التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حال



ـ البدل

 تعريفه :
       تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة .
نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه .
من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .

    أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع :
1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " .
3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين .

أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :
     هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى .
نحو : جاء المعلمُ محمدٌ .
فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية .
{ مفازا حدائق وأعنابا } .
و{ اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } .
قول :
      وقد لامني في حب ليلى أقاربي      أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا

الشاهد قوله : أخي وما عطف عليه ، حيث جاء بدلا مطابقا من كلمة " أقاربي " .

 ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل " :
        وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه .
نحو : سقط البيت سقفه ، وأكلت التفاحة نصفها .
فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق ، " بعض من كل " أي : أن البدل جزء من المبدل منه : البيت في المثال الأول ، والتفاحة في المثال الثاني ، ولكنه تابع له في إعرابه ، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا ، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة ، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب ، وكذا الجر .
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } .
فـ " من استطاع " بدل من " الناس " . ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا .
ـ قول :
       إذا أبو قاسم جادت يداه لنا    لم يحمد الأجودان البحر والمطر
الشاهد قوله : البحر ، حيث وقعت بدلا بعض من كل ، والمبدل منه " الأجودان " .

ثالثا ـ بدل الاشتمال :
     هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه .
نحو : أطربني البلبل تغريده فكلمة " تغريده ، وخلقه "كل منهما جاءت بدلا من كلمة البلبل
 . وأعجبني الطالب خلقه .
" خلقه " التي هي بدل من كلمة الطالب ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منه ، ولكنها من المعاني ، أو الصفات التي يشتمل عليها الطالب ، لذلك سمي البدل في هذه الحالة بدل اشتمال .

{ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }
" قتال " بدل اشتمال من الشهر ، لأن القتال ليس نفس الشهر ، ولا جزء منه ، ولكن القتال قد يكون من الأمور التي تحدث في الشهر الجرام .

       بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا     وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

: " مجدنا " حيث جاءت بدل اشتمال مرفوع من الضمير " نا " في " بلغنا " ، لأن الضمير في محل رفع فاعل وهو المبدل منه .
فائدة : لا بد للبدل بعض من كل ، وبدل الاشتمال من ضمير يعود على المبدل منه ، ،  
{ قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود }1 .
والتقدير : النار ذات الوقود فيه . أي : في الأخدود ، فكلمة " النار " بدل اشتمال من الأخدود ،.

رابعا ـ البدل المباين :
      هذا النوع من أنواع البدل لا يعنينا كثيرا ، ولكن سنذكر عنه القليل ليفيد منه الدارس .
ينقسم هذا النوع من البدل إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ بدل الإضراب : وهو أن تخبر عن المبدل منه بشيء ، ثم يعن لك أن تخبر عنه بشيء آخر . كأن تقول : تصدقت بدرهم بدينار .
ـــــــــ

فأنت تريد أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدرهم ، ثم بدا لك أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدينار .
2 ـ بدل الغلط : وهو أنك لا تريد أن تخبرنا بأنك تصدقت بدرهم ، وتريد أن تتصدق بدينار ، ولكن غلَطَ لسانك ، وأخبرت عن تصديقك بدرهم .
3 ـ بدل النسيان : وهو أنك لا تريد الإخبار عن التصديق بالدرهم ، فلما نطقت بذلك تبين لك هذا القصد ، ومن هنا سمي بدل النسيان ، وأمثلته كأمثلة سابقيه .
 : أكلت خبزا لحما ، وزارني محمد أحمد .

ملاحظة
1 ـ يجوز أن يكون البدل والمبدل منه نكرتين .
{ إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }1 .
فالبدل " حدائق " وهي نكرة ، والمبدل منه " مفازا " وهو نكرة أيضا .
2 ـ ويجوز أن يكون معرفتين .
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }2 .
فالبدل " من " وهي اسم موصول معرفة ، والمبدل منه " الناس " معرفة أيضا .
3 ـ كما يجوز أن يكونا مختلفين ، كأن يكون المبدل منه معرفة ، والبدل نكرة .
{ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }3 .
فالبدل " قتال " وهي نكرة ، والمبدل منه " الشهر " وقد جاء معرفة ، وهذا جائز .
4 ـ يجوز البدل من الضمير الحاضر ، إذا كان بدلا مطابقا ، يفيد الإحاطة والشمول ، أو بدل بعض من كل ، أو بدل اشتمال .
{ تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا}4 .
فـ " أولنا " بدل من الضمير المجرور " نا " في قوله : " لنا " .  المثال السابق

