـ ومنه  : { والذين تبوءوا الدارَ والإيمانَ }1 .
36 ـ ومنه قول الشاعر
       إذا أنت لم تترك أخاك وزلة    إذا زلها أوشكتما أن تفرقا
ومما سبق نلاحظ أن المفعول معه لا بد أن تتوفر فيه الشروط التالية وهي :
1 ـ أن يكون اسما لا فعلا ولا حرفا .
2 ـ أن يكون فضلة سبق تحديدها .
3 ـ أن يقع هذا الاسم بعد واو بمعنى " مع " .
4 ـ أن يتقدم الواو والاسم الذي يليها فعل ، أو ما يشبه الفعل مما يعمل عمله ، كالصفات المشتقة ( اسم الفاعل ، والمفعول ، والتفضيل … إلخ ) .
5 ـ ألا يصح عطف الاسم المذكور على ما قبله ، فالعطف يؤدي إلى اختلال المعنى

وفساده ، كما أوضحنا سابقا ، لأنه لا يصح حدوت الفعل من متعدد ، فالمشاركة معدومة .

العامل في المفعول معه :
      الأصل في عامل المفعول معه أن يكون فعلا كما في الأمثلة السابقة .
ونحو : استوى الماء والخشبة ، ومشيت وشاطئ البحر .
76 ـ ومنه  : { فأجمعوا أمركم وشركاءكم }1 .
37 ـ ومنه قول الشاعر :
         إذا أعجبتك الدهرَ حالُ من امرئ      فدعه وواكل أمره واللياليا
فائدة :
عدم تقديم  المفعول معه على مصاحبه ، وإن كان بعض النحاة قد جوزا ذلك ، فلا يصح القول : جلس وضوءَ القمر محمدٌ ، أو سار والطريقَ أحمدُ .

ويعمل فيه ما يشبه الفعل ، وذلك على النحو التالي :
1 ـ اسم الفاعل : نحو : أنا سائر والنيل . هو قادم والليل .
2 ـ اسم المفعول : نحو : وجد مصابا في حادث وطلوع الشمس .
3 ـ مشيك وسور الحديقة مفيد لصحتك .
4 ـ ويعمل فيه فعل مقدر بعد " ما " ، " وكيف " الاستفهاميتين . فيما سمع عن العرب قولهم : ما أنت وعليّا ؟
وكيف أنت وقصعة من ثريد ؟
فالعامل في المثالين السابقين فعل الكون المقدر ، والتقدير : ما تكون وعليا ، وكيف تكون وقصعة من ثريد ؟  
ـــــــــــــ

أحكام إعراب الاسم الواقع بعد الواو :
1 ـ وجوب النصب على المعية ، إذا لم يقع الفعل من متعدد ، ولم تتم المشاركة ، ولزم من العطف فساد المعنى .  
نحو : جلست والقمر . ونمت والفجر .
      كما يجب النصب على المعية بسبب صفات لفظية في العطف ، وذلك إذا وقع الاسم بعد ضمير رفع متصل ، أو مستتر ، لأن الاسم الظاهر لا يعطف على الضمير إلا إذا أكدناه بضمير منفصل .
فإذا قلت : حضرت ومحمدا ، ووصل وزيدا .
أعرب الاسم مفعولا معه ، وكان واجب النصب .
أما إذا قلت : حضرت أنا ومحمد ، أو سافر أنت وعليّ .
أعرب الاسم معطوفا على ما قبله ويكون مرفوعا .
وكذلك يجب النصب بعد الواو إذا سبقها ضمير متصل في محل جر .
نحو : حضرت به ومحمدا .
لأنه لا يصح عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور إلا إذا كررنا حرف الجر . نحو : حضرت به وبمحمدٍ .
2 ـ وجوب العطف ، وامتناع النصب على المعية ، وذلك إذا وقع الفعل من متعدد وتمت المشاركة ، وتعينت الواو للعطف .
نحو : سافر محمد وأحمد ، وجاء عليّ وإبراهيم .
في المثالين السابقين وجب عطف الاسم الثاني على الأول ، لأن الفعل يدل على المشاركة ، والوقوع من متعدد ، حيث أن السفر وقع من محمد ، ومن أحمد أيضا .
3 ـ ترجح النصب على المفعول معه على العطف ، مع جواز الأمرين ، نحو : سافرت وعليا . وجئت ومحمدا .
فـ " عليا " و " محمدا " كل منهما نصب على أنه مفعول معه ، وهو الأرجح ، لأن العطف على الضمير المتصل ، أو المستتر لا يستحسنه النحاة إلا إذا تم الفصل بينه وبين الواو بضمير بارز منفصل الغرض منه التوكيد .
نحو : سافرت أنا وعليّ .
4 ـ يجب النصب على المفعول معه ، كما يجب النصب على المفعول به.
نحو : أطعمته خبزا ولبنا . ومنه قولهم : علفتها تبنا وماء .
فلبنا : مفعول معه منصوب على المعية ، لأنه لا يصح أن يكون أطعم خبزا ، وأطعم لبنا ، فالخبز يؤكل ، واللبن يشرب ، فالفعل لا يفيد المشاركة .
ولبنا : مفعول به منصوب ، بفعل محذوف ، والتقدير : وسقيته لبنا ، فتعين أن تكون الواو للعطف ، ولكن ليس عطف كلمات ، وإنما عطف جمل ، فعطف جملة وسقيته لبنا على جملة أطعمته خبزا .

        إذا ما الغانيات برزن يوما       وزججن الحواجب والعيونا
الشاهد : وزججن الحواجب والعيونا . فالعيونا : مفعول معه منصوب ، لأن التزجيج لا يكون إلا للحواجب فقط ، وتأتي " العيونا " مفعولا به لفعل محذوف ، والتقدير :
وكحلن العيونا ، وجملة كحلنا معطوفة على الجملة التي قبلها .
5 ـ رجحان العطف على النصب على المعية ، مع جواز الأمرين .
نحو : تحركت الفرقة والقائد . ووقف الفريقان والحكم .
في المثالين السابقين يرجح العطف ، فالقائد معطوف على الفرقة لدلالة الفعل تحرك على التعدد والمشاركة ، والاسمان صريحان كل منهما قابل للعطف على الآخر ، ومثلهما الفريقان والحكم كل منهما قابل للتعاطف لدلالة الفعل على المشاركة . أما النصب على المعية فعلى معنى تحركت الفرقة بمصاحبة القائد ، ووقف الفريقان بمصاحبة الحكم .  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمع مذكر ومؤنث سالم

جمع المذكر السالم       تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . الاّية : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . الاّية : { هم فيها خالدون }4 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }. ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . الاّية : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . وم...

توكيد

5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . { لبثنا يوما أو بعض يوم } . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب .         كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية      لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ...

حال

ـ البدل  تعريفه :        تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .     أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين . أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :      هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . { مفازا حدائق وأعنابا } . و{ اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } . قول :       ...