وهو قول : بلغنا السماء مجدنا . 
ومثال بعض من كل قول:
        أوعدني بالسجن والأداهِمِ       رِجْلِي فَرِجلي شَتْنَة المناسم
فكلمة " رجلي " بدل بعض من كل من الضمير " الياء " في " أوعدني " .
كما يجوز إبدال الظاهر من الضمير الغائب .
{ وأسروا النجوى الذين ظلموا }1 .
حيث أبدل " الذين " من " الواو " في " أسروا " .
5 ـ إذا أبدل من اسم الاستفهام ، وجب دخول همزة الاستفهام على البدل .
نحو : من ذا ؟ أمحمد أم أحمد ؟ ، ونحو : متى تأتينا ؟ أغدا أم بعد غدٍ ؟
6 ـ يجوز إبدال الجملة من المفرد وبالعكس .
مثال الأول : لا أستطيع أن أحكم على خالد ما منزلته بين الكتاب .
فجملة : ما منزلته بين الكتاب في محل جر بدل من " خالد " .
ومثال الثاني : لا إله إلا الله كلمة الإخلاص ينجو قائلها من الزلل .
وإعراب الجملة السابقة كالتالي : جملة لا إله إلا الله محكية في محل رفع مبتدأ .
وكلمة : بدل مرفوع من الجملة السابقة . الإخلاص : مضاف إليه مجرور .
وجملة : ينجو قائلها في محل رفع خبر .
7 ـ يجوز إبدال الفعل من الفعل . نحو : من يصل إلينا يستعن بنا .
فيستعن بنا بدل من يصل إلينا .
{ ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب }1 .
فالفعل يضاعف بدل من يلق ، وله إعرابه .
      إنَّ عَلَيَّ الله أن تُبايعا      تؤخذَ كرها أو تجيءّ طائعا 

فالفعل تؤخذ بدل من تبايعا ، وله إعرابه لذلك نصب ، لأن تبايعا منصوب بأن المصدرية .  
قول :
      متى تأتنا تلمم بنا في دارنا      تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
فالجملة الفعلية " تلمم بنا ، بدل من الجملة الفعلية تأتنا .

الحال

تعريفه :
وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل .
 نحو : جاء الطفل باكياً .
 " باكياً " حال بينت هيئة الطفل عند مجيئه ، وهو صاحب الحال ، والفعل " جاء " عاملها . أي عمل فيها النصب .
104 ـ  { وألقى السحرة ساجدين }1.
و{ ثم ادعهن يأتينك سعياً }2 .  قول الشاعر :
                   إنما الميت من يعيش كئيباً     كاسفا باله قليل الرجاء
حكمه :
النصب دائما . كما في الأمثلة السابقة .
صاحب الحال :
هو الاسم الذي تبين الحال هيئته . وهو كالتالي :
1 ـ الفاعل : تأتي الحال من الفاعل لتبين هيئته أو حاله .
نحو : جاء الرجل راكباً .
استيقظ الطفل من نومه باكياً .
 { فخرج منها خائفا }3 .
و{ خروا سجداً }4 .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الكلمات " راكبا "" باكيا " ، " خائفا " و " سجدا " كل

منها جاءت حالا مبينة لهيئة الفاعل . سواء أكان
اسما ظاهرا كما في المثال الأول والثاني ، أم ضميرا مستترا كما في المثال الثالث ،
أم ضميرا متصلا كما في المثال الرابع . 
2 ـ نائب الفاعل : تأتى الحال لتبين هيئة نائب الفاعل ،
نحو : أُحضر اللص موثوقا بالقيود ، وسِيق المجرم مخفورا بالجنود ،
وقُتل الخائن شنقا .
3 ـ المفعول به : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول به نحو : شاهدت محمدا ضاحكا ،
وقابلت خليلا ماشيا ،
 { وأرسلناك للناس رسولا }1 .         
 ولا فرق أن يكون المفعول به صريحا كما في الأمثلة السابقة ، أو مجرورا
بالحرف ، نحو : انهض بالكريم عاثرا . أو مجرورا بالإضافة . نحو : يسعدني تكريم الطالب متفوقا .
فصاحب الحال " الكريم " ، و " الطالب " كل منها جاء مجرورا ، الأول بالحرف ،
والثاني بالإضافة إعرابا ، لكنّ كلا منهما مفعول به في المعنى .
4 ـ المفعول المطلق : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول المطلق .
نحو : علمت العلم سهلا .
5 ـ المفعول لأجله ، نحو : درست للفائدة مجردة .
6 ـ المفعول فيه ، نحو : أمضيت الليلة كاملة في البحث .
7 ـ الجار والمجرور ، مررت بخليل جالسا .
8 ـ المضاف إليه : لمجيء الحال من المضاف إليه يتطلب واحدا من الشروط الثلاثة  الآتية :
1 ـ أن يكون المضاف  بعضا من المضاف إليه ،

{ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }1 .
و{ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا }2 .
وسوغ مجيء الحال من المضاف إليه في المثالين السابقين ، كون
المضاف جزءا من المضاف إليه ، " فميتا " حال من أخيه ، وهو مجرور بإضافة اللحم إليه ، وهو جزء منه ، وكذلك الحال في المثال الثاني .
2 ـ أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه من حيث الإسقاط والاستغناء
106 ـ عنه ، نحو { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا }3 .
" حنيفا " حال من إبراهيم وهو مجرور بإضافته إلى " ملة " التي يمكن الاستغناء عنها دون أن يختل المعنى ، فنقول : اتبع إبراهيم حنيفا .
3 ـ أن يكون المضاف عاملا في الحال . أي أن يكون المضاف مصدرا ، أو وصفا يشبه الفعل مضافين إلى فاعلهما ، أو نائبه ، أو مفعوليهما .
نحو { إليه مرجعكم جميعا }4 .
" فجميعا " حال من " الكاف والميم " المجرورة بالإضافة إلى  " مرجع " ، وهو العامل في الحال ، مع أنه مصدر ، ومصوغ عمله أن المصدر يعمل عمل الفعل .
ومثال الوصف المضاف إلى فاعله : أنت حسن القراءة جاهرةً .
" حسن " صفة مشبهة مضافة إلى فاعلها ، وهو القراءة ، وجاهرة حال من القراءة .
والوصف المضاف إلى نائب فاعله : محمد معصوب العين دامعةً .
واللاعب معلق اليد مكسورةً . " معصوب " ، و " معلق " كل منهما اسم مفعول أضيف إلى نائب الفاعل " عين " ، و " يد " ، و " دامعة " ، و " ومكسورة " حال من العين واليد .
والوصف المضاف إلى مفعوله نحو : أنت ناصر الضعيف محتاجاً . " ناصر " اسم
فاعل أضيف إلى مفعوله وهو " الضعيف " ، " ومحتاجا " حال من الضعيف .
ـــــــــــــ

تعريف صاحب الحال : 
       هو ما كانت الحال وصفا له في المعنى . نحو : أشرقت السماء صافيةً ،
ونحو : مررت بكل جالساً . فكلمة " الشمس " معرفة بـ " أل " ، وكلمة " كل " معرفة لوجود التنوين ، لأنه عوض عن الكلمة المحذوفة ، والتقدير : مررت بكل  الأصدقاء ، فكل معرفة لأنه في الأصل مضاف إلى معرفة ، وهى كلمة الأصدقاء .  { وكلٌ أتوه ذاخرين }1 .
ومما سبق يتضح أن صاحب الحال يجب أن يكون معرفة ، لأنه محكوم  عليه ، والمحكوم عليه يكون معلوما ، كما هو الحال في المبتدأ ، غير أن صاحب الحال قد يأتي نكرة إذا توفرت فيه المسوغات الآتية :
1 ـ أن تتقدم الحال على صاحبها وهو نكرة محضة ،
نحو : حدثني متلعثما طالب .
وجاءني مسرعا رسول .
              لمية موحشا طلل     يلوح كأنه خِلل
       وبالجسم منــِّى بيِّنا لو علمته      شحوب وأن تستشهدي العين تشهد
" موحشا " حال تقدمت على صاحبها " طلل " ، وهذا مسوغ تنكيره ، وكذلك " بينّا "
فقد وقعت حالا متقدمة على صاحبها " شحوب " مما سوغ تنكيره .
2 ـ أن تكون النكرة عامة يتقدمها نفى أو نهى أو استفهام .
نحو : ما في الحديقة من وردة إلا وهى متفتحة .

ونحو : ما في البستان من شجر مثمراً .
{ وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }1 .
ومثال النهى : لا يسلب طالب أخاه مستقوياً .
ونحو : ولا يعتد جار على جاره عنوةً .
         لا يركننْ أحد إلى الإحجام      يوم الوغى متخوفاً لحمام
ومثال الاستفهام : هل حضر تلميذ باكياً ؟
         يا صاح هل حُمَّ عيش باقياً فترى     لنفسك العذر في إبعادها الأملا
3 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة مخصوصة بوصف أو بإضافة أو عمل .
مثال الوصف : جاءني زائر عزيز مسلّماً .
في بعض القراءات :
{ ولما جاءهم كتابا من عند الله مصدَّقاً }2 .
و{ فيها يُفرَق كل أمر حكيم أمراً من عندنا }3 .
         يا ربِّ نجيت نوحا واستجبت له    في فلك ماخر في اليم مشحونا
ومثال الإضافة : مرني رجل فضل مستصرخاً .
{ في أربعة أيام سواءً للسائلين }4 .
ومثال العمل : أعجبت للاعبٍ كرةً مبتدئاً . " مبتدئا " حال صاحبها " لاعب " ، وهو
نكرة مخصوصة بالعمل ، " كرة " مفعول به للاعب .  
ــــــــــــــــــ

4 ـ أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، نحو : جاءني مستغيث وهو يصرخ ، 110 ـ  { أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها }1 .
فوجود الواو في صدر الجملة يرفع توهم أن الجملة نعت للنكرة .
5 ـ أن يكون الوصف بالحال على خلاف الأصل ، كأن تكون الحال جامدة .
نحو : هذا خاتمك حديداً .
6 ـ أن يشترك صاحب الحال النكرة مع صاحب حال معرفة .
نحو : هذا رجل ومحمد منطلقين ، وهؤلاء قوم والشيخ قادمين .
7 ـ وقد يكون صاحب الحال نكرة من غير مسوغ ، وهو قليل ، نحو : وعليه مائة بيضاً ، وفى الحديث : " صلى رسول الله قاعداً ، وصلى وراءه رجال قياماً .
مرتبة الحال مع صاحبها :
الأصل في الحال التأخير ، ولكنها قد تتقدم على صاحبها جوازا ، نحو : جاء راكبا
محمد . وقد أجازوا اتفاقا تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر الزائد ،
نحو : ما جاء راكبا من رجل . أما إذا كان حرف الجر غير زائد ، فقد أجاز البعض ومنع غيرهم ، واستدلوا على جوازه :
ب{ وما أرسلناك إلا كافة للناس }2 ،
           تسليت طراً عنكمُ بعد بينكم      بذكراكم حتى كأنكم عندي
          مشغوفةً بك قد شغفت وإنما     حم الفراق فما إليك سبيل
وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر ، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في  قوله : أرسلناك ، والتاء في " كافة " للمبالغة ، وليست للتأنيث ، والله أعلم .
ـــــــــــــــ

وجوب تقدم الحال على صاحبها :
      تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في عدة مواضع هي :
1 ـ أن يكون صاحب الحال محصورا ، نحو : ما جاء ماشيا إلا محمد ، وما جلس مسرورا إلا
خليل .
2 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة ، ولا مسوغ لها إلا تقديم الحال عليه ،
نحو : استيقظ باكيا طفل ، وجاء مسرعا رسول .
3 ـ إذا أضيف صاحب الحال إلى ضمير ما يلابسها ، نحو : وقف يخطب في التلاميذ معلمهم .

وجوب تأخير الحال :
يجب تأخير الحال عن صاحبها في المواضع الآتية :
1 ـ أن يكون صاحب الحال مجرورا بالإضافة ، نحو : علمت مجيء الطالب متأخراً ، وسرني ذهاب أخي مبكراً ، وأفرحني عملك مخلصاً .
2 ـ أن يكون مجرورا بحرف الجر غير الزائد ، نحو : مررت بفاطمة جالسةً ،
ونظرت إلى السماء ملبدةً بالغيوم .
أما إذا كان حرف الجر زائدا جاز تقديم الحال على صاحبها ، كما أسلفنا . 
3 ـ أن تكون الحال محصورة ، نحو : ما جاء الرحل إلا راكباً ، وما أزعجني الطفل إلا باكياً .
{ وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين }1 .
4 ـ إذا كانت الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو " سافر صديقي وقد طلعت الشمس ، وسطع البدر وقد انتصف الشهر . 

عامل الحال :
تعريفه : هو كل فعل أو " ما عمل عمله " يعمل في صاحب الحال والحال معا .
1 ـ العامل الأصلي :
العامل الأصلي في الحال هو الفعل . نحو : طلع القمر منيرا ، وأشرقت الشمس صافية . فالفعلان " طلع " و " أشرق " كل منهما عمل في صاحب الحال وهو
" القمر و الشمس " كما أن كلا منهما عمل في الحال نفسها " منيرا " ، و " صافيا " .
2 ـ العوامل اللفظية : وهي ما تعمل عمل فعلها وتشمل :
* المصدر الصريح : نحو : أفرحني حضورك مبكراً ، ويعجبني ترتيلك مجوداً ،
وأدهشني نومك متكئاً . فعامل النصب في الحال " مبكرا " هو المصدر " حضور " وقد عمل أيضا في صاحب الحال وهو " الكاف " الضمير المتصل في " حضور "
والواقع مضافا إليه .
{ إليه مرجعكم جميعاً }1 ،
" فجميعا " حال من الضمير المتصل " كم " في " مرجعكم " ، والعامل فيها وفى صاحبها المصدر   " مرجع " .
        تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا     إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا
" واحدا " حال ، وصاحبها الضمير المتصل في انطلاقك وهو " الكاف " ، والعامل فيهما المصدر " انطلاق " .
* اسم الفاعل ، نحو : هذا شيخ قارئ قرآنه مُرَتلا ، وهذا رجل عامل عمله متقناً ،
وأواقف محمد خائفاً . " فقارئا وعاملا وخائفا " أسماء فاعلين كل منها عمل في الحال وصاحبه ، الأول عمل في " مرتلا " وصاحبه " قرآنه " ، والثاني في " متقنا " وصاحبه  "عمله " والثالث في " خائفا " وصاحبه " محمد " .  

* اسم المفعول ، نحو : وصلتني رسالة مكتوب خطها واضحاً .
العمل في الحال " واضحاً " وعامله " خطها " هو اسم المفعول " مكتوب " .
* الصفة المشبهة ، نحو : العنب حلو مذاقه ناضجاً .
العامل في الحال " ناضجا " ، وصاحبها " مذاقه " هو الصفة المشبهة " حلو " . 
* اسم الفعل ، نحو : نَزَالِ مسرعاً ، وصَهْ ساكتاً .
" فمسرعا " ، و" ساكتا " كل منهما حال العامل فيها وفى صاحبها الضمير المستتر ، اسم الفعل " نزال " ، و" صه " .
3 ـ العوامل اللفظية : وهى التي تحمل معنى الفعل دون حروفه .
* اسم الإشارة ، نحو : هذا أخي قادماً ،
و{ أن هذه أمتكم أمة واحدة }.
 { وهذا بعلي شيخا } .
و{ فتلك بيوتهم خاوية بماظلموا } .
العامل في الأحوال السابقة وهى "
قادما " ، " أمة " ، " شيخا " ، و " خاوية " هو اسم الإشارة " هذا " في الأمثلة الثلاثة الأُول ، و " تلك " في المثال الرابع .
* شبه الجملة ، الظرف : نحو : محمد معك جالسا ، وعلي عندك قائما .
العامل في الحالين السابقتين " جالسا وقائما " كل من الظرف " معك وعندك " لأن شبه الجملة تتعلق بمتعلق أصله الفعل ، فهو متضمن معناه . أي بمعنى استقر .
* الجار والمجرور ، نحو : المال لك وحدك ، والقصيدة في عقلك واضحةً .
الحال في المثالين السابقين " وحدك و واضحة " وعاملها " لك و في عقلك " .
*حرف التشبيه كأن ، نحو : كأن الفارسَ مقبلاً أسدٌ ، وكأن خالداً البدرُ طالعاً.
      كأن قلوبَ الطير رطباً ويابساً     لدى وكرها العناب والحشف البالي
العامل في الأحوال السابقة وهى " مقبلا و طالعا و ورطبا " حرف التشبيه " كأن " لأنه يتضمن معنى الفعل " أشبه " .
* حرف التمني ليت ، نحو : ليت المواطنَ قوياً يساعد الضعفاء ، وليت هذا أخي
مغامراً وليت الشجاعةَ دائماً فينا . العامل في الأحوال السابقة وهى " قويا و مغامرا و دائما " هو حرف التمني " ليت " لأنه يتضمن معنى الفعل " تمنى " .
* حرف الترجي لعل ، نحو : لعل هذا المتسابق فائزا ، ولعلك مدعيا على حق .
العامل في الحال " فائزا و مدعيا " هو حرف الترجي " لعل " لأنه تضمن معنى الفعل أترجى .
*الاستفهام ، نحو : ما بك مسرعاً ؟ وكيف أنت واقفاً ؟
{ فما لهم عن التذكرة معرضين }1 .
العامل في الأحوال السابقة وهى " مسرعا ، واقفا ، ومعرضين " هو أداة الاستفهام " ما " في المثالين الأول والثالث ، و " كيف "
في المثال الثاني ، لأن كلا منهما تضمن معنى الفعل أسأل أو أستفسر .
* حرف التنبيه ، نحو : ها هو ذا والدي قادماً ، وها هو ذا أحمد جالساً . العامل في
الحال " قادما وجالسا " هو حرف التنبيه " ها " لأنه بمعنى الفعل أنبهك .
* حرف النداء ، نحو : يا أيها المسكين مرثيَّاً لحاله ، ويا أيها المفقود مبكيَّاً عليه .
العامل في الحال " مرثيا ومبكيا " هو حرف النداء " يا " لأنه يتضمن معنى الفعل أنادي . 
ـــــــــــــــ

مرتبة الحال مع عاملها :
للحال مع عاملها من حيث التقديم والتأخير ثلاثة أحوال كالتالي :
أولا ـ جواز التأخير والتقديم :
1 ـ إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : مثلجا لا تشرب الماء ، وفجَّا لا تأكل
التين ، وراكبا جاء صديقي ، وباكيا استيقظ الطفل .
:{ خشعا أبصارهم يخرجون }
2 ـ إذا كان العامل وصفا يشبه الفعل المتصرف .
كاسم الفاعل : نحو : مسرعاً اللاعبُ منطلقٌ .
أو اسم المفعول ، نحو : واقفاً اللصُ مجلودٌ .
أو الصفة المشبهة .
كقول:
        عدس ما لعباد عليك إمارة    أمنتِ وهذا تحملين طليق
فجملة تحملين في محل نصب على الحال ، وعاملها " طليق " ، وهو صفة مشبهة .
ومما تجدر ملاحظته من الأمثلة السابقة أن الأحوال الواردة فيها يجوز تأخيرها كما يجوز تقديمها ، فنقول لا تشرب الماء مثلجا ، وقس عليه .
فائدة :
إذا كان العامل في الحال فعلا جامدا أو صفة تشبه الفعل الجامد  ، وهى اسم التفضيل ، أو معنى الفعل دون حروفه ، فلا يجوز تقديم الحال عليه ، وإنما يجب
تأخيرها ، نحو : ما أجمل البدر منيراً ، وما أعظم محمدا منشداً .
ونحو : أخوك أمهر المتسابقين فارساً ، ومحمد أفضل القارئين مرتلاً .
ونحو : كأن يوسف زاحفاً أسدٌ ، ولعل أخاك عائداً فائزٌ .

تعليقات

  1. السلام عليكم. هل تحتاج قرضًا؟ تواصل مع فايزة للتمويل عبر البريد الإلكتروني (faizaafzalfinance@outlook.com) أو عبر واتساب: +91 (923) 367-0405. لمزيد من المعلومات، حصلت على قرض بقيمة 30,000 دولار أمريكي منهم. إنهم موثوقون للغاية وصادقون من البداية إلى النهاية. تأكد من سداد القرض، واتباع جميع التعليمات التي يقدمونها لك. سيُعلمونك بكل ما هو مطلوب منك منذ لحظة اتصالك بهم.

    شكرًا.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جمع مذكر ومؤنث سالم

جمع المذكر السالم       تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . الاّية : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . الاّية : { هم فيها خالدون }4 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه الاّية : { فاقع لونها تسر الناظرين }. ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . الاّية : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . وم...

توكيد

5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . { لبثنا يوما أو بعض يوم } . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب .         كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية      لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ...